أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، أهمية دور الأممالمتحدة فى القضاء على الفقر وتحقيق النمو ومجابهة التغيرات المناخية وانتشار الأوبئة وعدم التسامح والأحكام المسبقة على الآخرين، وأنه لا ينبغى للمنظمة أن تظل بمعزل عن الإصلاحات التى يفرضها الوضع الاقتصادى الصعب الذى يتعرض له يوميا العديد من الأفراد فى العالم. قال أبو الغيط فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه السفير هشام الزميتى مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية، فى الاحتفال الذى أقامته الجمعية المصرية للأمم المتحدة، برئاسة الدكتور عبد الأحد جمال الدين بالنادى الدبلوماسى، مساء أمس، بمناسبة مرور 65 عاما على إنشاء الأممالمتحدة، إن يوم الأممالمتحدة يتخذ هذا العام طابعا خاصا، حيث شهدت المنظمة الدولية الشهر الماضى قمة لتقييم ما تم إنجازه من أهداف الألفية الإنمائية، مؤكدا أن جهود محاربة الفقر والقضاء عليه لابد أن تحظى باهتمامنا جميعا خلال المرحلة القادمة حتى يكون عالمنا أكثر أمنا واستقرارا وتتمتع كافة الشعوب بثمار جهودها من أجل التنمية. وأوضح أبو الغيط أن الأممالمتحدة تعد الوعاء الذى تتبلور فيه حقوق كافة الشعوب، حيث نحتفل هذا العام بالذكرى الخمسين لإعلان الجمعية العامة الصادر فى 14 ديسمبر عام 1960 حول منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة مذكراً بعالمية حق تقرير المصير، معربا عن أسفه أن يظل إلى اليوم عدد من الحالات، حيث يتعرض فيها هذا المبدأ الأساسى لعراقيل وعدم التنفيذ خاصة فيما يتعلق بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة مثله فى ذلك مثل كافة شعوب العالم. وأشار أبو الغيط إلى رسالة السلام التى انطلقت من قلب القاهرة مساء أمس الأول "وكالة الغورى"، والتى عبر فيها ومن خلالها الفنانون المصريون عن مدى عمق إيمان شعب مصر بالسلام والمحبة والتآخى بين الشعوب وأهمية التسامح والتفاهم والتواصل بين الحضارات والثقافات والأديان فى إطار الأممالمتحدة بوصفها المجال المثالى متعدد الأطراف للحوار والتشاور حيث تلتقى الأفكار، مشيرا إلى أن منظمة الأممالمتحدة تمثل مكانا لتوافق الرؤى لاسيما فى ظرف مثل الذى نعيشه اليوم أى ظرف يشهد تنامى التهديدات للسلم والأمن الدوليين وصعوبة الوضع الاقتصادى والاجتماعى فى العالم، مشيرا إلى أن إحياء يوم الأممالمتحدة يمنح الدول الأعضاء فى المنظمة فرصة للاحتفال الجماعى والمستحق بعمل منظمتنا والتذكير للآمال التى تحملها. من جانبه أكد جيمس راولى المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، أن المنظمة الدولية تدعم خطط مصر نحو تحقيق التنمية على عكس بعض الدول الأخرى فى المنطقة، حيث لا يوجد فى مصر بعثة سياسية للأمم المتحدة ولا قوات لحفظ السلام أو بعثات دعم لمواجهة الكوارث الإنسانية، موضحا أن الشعب المصرى قد تجنب الدخول فى صراعات ولا يتعرض للكوارث الطبيعة مثل الزلازل، وأضاف أن الأممالمتحدة تقدم المساعدة لمصر من خلال دعم جهود الحكومة المصرية لإحراز التقدم فى خطط التنمية وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، مشيرا إلى تعاون المنظمة الدولية مع الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى فى القضايا الصعبة مثل القضاء على الفقر وتمكين المرأة وبناء ثقافة حقوق الإنسان وهى القضايا التى تحتاج إلى سنوات لتحقيق التقدم فيها بدورها. وأشار جيمس راولى إلى أن الاحتفال بيوم الأممالمتحدة شهد فعاليات من بينها الاحتفال الذى أقيم منذ يومين فى جامعة القاهرة وحملة التبرع للدم تحت شعار "شكرا لمصر" والتى تهدف إلى تقديم الشكر والعرفان من العاملين فى الأممالمتحدة كدعم بسيط فى خطط التنمية وإرسال رسالة بأهمية التبرع بالدم الذى يمنح الحياة للآخرين. فيما ألقت خولة مطر مدير المركز الإعلامى للأمم المتحدةبالقاهرة، الكلمة التى وجهها بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة للاحتفال، والتى أعرب فيها عن تقديره الكبير للملايين من البشر فى جميع أنحاء العالم الذين يؤمنون إيمانا راسخا بما نقوم به من عمل من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الاحتفال بيوم الأممالمتحدة يؤكد من جديد رسالتنا على الصعيد العالمى والقيم العالمية للتسامح والاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية وبالتقدم الذى أحرز والمكاسب المحققة فى مجال محو الأمية ومتوسط العمر المتوقع للإنسان وانتشار المعرفة والتكنولوجيا. وأشار بان كى، إلى عقد العزم على بذل المزيد من الجهد لحماية الواقعين فى خضم الصراعات المسلحة ولمكافحة تغير المناخ وتجنب وقوع كارثة نووية والمزيد لتوسيع الفرص المتاحة أمام النساء والفتيات ومحاربة الظلم والإفلات من العقاب والمزيد لتحقيق الأهداف الإنمائية. من جانبه قال الدكتور عبد الأحد جمال الدين رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن مصر ساهمت بشكل كبير فى الاجتماعات والدراسات لإنشاء المنظمة الدولية، وإن الجميع فى مصر يعملون على تعريف الرأى العام المصرى بكافة أنشطة المنظمة الدولية وميثاقها، مؤكدا أهمية حل القضية الفلسطينية التى تعد محور القضايا فى الشرق الأوسط حتى يسود السلام فى العالم.