"شخلل علشان تعدى"

لم يكن يعلم عادل إمام أن تلك الجملة التى أطلقها فى أحد أفلامه، هى المنطق السائد فى كل المصالح والجهات الحكومية من أصغر مصلحة حتى أكبرها، فإذا قمت بالذهاب لقضاء مصلحة لك من أى جهة حكومية لازم " تشخلل علشان تعدى " وعلشان ورقك يمشى، وإذا لم تقم ب" الشخللة " لن تستطيع الحصول على ماتريد وستظل تدور فى دائرة مغلقة من الروتين الحكومى الفاشل والبيروقراطية القاتلة، إلى أن يقضى الله أجلاً كان مفعولا، وهذه الحقيقة التى لا ينكرها أحد، قد عاصرناها انا وأنت فى، الشهر العقارى، وفى التجنيد، وفى تراخيص المرور، أوفى عمل فيش وتشبيه لأحد الوظائف، فتجد الموظف الحكومى، إما فاتح " الدرج "، أو فاتح " يده "، أو فاتح " جيبه "، أو فاتح " فمه "، وسيادتك هتدفع هتدفع، وإلا ستظل " مربوط فى ساقية " فترة طويلة.
والمؤسف أنك ترى هؤلاء الموظفين لا يخجلون وهم يطلبون منك رشوة ومال حرام، ولا يشعرون بأى نوع من أنواع الخجل أو الحياء، بل يطلبون منك الأموال كأنما يطلبون حقاً أصيلاً لهم، ألا يعلم هؤلاء أنهم يأكلون فى بطونهم أموالاً حرام ويطعمون أولادهم من حرام، أم أنهم نسوا كلمة "حرام، وإلى متى سيظل الفساد والرشوة جاثمة على قلوب المصريين، من "رشوة مرسيدس" حتى عامل الشهر العقارى "يا قلبى لا تحزن".