برلين: لا داعي لإصدار تحذيرات من السفر لأمريكا بسبب احتجاجات الهجرة ضد ترامب    قناة إسرائيلية: ترامب طالب نتنياهو بإنهاء حرب غزة الآن    الناشطة السويدية جريتا ثونبرغ: إسرائيل اختطفتنا من المياه الدولية    "المونيتور": قلق أمريكي من محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع    عطية الله خارج حسابات ريبييرو في الأهلي    امتحانات الثانوية العامة 2025.. 8 محظورات على الطلاب الابتعاد عنها    كل ما تريد معرفته عن نيمبوس متحور كورونا الجديد.. الأعراض وطرق الوقاية    توزيع لحوم الأضاحي على 21 ألفا و680 أسرة من الأكثر احتياجا في أسوان    الجريدة الرسمية تنشر قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية    تشغيل تجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس    أمين «البحوث الإسلامية» يتفقَّد إدارات المجمع ويشدد على أهميَّة العمل الجماعي وتطوير الأداء.. صور    نقيب المحامين ل«الأعضاء الجدد»: الركود الاقتصادي يؤثر على المهنة ونواجه تحديات كبيرة    إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد الليلة اجتماعًا تشاوريًا بشأن المحتجزين في غزة    عضو ب حزب «البتريوت الأوكراني»: «زيلينسكي» يطالب الغرب بضغط ملموس على روسيا بعد الهجوم العنيف على كييف    بعثة باريس سان جيرمان تطير إلى أمريكا للمشاركة فى كأس العالم للأندية 2025    ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 7 أسابيع    تقرير عالمي يحذر إنتر ميامي من ثلاثي الأهلي.. ويستشهد بمواجهة باتشوكا    جدل في الزمالك بسبب تقرير ميدو بشأن الفريق.. ومصدر: «باعته بالإنجليزي»    لافيينا ينجح فى البقاء بدورى المحترفين بالموسم الجديد    تفاصيل تعديلات مشروع قانون الإجراءات الضريبية الموحد وأهدافه    وزير البترول: توفير فرصتي عمل لأسرة البطل خالد شوقي ووديعة بمليون جنيه    لطلاب الثانوية العامة.. مراجعات نهائية مجانية لكل المواد تبدأ فى سوهاج غدا    «ملحقش يلبس بدلة الفرح».. كيف أنهى عريس الغربية حياته قبل زفافه ب48 ساعة؟    مواعيد قطارات طنطا - الإسكندرية اليوم الثلاثاء فى الغربية    بشعار كامل العدد.. فعاليات وزارة الثقافة في عيد الأضحى تحقق رواجًا لافتًا    ملك زاهر تكشف عن تعرضها لوعكة صحية وتطلب الدعاء من جمهورها    تارا عماد تخطف أنظار الجمهور بإطلالتها في حفل زفاف أمينة خليل الثاني (صور)    نوال الزغبي تطرح " ماضي وفات".. تفاصيل    إعلام إسرائيلى: ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب    5 أبراج بتعرف تسمعك وتقدم لك الدعم أحسن من ChatGPT.. أبرزهم العذراء    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    الأوقاف تعلن أسماء الفائزين في مسابقة الصوت الندي 2025م.. تعرف عليها    رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية بقطاعى السياحة والآثار    الثقافة تحتفل بعيد الأضحى بحدائق أكتوبر ضمن برنامجها بالمناطق الجديدة الآمنة    هويسن: الانتقال لريال مدريد كان رغبتي الأولى    الحكومة النمساوية تكشف هوية منفذ الهجوم على مدرسة في جراتس    مؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر تستضيف حفلًا فنيًّا جماهيريًّا مميزًا    التقويم الهجري.. سبب التسمية وموعد اعتماده    موعد مشاهدة مباراة هولندا ضد مالطا والقنوات الناقلة    الإجازات الرسمية المقبلة في 2025.. إليك القائمة الكاملة    التضامن الاجتماعي: فريق التدخل السريع تعامل مع 561 بلاغا في مختلف المحافظات خلال شهر مايو    الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة بقرية سياحية في مطروح    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات أولى جلساتها عقب إجازة العيد    شروط جديدة لاستحقاق خدمات التأمين الصحي وعقوبة الحصول عليها بالمخالفة؟    شروط التعيين في الوظائف وفقا لقانون الخدمة المدنية    مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعي يتفقد محطة بحوث كوم امبو    السعودية في مهمة صعبة أمام أستراليا لاقتناص بطاقة التأهل لمونديال 2026    المؤبد ل 8 متهمين لشروعهم في قتل شخصين بالقليوبية    الحكومة تستعد للإعلان عن القضاء على مرض الجذام    «الرعاية الصحية»: أكثر من 189 ألف خدمة طبية وتوعوية خلال عيد الأضحى    الحكومة تجهز فرصًا استثمارية في القطاع الصحي للسنوات العشر المقبلة    مستشفى القلب بجامعة أسيوط يستقبل 1856 حالة خلال شهر    شيكابالا لإدارة الزمالك: لن أعتزل والفريق سيعانى فى غيابى (فيديو)    الأزهر للفتوى يوضح سبب تسمية بئر زمزم    وزير الري يشيد بجهود العاملين خلال عطلة عيد الأضحى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 10-6-2025 في محافظة قنا    أسعار اللحوم البلدي والكندوز اليوم الثلاثاء 10-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    السيطرة على حريق شب داخل فيلا بالتجمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى يوم مكافحة العنف ضد المرأة.. 11 سيدة أثرت فى التاريخ.. إيزيس عبدها الفراعنة وحتشبسوت وكليوباترا وشجرة الدر حكمن مصر.. صفية زغلول رمز الثورة وأم كلثوم أطربت العالم.. وإذا ذكر النضال ذكرت هدى شعراوى
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 11 - 2016

فى يوم "مكافحة العنف ضد المرأة" وهو مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى أى أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائى تجاه النساء، أثرنا أن نشير إلى أبرز 11 سيدة أثرن فى تاريخ مصر وأن نساء مصر تستحق الدفاع عنها واحترامها لأنها كانت ولا تزال شريكة فى صنع الحضارة المصرية منذ أيام الفراعنة وحتى الآن، وقد قدر المصريون القدماء المرأة حتى أنهم عبدوها وجعلوا لها رمزا هو الإلهة إيزيس، كما أن منهن الكثيرات ممن حكمن مصر على مر التاريخ وأثرن فى التاريخ بشكل كبير بل وحاربن من أجل استقلالها وطرد الغزاة، وكانت نهن الرائدات فى مجالات عدة.

إيزيس.. إلهة فرعونية

لم تكن ايزيس الأنثى الوحيدة بين الآلهة المصرية القديمة، ولكنها كانت الوحيدة التى انتشرت عبادتها خارج حدود مصر، واصبحت رمزاً عبرت عنه الأديان الناشئة بعدها بصور متعددة.


إيزيس هى الإلهة المركزية فى مصر القديمة، قدسها المصريون كرمز للأم الحنون والزوجة الوفية وإلهة الطبيعة والسحر، وكانت إيزيس هى حارسة الأموات وإلهة الأطفال الذين هم أصل بدء الحياة، والأهم أنها كانت الإله الوحيد القادر على البعث.

عندما احتل الإسكندر الأكبر مصر اخذت عبادة ايزيس طابعاً يونانياً وسرعان ما انتقلت إلى بلاد الإغريق والرومان فبنيت لها المعابد فى اوروبا وافريقيا واسيا وانتشرت عبادتها بقوة فى انحاء الأمبراطورية الرومانية حتى اثناء عصور الاضطهاد هناك.

ربط الباحثون كثيراً بين ثالوث ايزيس واوزوريس وحورس والثالوث المقدس فى الديانة المسيحية. ففكرة امومة ايزيس وتقديسها تشبه كثيراً تبجيل المسيحيين للعذراء مريم، ونلاحظ ان عدة كنائس مسيحية قديمة تم بنائها عمداً على اطلال معابد ايزيس، كما ان الإيقونة المعروفة للعذراء مريم وهى تحمل الطفل يسوع لا تختلف كثيراً عن ايزيس وهى تحمل ابنها حورس.

وفى الثقافة الإسلامية المعاصرة لاحظ بعض علماء الاجتماع أن كثيراً من العادات التى تقوم بها النساء، خاصة العجائز اللاتى يتطوعن لخدمة مقام السيدة زينب للتبرك به تشبه ما كانت تقوم به النساء قديماً لخدمة معابد إيزيس.

حتشبسوت.. فرعونة مصر
لماذا تأتى حتشبسوت على رأس القائمة؟ لم تكن أول امرأة حكمت مصر قديماً فنيتوكريس من الأسرة السادسة وسوبكنفرو من الأسرة الثانية عشر كانتا ضمن اخريات حكمن مصر قبل حتشبسوت المنتمية للأسرة ال18: إذاً ما الذى يجعلها تتصدر قائمة وضعت بعد زمنها بثلاث آلاف سنة؟

إن الحكام الذين اثروا فى تاريخ مصر كحتشبسوت، قلة فقد كانت امرأة تفوق اقرانها من الرجال والنساء وقد حكمت مصر ليس كملكة عظيمة ولكن كملك عظيم.

حتشبسوت التى طالما تشبهت بمظهر الرجال ليتقبلها المصريون خليفة لأبيها تحتمس الأول، قادت البلاد لمدة 21 سنة وهى من اطول فترات الحكم فى العصر الفرعونى، واتسم عصرها بأنه من اكثر العصور سلاماً ورخاءاً.

قادت حتشبسوت الجيوش للحرب فى مستهل حكمها، ولكنها وجهت جل طاقتها لتوطيد العلاقات التجارية مع البلاد المجاورة مما عاد على مصر وأهلها بالثراء والرخاء وساهم فى بدء حقبة ارتقت فيها الفنون والعمارة وشيدت فيها مشروعات عملاقة لم يعرف التاريخ القديم مثيلاً لها.

ولكون الخلود مسألة هامة عند كل الفراعنة ومنهم حتشبسوت، فقد كتبت على إحدى مسلاتها فى معبد الكرنك معبرة برقة عن ذلك الهاجس: "الآن يتردد قلبى بين هذا الطريق وذاك كلما فكرت فيما سيقوله الناس الذين سيشاهدوا الآثار التى تركتها ويتحدثوا عن اعمالى."

تى.. زوجة ملك وأم ملك

بمجرد دخولك المتحف المصرى سيطالعك تمثالها الضخم وهى جالسة بجوار زوجها امنحتب الثالث تحوطه بذراعها بما يعبر عن مكانتها ونفوذها. حتى تماثيلها الأصغر حجماً تُظهر تى مختلفة. فوجهها يحمل ملامح جدية شديدة غير مألوفة. كانت تى لغزاً محيراً دفع المؤرخين للبحث عن سر ذلك النفوذ والقوة البادية على ملامحها.


لم تكن تى من نسل ملكى عندما تزوجها أمنحتب الثالث وأصبحت والدة ابنة الملك إخناتون، ولكن المؤكد ان كان لها نفوذاً كبيراً اثناء فترة حكم كلا الملكين، فكانت اول ملكة مصرية يسجل اسمها فى المراسيم الملكية. كانت تى اثناء فترة حكم زوجها تستقبل الوفود والملوك الأجانب الذين احترموا قوة شخصيتها وحكمتها، اما تأثيرها الأعظم فكان على ابنها اخناتون، فهل كانت تلك المعتقدات الدينية المثيرة للجدل التى اعتنقها معتقداتها هى؟ ام مجرد ورث عنها اخناتون قوة الشخصية بما جعله يقدم على ترك عبادة الالهة التى عبدها المصريون لألاف السنين ليعبد الهه الجديد اتون؟

فى جميع الحالات تشير الخطابات المرسلة من والى تل العمارنة ان الملكه تى (التى عاشت 12 سنة بعد رحيل زوجها) ظلت توجه ابنها اخناتون وكانت هى مستشاره الأول وامين سره طوال مرحلة عاصفة من ادق مراحل التاريخ المصرى.

كليوباترا السابعة.. ملكة مصر

كانت كليوباترا المنحدرة من أسرة البطالمة ذوى الأصل الإغريقى الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر الأكبر هى آخر فراعنة مصر. مثل حتشبسوت، شاركت أخاها "زوجها" الحكم، ثما ما لبثت ان استولت على الحكم بمفردها.


عٌرفت كليوباترا بسلسلة علاقتها العاطفية التى هدفت من ورائها الحفاظ على استقلال مصر عن الأمبراطورية الرومانية ولكن هل احب المصريون ملكتهم؟ ربما، فقد كانت الوحيدة التى تعلمت لغتهم بين الحكام البطالمة. دعمت كليوباترا اقتصاد مصر بالتجارة مع بلاد الشرق فساعد هذا على تقوية وضع مصر فى العالم القديم مما جلب السلام للبلاد بعد ان اضعفتها الحروب الداخلية. وتشير المصادر التاريخية المعاصرة لعصر كليوباترا، انها كانت محبوبة جداً من شعبها.

أثارت عملة معدنية اكتشفت حديثاً (فى عام 2007) تحمل وجه كليوباترا الجدل حول ما إذا كانت بالفعل جميلة، فالعملة التى يرجع تاريخها إلى عامين قبل مصرع كليوباترا تكشف لنا انها لم تكن جذابة بالمرة بأنفها الكبير وشفتيها النحيلتين وذقنها الحاد، بعيدة كل البعد عن ملامح اليزابيث تايلور وفيفيان لى الاتى جسدتا شخصيتها على الشاشة.

ربماً لم تكن كليوباترا جميلة ولكن لا تٌخلد ذكرى الإنسان بالشكل فقط، فقد كانت اعظم من مجرد امرأة جميلة، فيقول بلوتارخ: " لم يكن جمالها ملفتاً بيهر الناظر اليها، ولكن حضورها كان طاغياً، كانت شخصيتها وما تقوله وما تفعله شىء ساحر حقاً."


شجر الدر.. سلطانة مصر
كانت مجرد جارية فى يوم من الأيام، ووصلت أن اختارها مجموعة من قادة العسكر المماليك لتكون ملكة عليهم وعلى مصر الدولة الإسلامية فى العصور الوسطى.

اشترى السلطان الصالح ايوب شجرالدر (ثم تزوجها فيما بعد) مع مجموعة من المماليك الترك، وهم ذات المجموعه التى ظلت على ولائها له والتى نجحت فى تأسيس دولة المماليك بعد وفاته.

قضى السلطان الصالح أيوب السنوات الأخيرة من عمره فى محاربة الصليبيين وفى ذلك الوقت كانت شجرالدر هى المسؤولة عن بيت المال وكان لها نفوذاً كبيراً على الجيش وانتهى بها الأمر بأن شاركت زوجها فى حكم البلاد بعد ان داهمه مرض عضال. فلما وافته المنية اثناء مقاومة البلاد للغزو الصليبى بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، قررت إخفاء الخبر حتى لا تتأثر معنويات الجيوش والى ان تطمئن لتأيدهم تولى ابنه توران شاه للحكم.

ادى انعدام كفاءة توران شاه إلى مقتله بواسطة مماليك ابيه واتفقوا على اختيار شجرالدر ملكة عليهم، إلا أن دولة الخلافة العباسية فى بغداد استنكرت ذلك وارسلت إلى المماليك ما نصه: " إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيِّر لكم رجلاً ".

عندئذ اختارت شجر الدر عز الدين ايبك لتتزوجه ويشاركها الحكم، لكنها احتفظت بمعظم الخيوط فى يدها، وعندما علمت انه ينوى الزواج بأخرى دبرت لقتله، وبعدها بثلاثة ايام اتنقمت له زوجته الأولى بأن قتلت شجرالدر ضرباً بالقباقيب فى واحدة من اشهر روايات الفلكلور المصرى.

ومن الرائدات

سهير القلماوى.. أستاذة جامعية وصحفية
فى عام 1929 كان وجود فتاة واحدة بين 14 رجلاً يدرسون فى كلية الآداب فى جامعة فؤاد الأول امراً غريباً، ولكن سهير لم تعر نظرات الاستغراب التفاتاً وتفوقت على جميع زملائها فى كل سنوات الدراسة لتصبح من اوائل المصريات الاتى تخرجن من الجامعة وحصلن على درجة الماجستير وكانت هى اول من حصلت منهن على الدكتوراه التى كان موضوع البحث فيها عن رواية الف ليلة وليلة، ذلك الكتاب الذى واجه هجوماً ضاريا بعد ذلك بعقود بدعوة انه مناف للأخلاق.

فى عام 1956 اصبحت سهير القلماوى استاذاً للأدب العربى المعاصر ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب فى الجامعة العريقة ولمدة تسع سنوات.

ولدت سهير القلماوى فى طنطا ودرست فى المدرسة الأمريكية للبنات هناك، ثم اقدمت على تسجيل اسمها للدراسة بجامعة فؤاد الأول مع بعض الفتيات الأخريات فى سابقة كانت الأولى من نوعها.

اعجب عميد كلية الآداب آنذاك د.طه حسين بحماسها وشجعها وساعدها ان تكتب فى مجلة الجامعة المصرية وما لبثت ان اصبحت محررة بها لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة فى عالم الكتابة والصحافة.

انضمت القلماوى للبرلمان المصرى سنة 1967 وشاركت فى تأسيس معرض الكتاب فقد ارادت ان تكون اعمال الأدب العالمى متاحة امام جميع المصريين، وشجعت اقامة عديد من المكتبات والمشروعات التى عنيت بترجمة كلاسيكيات الأدب العالمى وتوفيرها فى طبعة شعبية لتصبح فى متناول الجميع، وكانت هى ايضاً من قدمت الأدب المصرى المعاصر كفرع من فروع الدراسة بكلية الآداب التى سيطر عليها ولايزال الأدب العربى الكلاسيكى.

سميرة موسى.. أول عالمة ذرّة

كان صراع والدتها مع مرض السرطان الدافع الرئيسى وراء اتجاه سميرة موسى إلى دراسة العلوم بغية التوصل لاستخدامات نافعة للطاقة النووية، خاصة فى مجال الطب.


ولدت سميرة فى بلدة صغيرة فى الغربية وعندما اتمت دراستها بالكتّاب شجعها والدها على الإستمرار فى الدراسة فألحقها بمدرسة بنات الأشراف الثانوية التى اسستها نبوية موسى واستطاعت سميرة ان تحتل المركز الأول على القطر المصرى فى امتحان البكالوريا سنة 1935، فإستحقت المدرسة منحة التفوق الحكومية واستخدمتها نبوية موسى لإنشاء معمل لسميرة.

تخرجت سميرة موسى بتفوق مع مرتبة الشرف من كلية العلوم، جامعة فؤاد الأول، وساندها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية، فأصبحت اول امرأة تحاضر فى الجامعة ثم حصلت سميرة على درجة الماجسيتر وسافرت لإنجلترا حيث حصلت على درجة الدكتوراة فى الإشعاع الذرى.

آمنت سميرة موسى بالإستخدام السلمى للطاقة الذرية وقالت: "اتمنى ان يصبح استخدام الطاقة الذرية فى علاج السرطان فى متناول الجميع كقرص الأسبرين."

ولو عاشت سميرة موسى لرأت حلمها يتحقق الا انه فى 5 اغسطس 1952 واثناء زيارتها للولايات المتحدة الأميركية لتفقد عدة مراكز بحثية هناك، وفى طريقها إلى جامعة كاليفورنيا ظهرت احدى الشاحنات الكبيرة المسرعة فجأة لتطيح بسيارتها لتسقط من اعلى الطريق الجبلى وتلقى حتفها فى الحال، بينما استطاع السائق الذى كان بصحبتها القفز من السيارة قبل اصطدامها بلحظات واختفى للأبد، مما اثار الشبهات حول مصرعها الذى ظل لغزاً حتى اليوم.
صفية زغلول.. رمز ثورى عرفت ب"أم المصريين"

سلكت صفية زغلول طريقاً غير تقليدياً فى حياتها عندما تزوجت وهى ابنة رئيس وزراء مصر رجلاًً من عامة الشعب، وعندما خلعت اليشمك سنة 1921 وتقدمت صفوف الثوار المصريين اثناء حياة زوجها وبعد وفاته.

فقد كانت مشاركة النساء فى ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة مطالبات بإستقلال البلاد ملمح شهير لتلك الثورة التى كان الزعيم سعد زغلول ملهمها، ولكنه لم يقدها بنفسه فقد كان فى المنفى. وعندما احتشدت الجموع امام بيته اعلنت صفيه زغلول –عن طريق سكرتيرتها- انه:

" إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية فى هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".

منذ ذلك اليوم لقبت صفية زغلول ب"ام المصريين" واصبح بيتها وبيت سعد زغلول "بيت الأمة".

أم كلثوم.. مطربة
كان الخميس الأول من كل شهر موعداً يجتمع فيه افراد الطبقة الأرستقراطية فى قصورهم وفيلاتهم الفخمة فى جاردن سيتى والزمالك حول جهاز الراديو، وكذلك كانت تفعل الأسر المصرية البسيطة من القاهرة وحتى أسوان. حتى سائقو سيارات الأجرة والأوتوبيسات كانوا يوقفون سياراتهم ليذهبوا إلى اقرب قهوة ليجلسوا عليها وينصتوا فى هدوء للإذاعة.

كانت شوارع القاهرة ليلة الخميس الأول من كل شهر (من الثلاثينيات وحتى ستينيات القرن الماضى) تبدو مهجورة خالية من المارة، فتلك هى اليلة التى كانت كوكب الشرق ام كلثوم تشدو فيها بأروع الكلمات والألحان، التى طالما اطربت واسعدت جماهيرها العريضة من المصريين اغنياء وفقراء، رجالاً ونساء، الجميع عشقوا اغانيها.

ولدت ام كلثوم بقرية صغيرة بالدقهلية والبسها والدها ملابس الرجال لكى يضمها وهى فى الثانية عشر من عمرها لفرقته للإنشاد الدينى التى كانت تجوب الموالد والمناسبات. وفى سن السادسة عشر قدمها الملحن الشهير زكريا احمد للوسط الغنائى فى القاهرة، واستطاعت ام كلثوم بتعاونها مع اعظم الملحنين، والشعراء والموسيقيين المعاصرين لها - وربما كانوا الأعظم ايضاً فى تاريخ الغناء والموسيقى فى مصر- ان تصل بنجاحها وشهرتها إلى عنان السماء.

مُنعت ام كلثوم من الغناء وتوقفت الإذاعة عن بث اغانيها عقب انقلاب 1952 لفترة قصيرة، لأنها كانت تغنى امام ملك مصرالسابق، ولكن البكباشى جمال عبد الناصر رأى انها قيمة كبيره لن يسمح بخسارتها فعادت ام كلثوم تشدو لمصر والمصريين وقدمت دعماً كبيراً لوطنها والجيش عندما جابت العديد من دول العالم لتقيم حفلات غنائية لصالح المجهود الحربى عقب هزيمة 67. واليوم تعتبر ام كلثوم واحدة من اعظم المطربات فى التاريخ الإنسانى وتعد صورتها التى عرفت بها بنظارتها الداكنة وشعرها المصفف "شينيون" ومنديلها الحريرى مصدر الهام للعديد من الفنانين المعاصرين.

روز اليوسف.. ناشرة

ولدت روز فى لبنان وعندما بلغت العاشرة من عمرها جاءت إلى مصر وعاشت فى الاسكندرية مع اسرة اسكندر فرج صاحب الفرقة المسرحية ومن هنا جاءت بداية علاقتها بالمسرح.


عملت روز كممثلة مسرحية فى فرقة عزيز عيد، ثم فرقة عكاشة، واخيراً فى فرقة رمسيس، حيث نجحت فى ان تصنع لنفسها اسماً وشهرة. وفى عام 1925 اعتزلت التمثيل وتقدمت بطلب ترخيص لإنشاء دار نشر، ونجحت بمواردها المحدودة ومساندة اصدقائها فى الوسط الفنى ان تنشىء مجلة وصفتها ابنتها امال طليمات بأنها مجلة "بدون مكتب، ولا رواتب، ولا لحظة راحة." وكانت تلك هى بداية مشوارها فى عالم الصحافة والنشر الذى خلد اسمها. اسست روز مجلة حملت اسمها "روز اليوسف" بدأت كمجلة ادبية ثقافية، ثم تحولت إلى مجلة ذات طابع سياسى.

دفعت روز ثمن اقتحام مجلتها عالم السياسة، خاصة اثناء فترات الإضطرابات السياسية فى مصر. فقد سُحبت رخصة المجلة منها فاضطرت لإصدارها تحت اسم جديد مؤقتاً لتستمر فى نشر المقالات النارية ضد الإحتلال الإنجليزى التى اثارت الحكومة، وتعرضت للإعتقال اكثر من مرة.

عاشت روز اليوسف اكثر من قصة حب، وقد تزوجت محمد عبد القدوس المهندس الذى عشق التمثيل وعمل به وانجبت منه احسان، الذى اصبح احد اشهر الروائيين المصريين، ثم تزوجت زكى طليمات وكلا الزيجتين لم يكتب لهما الإستمرار طويلاً.

ومازالت دار النشر العريقة التى انشأتها والمجلة الرئيسية التى تصدر عنها ملء السمع والبصر حتى اليوم، ومازالتا تحملان اسم روز اليوسف.

الناشطات

هدى شعراوى.. رائدة نسائية
اقترن النضال النسائى فى مصر دائماً باسم هدى شعراوى، الا ان اكثر المواقف التى يتذكرها الناس لها كانت عقب عودتها من مؤتمر نسائى فى اوروبا عام 1923 عندما نزلت هى وزميلاتها نبوية موسى وسيزا نبراوى من القطار فى محطة مصر وخلعن حجابهن فتملكت حشود النساء الاتى كن فى انتظارهن الدهشة، ليسود بعدها الصمت للحظات قبل ان يدوى الجميع بالتصفيق. واقدمت بعض السيدات الاتى تحلين بالشجاعة الكافية على خلع حجابهن ايضاً.

رغم هذا، لم يكن خلع الحجاب هو القضية التى شغلت هدى شعراوى فقد كرست مجهودها فى الدفاع عن حقوق المرأة خاصة الحقوق السياسية والتعليم.

ولدت هدى (ابنة محمد باشا سلطان) من اسرة ارستقراطية وتزوجت من زعيم وفدى مرموق هو على باشا شعراوى وناضلت من اجل قضايا المرأة كثيراً قبل واقعة خلع الحجاب ففى عام 1914 اسست الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وفى ثورة 1919 تقدمت صفوف النساء فى المظاهرات التى تطالب بالإستقلال جنباً إلى جنب مع الرجال لأول مرة.

فى عام 1923 وعقب عودتها من المؤتمر الدولى لحقوق المرأة الذى عقد فى روما اسست الاتحاد النسائى المصرى واصبحت اول رئيسة له، وكان اهم اهدافه التأكيد على حق المرأة فى التعليم والدعوة لتغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية، وفى عام 1924 قادت وقفة نسائية اثناء انعقاد جلسة افتتاح البرلمان وقدمت عريضة تحوى بعض المطالب التى تجاهلها حزب الوفد مما دفعها للإستقالة من لجنته النسائية.

لم تكن معركة هدى شعراوى سهلة وربما لم يمتد بها العمر لتجنى ثمار كفاحها الطويل، ولكنها بتأسيسها الإتحاد النسائى المصرى قد ارست الدعامة الأساسية لنجاحات كثيرة حققتها المرأة المصرية فيما بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.