من الوهلة الأولى قد يبدو العنوان غريب، لأنه يحمل كلمات أجنبية بحروف عربية، وحيث إننى من الذين يحترمون اللغات كثيراً وأعتقد بضرورة كتابة الكلمات بحروفها الأصلية دون تعريب أو تغريب، ولكن العنوان هو ما قصدت تحديداً أن أتكلم عنه وعن الريموت كنترول - المعروف بوحدة التحكم عن بعُد - والكى بورد – لوحة المفاتيح – وما لهما من تأثير كبير فى حياتنا. حينما أراجع علاقتى بالريموت والكى بورد أجدها تقترب من عقدين من الزمان تقريباً وبحكم أننى مثل كثير من شباب جيلى فقد نشأت بيننا – وأقصد الريموت والكى بورد – علاقة قوية جداً قد تغلب أحيانا على بعض علاقاتى الإنسانية. إن العلاقة الخاصة بالريموت كنترول تنشأ نتيجة تعلقك بعض برامج التلفاز والتى فى الغالب تبدأ من الطفولة ببرامج الأطفال والرسوم المتحركة لتتغير فيما بعد وفقاً للمراحل العمرية المختلفة مروراً بالمسلسلات والأفلام والبرامج العلمية، إن أهم ما يميز مرحلة التعارف على تلك النافذة الصغيرة الحجم والكبيرة الأفق أى التلفاز هو قدرتك على اختيار من تسمع فى الوقت الذى تريد و كأنك أصبحت تتحكم فى الأشخاص من حولك مثلاً بالانتقال بالريموت كنترول بين القنوات ومن هنا تنشأ تلك العلاقة الخاصة بك مع الريموت ويصبح كما لو كان ساعدك الأيمن فى أوقات الفراغ. أما الكى بورد فإن العلاقة معها تختلف قليلاً فإنها فى الغالب بدأت ببعض الألعاب على الكمبيوتر فى الطفولة للتحول إلى علاقة لصيقة جداً مع ازدهار الفضاء العنكبوتى وهو بالقطع الإنترنت، إن أهم ما يميز اللإنترنت هو أنك حر فى أن تعمل ما تريد و تعرف ما تريد فى أى وقت تريد وهى بالتأكيد تجعل العلاقة مع الكيب بورد مميزة جداً. إننى أعتقد بأن أغلب الشباب وبمجرد العودة للمنزل- حالى أنا أيضا- يذهب مباشرة للريموت لينتقى إحدى القنوات وحتى وإن لم يكن مهتماً بما يعرض لينقل مباشرة للجلوس خلف الكى بورد بعد ذلك وهو بذلك يحقق معادلة الغزو التكنولوجى ونظرية أننا نعيش فى جزر منعزلة – والحق يقال أنا أتفعال جيداً معها – وذلك لأن الريموت يحقق لك تلك الرغبة فى أن تستمع لمن تريد وقتما تريد وقد تمل من بعض ما يعرض لتختار غلق الصوت لفترة أو الانتقال لشخص آخر لتستمع إليه على قناة أخرى، أما الكى بورد فهى تجعلك تختار أن تخاطب مَن تريد و كيفما تريد، وهى تحقق أشبع الرغبة فى أن تعبر عن نفسك حتى ولو بطريقة كتابة جملة مقتضبة عنك فى أحد المواقع الاجتماعية. إن العلاقة هذه العلاقة الثلاثية بينك و بين الريموت والكى بورد يجب أن تستخدم بطريقة تدعم تحسين طرقك فى الحياة وتحقيق ذاتك بانتقاء من تتفاعل مهم بالسماع أو بالتعبير عن نفسك وأن تتجنب كثيراً من المهاترات التى تقتل وقتك و تخرج منها خالى الوفاض ديناً وعلماً.