رحل عنا الخميس المؤرخ والأكاديمى البارز رؤوف عباس عن عمر "69 عاماً" بعد معاناة مع مرض السرطان فى الشهور الأخيرة. ولد الراحل رؤوف عباس فى 24 أغسطس 1939 فى مدينة بورسعيد، ونال درجة الليسانس فى التاريخ من جامعة عين شمس، التى حصل منها على درجة الدكتوراه ثم عمل أستاذاً للتاريخ الحديث بجامعة القاهرة، وكان صارماً ومبدئياً مع نفسه ومع الآخرين، مما جلب عليه عداوات أصحاب المصالح والراغبين فى الصعود السريع، لكنه لم يتورع فى أى موقف أو تجربة عن الانتصار للمبادئ، التى كان يعتبرها السند الوحيد للمثقف الواعى بقضايا وطنه الحريص عليها. كتب عباس سيرته الذاتية تحت عنوان "مشيناها خطى"، وعرض من خلالها تحولات مصر فى نصف القرن الأخير، انطلاقاً من مؤسسة الجامعة التى كانت من أكثر المؤسسات المصرية تأثراً بالأحداث السياسية والاجتماعية، وقدم فى سيرته رحلة من الكفاح لواحد من أبناء المصريين الفقراء الذين استطاعوا الترقى اجتماعياً وعلمياً بجهودهم الشخصية فى تلقى العلم وإنتاجه. تعددت جهود المؤرخ الراحل على مدى رحلته العلمية، التى تجاوزت الأربعين عاماً بين التاريخ والتحقيق والترجمة والعمل الأكاديمى، فقدم عدة مؤلفات تاريخية هامة منها "الحركة العمالية فى مصر" و"النظام الاجتماعى فى مصر فى ظل الملكيات الكبيرة" و"مذكرات محمد فريد" و"الحركة العمالية المصرية فى ضوء الوثائق البريطانية .. 1924 - 1937" و"جماعة النهضة القومية" و"السياسة الأمريكية والعرب" و"جامعة القاهرة.. ماضيها وحاضرها". كما شارك فى تحرير العديد من الكتب منها "مصر للمصريين" "مائة عام على الثورة العرابية" و"العرب فى أفريقيا" و"الأحزاب المصرية .. 1922 - 1953" و"أربعون عاماً على ثورة يوليو.. دراسة تاريخية" و"حرب السويس بعد أربعين عاما". وتوج عباس رحلته العلمية بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من عام 1999