تتزين الصحف اليومية والأسبوعية بمقالات لمحاربة الباعة الجائلين، الذين يحتلون الأرصفة والميادين، يبيعون بضائع مغشوشة ويربكون المرور أو يقفون أمام المدارس يبيعون أطعمة فاسدة لأولادنا الصغار، ونصرخ كيف نقضى على تلك الظاهرة التى تشوه معالم المدن السياحية؟ والغريب أنهم ليسوا مصريين، فمنذ أيام قليلة دق جرس باب منزلى، فقمت وفتحت الباب فوجدت فتاتين من الصين يحملون على ظهرهما حقائب كبيرة الحجم، وقالوا لى، من فضلك المدام موجودة، فقلت نعم اتفضلوا، فما أن دخلتا وفتحتا الحقائب التى على ظهرهما فخرجت منها بضائع بجميع الألوان والأحجام، وقاموا يعرضون ما لديهم، ولا نعرف هل هذه البضائع قادمة من الصين رأساً على منازلنا، أم أنها مصنوعة فى مصانع تحت السلم؟ والسؤال هنا الآن: هل هؤلاء الصينيات معهن إقامة بمصر مدون بها المهنة أم لا؟ لماذا نترك هؤلاء الباعة الجائلين يتجولون فى بلادنا، ووصلوا إلى أعماق القرى والنجوع بمصر؟ كيف استباح هؤلاء بلادنا على هذا النحو ليصبحوا باعة جائلين؟ إن العمالة المصرية فى الخارج تذوق الأمرين من مطاردة رجال الشرطة لهم بحثاً عن الإقامة، وإذا كان العامل لم يحمل إقامة تقوم السلطات بترحيله على بلده فوراً، فكيف نترك نحن هؤلاء للباعة يتجولون بين العمارات وبين الشقق بدون معارضة منا؟