تعليقا على مقالى الخميس الماضى بعنوان "حرب الإخوان" تلقيت 37 تعليقا من القراء، منها 25 تعليقًا على الأقل، واضح أن أصحابها لا يتحملون الرأى الآخر، ولا يؤمنون بالاختلاف، وبالتالى فهم جاهزون دائما بالاتهامات ضد كل من يتجرأ ويقترب من الإخوان ناقدا أو مختلفا معهم. ومن بين الاتهامات البسيطة أننى أكتب من مكتب مكيف، وبالتالى لست على علم بالواقع وما يحدث على الأرض وفى مديريات الأمن، لذلك لست على علم أو معايشة بما يتعرض له مرشحو الإخوان من تضييق ومنع لمجرد أنهم يريدون التقدم بأوراقهم للترشح على مقاعد النيابية. الغريب أن موقع "إخوان أون لاين" نشر فى اليوم الأول خبرًا يفيد قبول أوراق 90 إخوانيًا، كما نشر الموقع مساء أمس أن 133 من مرشحى الإخوان المسلمين قدموا أوراق ترشيحهم لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، خلال الثلاثة أيام الأولى لفتح باب الترشيح، من بينهم 14 على مقاعد الكوتة، وما زال هناك 5 مرشحين لم يقدموا أوراقهم فى 3 محافظات. ولا أظن أنه كان هناك توجه حكومى بمنع مرشحى الإخوان من قبول أوراق ترشحهم، وبالتالى فإن الحملة الإعلامية التى أطلقها الإخوان قد تسببت فى قبول أوراق جميع المرشحين باستثناء خمسة فقط حتى مساء الجمعة. وما أعرفه من خلال أكثر من عشرين عاما فى العمل الصحفى، وأكثر من ثلاثين عاما قضيتها منخرطا فى الشأن العام أن الحكومة لا تخشى الإخوان، ولا تمتثل لشائعاتهم أو تهديداتهم، وسبق لها القبض على مرشحى الإخوان المسلمين وإحالتهم إلى المحاكمة العسكرية فى انتخابات سابقة. كل ما أعتقده وأومن به أن من حق أى مواطن مصرى تتوافر فيه شروط الترشح التقدم بأوراق ترشيحه لخوض انتخابات مجلس الشعب، سواء أكان هذا الشخص منتميا للأحزاب السياسية الشرعية، أو لجماعات غير شرعية، لأن الدستور يسمح للمرشحين غير المنتمين للأحزاب بخوض الانتخابات، لكن الدستور نفسه الذى أحترمه هو الذى يمنع المنتمين لجماعات سرية من الترشيح باسم الجماعة أو الحزب السرى. وأنا على استعداد للدفاع بكل ما أملك عن حق أى شخص ينتمى للإخوان فى ترشيح نفسه باعتباره مواطنا مصريا، لكننى سأكون ضد هذا الشخص لو رفع شعرات دينية أو قال إنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين، أو أى جماعة غير معترف بها قانونيا. وفى كل الأحوال لست على استعداد لتجريح أى مرشح، حتى ولو حمل لافتة غير شرعية، لأن من يفصل فى مدى شرعيته هو القانون وليس الأفراد، وأعتقد بالمثل أن على جماهير الإخوان التى يضيق صدرها بأى رأى مخالف لما تعتقد أن تؤمن بالرأى الآخر، وأن تطبق قواعد الدين الحنيف فى احترام الآخرين ولنا فى الإمام الشافعى مثالا علينا جميعا أن نحتذى به "رأيى صواب يحتمل الخطأ.. ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب" .. هدانا الله جميعا.