رئيس قصور الثقافة يتفقد بيت ثقافة قاطية بشمال سيناء تمهيدا لافتتاحه    الزمالك يتقدم على سيراميكا كليوباترا في الشوط الأول    بالأسماء.. إصابة 17 شخصا في حادث حريق شون الكتان بالغربية    كجوك: تخفيف الأعباء والالتزامات عن كل الممولين وتوسيع القاعدة الضريبية وتحسين بيئة الأعمال    بسبب صاروخ يمني.. توقف بعض مباريات الدوري الإسرائيلي لكرة القدم    ترامب يوجه رسالة إلى الصين: الأسواق المغلقة لم تعد مجدية    تراجع جديد في أعداد قاطني مخيم الهول السوري    متحدث الخارجية الأمريكية يدعو إلى استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة    تصميم معماري حديث.. محافظ بورسعيد يفتتح مسجد "الرضوان" في بورفؤاد - صور    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر بمستهل التعاملات المسائية    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    حقيقة إغلاق بعض بيوت الثقافة التابعة للهيئة العامة    ودع الدنيا يوم مولده.. 75 عامًا على رحيل الشيخ محمد رفعت وحكاية الصوت الذي لا ينسى    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    أكرم القصاص: دعوة بوتين للرئيس السيسى لحضور احتفالات ذكرى النصر تقديرا لدور مصر    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    أنشيلوتي يخطط لإسقاط برشلونة    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظ الأقصر : أرفض أن أغمض عيني لأستمر علي الكرسي

مشاكلي الحقيقية في تعارض المصلحة العامة مع بعض رجال الأعمال..
وعراقيل بعض الوزارات.. وضغوط جهات أجنبية

محافظ الأقصر د.سمير فرج من الشخصيات الواضحة في الإصرار علي تنفيذ خططه للتغيير والتطوير مهما كانت العواقب، وقد أطلقوا عليه كثيرا من الألقاب خلال مراحل تنفيذ تلك الخطط.. فكان «عدو الخضرة».. عدو الثقافة.. عدو الدين» هذا بخلاف نكات كثيرة أطلقها الشارع الأقصري عليه، علاوة علي وضع العراقيل بواسطة بعض الوزراء والمسئولين والجهات الخارجية فقد أطلق عليه اليونسكو وصف «البلدوزر» في حين وصفه آخرون ب «محافظ الإزالة».. ومن هنا نحاور «سمير فرج» عن معوقات التغيير.. وماذا فعل.. وكيف ينظر إليه الآن أهالي الأقصر الذين أطلقوا عليه «محافظ الإزالة» فاستقبلته مدينتا إسنا وأرمنت اللتان انضمتا أخيرا إلي الأقصر المحافظة ليقولوا له أثناء زيارة رئيس الوزراء الأخيرة منذ شهر: «تعالي زلنا وطور المدينة يا فرج»، ولهذا سألناه.. ما هي مشاكلك مع التغيير وما هي المعوقات وحجر العثرة الذي وقف في طريق التطوير؟
قال: أول مشكلة واجهتني كانت نقل «القرنة» ولأنها كانت مشكلة من عام 1948 تقف أمام المسئولين فلا أحد كانت لديه قدرة تكملة المشوار.. كله خاف من محاولات الأهالي التي كانت تصل إلي ضرب النار وناس تموت وحاجات تجعل أي مسئول يقف «محلك سر»، كان علي نقل 3200 أسرة تعيش علي 950 مقبرة أثرية، والإنسان المصري له خصوصية مع الأرض، فهي مرتبطة بحياته، فكيف ينقل من أرض يعتبرها ملكا لأجداده لا يمكن التفريط فيها فكانت أول مشكلة هي إقناع الناس أن يتركوا الآثار لأنها ملك للبلد، وفي الوقت نفسه لازم نوفر للمواطن شيء يجعله يشعر بأنه حصل علي مكسب أكبر، فقمنا ببناء قرية كاملة الخدمات، بمعني أنه بدل ما يحصل علي المياه بالشراء يعني البرميل 20: 40 جنيها، صار لديه ماء في بيته وكهرباء، ووضعنا لهم ثلاجات وسلعا معمرة، هذا بخلاف أسواق وحدائق، والأكثر من ذلك أننا أنشأنا مدرستين إحداهما لغات، وصار معه عقد تمليك بيت، في حين كانت سكناه علي المقابر الأثرية دون وجه حق لأنه ليس لديه أي توثيق يثبت أحقيته فيها، ولذلك فإن إقناع المواطن يأتي في المرتبة الأولي، كان هدفنا في عملية الإقناع هو شريحة الشباب فجلسنا معهم وقلنا لهم بأنه في النقل من القرنة حياة جديدة وسوف يكون لك بيت للزواج ولوالدك بيت منفصل، وبالطبع كفة الشباب هي التي كسبت..
ولكنك بصدد عملية نقل أخري تخص أهالي طريق الكباش.
طبعا هذه الإزالة الثانية والكبري أيضا في الأقصر والصعبة جدا، لأن العشوائيات علي طريق الكباش الذي بظهوره واكتشافه حول الأقصر إلي متحف عالمي مفتوح، ومفيش طريق في العالم ديني أو أثري طوله 3 كم ويصل ما بين معبدين ويكون فوقه عشوائيات، والحقيقة أنا كنت في موقف لا أحسد عليه، لأني كنت أحلم بهذا الطريق الذي سيكون نقلة كبيرة في تاريخ الأقصر، ولكن عندما اكتشفنا جزءا من طريق الكباش والباقي فوقه عشوائيات، وغير ظاهر قلت سوف أزيل وإذا لم أجد باقي الكباش، فسوف نقوم بتصنيعها بشكل يدوي حديث لتكملة شكل الطريق، وفوجئنا بعد إزالة العشوائيات بكباش سليمة موجودة فكانت معجزة.. ولذلك أنا قمت بنزع حوالي 3 كيلومترات من المباني.
كيف تقبل الأهالي المقيمون في هذه المباني ذلك منك؟
لأني قلت لهم إن التعويض سوف يكون أكبر من أي تعويض حصل عليه أي ناس في مصر..
ما قيمة التعويض لهم؟
- أولا أصحاب الأرض كانوا سعداء لأن البيت الذي كان يحصل منه علي 100 جنيه قيمة الإيجارات مثلا في الشهر، أخذ في المقابل نصف مليون جنيه وبالتالي لو وضعه في أي بنك فإن العائد منه سوف يفوق المائة ضعف، وبالنسبة للمستأجر عرضنا عليه خياران أحدهما حصوله علي 75 ألف جنيه كاش في يده، أو يأخذ في المقابل شقة تمليك مساحتها 85 مترا بينها وبين مكان الإزالة مالايتعدي ال 200 متر، وهذه فلسفة الإزالة، أي عدم البعد عن المكان الذي يقيم فيه المتضرر لأنه سوف يجد صعوبة للوصول إلي عمله أو مدارس أولاده، فكنا دائما بنوفر له البديل القريب من نفس المكان.
يعني ثمن التغيير والتطوير في القرنة والكباش كان ملايين الجنيهات وإقناع المواطنين؟
- بالطبع هذا ما حدث، إحنا اشترينا القرنة ب 200 مليون جنيه واشترينا الكباش ب 500 مليون جنيه وما جاء من المنظمات الأجنبية كمنحة دفعناه تعويضات للناس.
ما هي المعوقات الأخري التي قابلتك بعد الفلوس والإقناع؟
- افتقاد الرؤية للمواطن المصري هي المعوق الثالث، بمعني أن المواطن لديه عدم ثقة في خطط المسئولين ولايتحمس لها ويتعامل معها علي أنها كلام علي ورق، فلما نعرض عليه خطة لمدة تصل ل 25 عاما يعني المستقبل، لم يكن لديه الخيال لاستشراف هذا.
وهل شعر المواطن الأقصري بقيمة التخيل الذي تأمله للمستقبل؟
- بعدما ننتهي من الطريق الدائري الذي سيمر حول الأقصر، وبعد تشطيب منطقة الفنادق العائمة الجديدة، الناس حتبقي عندها رؤية واضحة وعندهم ثقة في الذي تم قبل ذلك.
من أين تعرف أن لديهم ثقة فيما تعمل؟
- في البداية كانت هناك نصائح من بعض المسئولين أني أقعد مع الناس وأشرح لهم ماذا أفعل، ولكني فضلت أن المواطن يلمس هذا علي أرض الواقع أي أنه يراه فعلاً، لأنه شبع كلام وتصريحات، وعايز يشوف حقائق وأفعال، ولذا كانت السنتان الأوليان في الأقصر بالنسبة لي من أصعب الأيام.. كانت الناس بتمشي تشتمني وتقول لي حرام عليك إنت هديت البلد كلها، ولكني كنت مصرا أن أصلح البنية التحتية كلها مرة واحدة ومش كل شوية أفتح وأقفل، والناس كانت بتقولي في وجهي منك لله خليت التراب عمي عنينا، ولكن بعد كده لما وجدوا أن الكهرباء لا تقطع وشبكة التليفونات في أحسن حال والبيوت والبلد نظيفة اقتنعوا أن فيه رؤية لوضع الأقصر في شكل جديد وبالتالي هي بلد سياحي وكله حيعود عليهم في الآخر.
ما هي المعوقات الأخري بخلاف «إقناع المواطن»؟
- «المصالح المتعارضة» مع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال وهؤلاء أقوياء جداً، أنا لم أختلف مع مجلس محلي المحافظة إلا مرة واحدة، بسبب رجل أعمال قمت بنزع أرض يملكها في الكرنك، وقام هذا الرجل باللف علي المجلس المحلي بالكامل فرفضوا الإزالة.
وماذا فعلت؟ استسلمت؟
- لأ.. طبعاً، القانون يعطيني بدائل، يعني المجلس يرفض، فأقوم بعرض الأمر بعد 15 يوماً مرة أخري فإذا رفض، من حقي أن أطلب لجنة من مجلس الوزراء كحكم وأخذنا القرار وتمت الإزالة.
هل هناك معوقات أخري؟
- بعض «الجهات الأجنبية» كان من ضمن المعوقات في الأقصر، فمثلاً البعثة الأثرية الفرنسية التي تعمل بالكرنك كانت في مكان مميز علي النيل، وكنا بنطور ساحة الكرنك، وطلبنا نقلها ووفرنا لهم مكان آخر، ولكنهم قاموا بحملة إعلامية في مصر وفرنسا، وقاموا بتقديم شكوي لليونسكو، وللأسف ساعد البعثة الفرنسية للآثار الموجودة في مصر بعض الأثريين المصريين والذين يعرفون ب«اللوبي الأثري المصري- الفرنسي» وتسببت هذه الحملة في وقف مشروع تطوير الكرنك لمدة ستة أشهر، لحين حضور بعثة لتقصي الأمر، بعد التهويل الإعلامي، الذي قال بأن سمير فرج بيعمل هاي واي، وهذا معناه في أوروبا طريق دولي سريع يحتوي علي ست حارات، يعني معني هذا أني متخلف، ولكن لما جاءت بعثة اليونسكو وجدت أن الطريق الدائري بسيط للغاية وعبارة عن حارتين وأن هدفه الأساسي حماية الكرنك أكثر من أي شيء آخر، ولذلك أقرت اليونسكو التطوير ونقل مقر البعثة، وبعدها بعامين جاء رئيس الوزراء الفرنسي للأقصر في 2008 وعندما استقبلته في المطار كان مستاء مني، ولكن عندما ذهبنا إلي ساحة الكرنك وشاهد التطوير ومكان البعثة الجديد، اعتذر وقال لي لقد جاءت لي معلومات علي الورق مغايرة لما شاهدته في الحقيقة، وقبل دعوتي علي الغداء. ومن هنا نري أن الحملات الإعلامية المضادة قوية وقد تؤثر علي الرأي العام بدليل أن رئيس الوزراء الفرنسي قال دائماً العين تكشف الادعاءات.
أعلم أن لك مشاكل في الاختصاصات بالنسبة للآثار والسياحة وهما أعمدة الأقصر.. ماذا فعلت مع المسئولين في هذه الجهات؟
- هناك قوانين تمنعني من الدخول في هذه المناطق لأنها ليست من اختصاص المحليات، وفي الأقصر وجدت إعاقة بالغة من مدير هيئة الآثار وكان يقوم بوقف أي عمل ولا يوافق عليه، ولكن الحقيقة بعد مجهود وقف بجانبي كل من وزير الثقافة فاروق حسني ورئيس هيئة الآثار زاهي حواس، وكانت النتيجة نقل مدير آثار الأقصر وتعيين بديل، له أفكار تفهم التطوير ولا تقف أمامه مادامت لا تضر الآثار التي هي رأس مالنا في الأقصر وحريصين عليها أكثر منه.
وبالنسبة للسياحة أيضاً القانون يمنع تدخلك، ولكن في الفترة الأخيرة هناك حرب إعلامية لتدخلك في اختصاصات وزير السياحة بالنسبة للفنادق العائمة.
- تدخلي كان ضروريا وكان بعد إبداء ملاحظات وجهها لي رئيس الجمهورية واستأذنت رئيس الوزراء لوقف المخالفات التي تقوم بها الفنادق العائمة، وكان يجب علي وزير السياحة أن يقوم بهذا أو حتي علي الأقل يساندني، ولكنه اختار أن يكون ضدي حتي فصل في الأمر بواسطة د. نظيف.
هل ما حدث يستوجب تعديل بعض القوانين خاصة في ظل اللامركزية التي نسعي إليها؟
- لا تعليق.
هل لديك معوقات مع الوزراء في عملية التطوير التي تقوم بها؟
- في البداية بعض الوزراء سعداء بهذا التطوير لأن طول اليوم بأتكلم معاهم، فزهقوا، وفيه حاجة عندنا في مصر اسمها مشكلة «الفاكس والخطابات» دي ممكن المسئول يرد عليكِ بعد ثلاث شهور ويكون دائما الرد بالرفض لأن مستشاره أو الموظف الإداري أشار عليه بذلك باعتبار أنه رد مكتب يعني، ولكني حاولت التغلب علي هذا الروتين وحددت يوم الخميس من كل أسبوع للسفر إلي القاهرة لأقوم بعرض الخطابات بنفسي وتوضيح الأمر للوزير وأرجع بالتأشيرة التي تساعدني علي العمل، ولذلك قبل نزولي أكون قد قمت بالاتصال وتحديد مواعيد مع عدة وزراء.
في مقابل المعوقات ما هو الدعم الذي يقدم لك؟
- في مصر لما الرئيس يعطي قرار كله ينفذ، وأنا باستند علي دعم الرئيس في تطوير الأقصر لأن القيادة بتنظر للمحافظة علي أنها مورد إيرادات في مدخلات مصر، فلما يتم الصرف علي تطويرها العائد هايكون أكثر لمصر، ولكن دون الدعم الرئاسي لو مائة «سمير فرج» التطوير لن يتم.. ولكن الآن صارت الثقة بين المواطن والحكومة موجودة لأول مرة في الأقصر، وأنا لو لقيت حاجة ضد المواطن مش حأعملها.
الناس تقول إن بيع مبني المحافظة الحالي في مكانه المميز علي النيل وتحويله لفندق هو من أجل أحد المستثمرين الكبار؟
- هذا غير صحيح، والذي اشتري مبني المحافظة وزارة الاستثمار، وبعدين اللي عنده مستثمر يجيبه إحنا محتاجين لمستثمرين، لأن المنطقة ما بين المعبدين والمتحف حتبقي فنادق والذي يقوم بهذا وزارة الاستثمار.
تم شراء مبني المحافظة بكام؟
- ب100 مليون جنيه.
ولكنه مبلغ قليل جداً علي المساحة والمكان المميز للمبني؟
- ما هو من الدولة للدولة، فليس هناك مشكلة، وممكن وزارة الاستثمار تبيعه بعد ذلك لمستثمر همه أحرار، لكن بالنسبة لي أنا، إن الدولة اشترت من الدولة وبموافقة اللجنة الوزارية المشكلة من الوزراء المعنيين، وحتي الآن لم أتعامل مع أي مستثمر، حتي في المنطقة الجديدة «الطود» السياحية والتي سوف نبني بها عشرين ألف غرفة، طلبت أنه يخصص لإدارتها وتسويقها كل من وزارة الاستثمار والسياحة وطلع قرار جمهوري بذلك، علشان أكون بعيد خالص عن أي حاجة خاصة بالبيع والشراء عايز أمشي من الأقصر وما حدش يقول إني خصصت أرض لفلان أو لمستثمر، أنا محافظ شغلتي منفذ فقط، ولا أتعامل مع أي حالات خاصة بالاستثمار لأنها من اختصاص وزارتي الاستثمار والسياحة.
ما أكثر وزارات كانت لك معها مشاكل تعوق التطوير والتغيير الذي تقوم به؟
- لا تعليق
طيب عددهم وليس أسماءهم؟
- حنقول أربع وزارات.
هل تذكر لي أساليب المعارضة الشعبية لك وكيفية التغلب عليها لأنها من أكثر المعوقات في المحافظات؟
- كان فيه حديقة اسمها «حديقة السنترال» حوالي 200 متر قمت بإزالتها لتوسيع مدخل الكرنك، لقيت الناس واضعين لافتة كتب عليها «عدو الخضرة سمير فرج» ولما عملت عدة حدائق في مدخل الكرنك، قالوا ما شاء الله «فرج» عمل حدائق كثيرة، وكان فيه قصر ثقافة فوق معبد الأقصر، نقلناه، وبنعمل آخر حيكون أكبر قصر ثقافة في مصر ب60 مليون جنيه، ولكنهم كتبوا عند النقل لافتة «فرج عدو الثقافة»، وطلعت علي نكات كثيرة أذكر واحدة منها تقول «كان فيه واحد عايز يبني بيته في مكان، فذهب لفرج يسأله قبل ما يبني، أبني بيتي فين والنبي؟ فرج قال له في قنا»، والجوامع التي كانت علي طريق الكباش وقديمة أزلتها فقالوا «فرج ضد الدين» ولما اتعملت الجوامع الجديدة بالرخام والتكييف وإضاءة جميلة وفرش نظيف وصار دورين بدلاً من واحد ودار مناسبات، أصبحوا الآن يطلبون مني تجديد باقي الجوامع.
في المحافظة مشاكل تخص الكنائس
- كان فيه واحد راهب جاء بجانب كنيسة وأستأجر بيتا في طريق الكباش، ولما جينا نزيله، قال لأ ده يتبع الكنيسة، مع أنه كان ملك لأحد الأشخاض قبل أن يشتريه الراهب واسم المالك الأصلي «أحمد السيد إبراهيم» يبقي إزاي ملك الكنيسة، بالطبع قمت بإزالته، فقاموا أقباط المهجر يكتبوا ويسبوا في، لكن أنا بأعمل الصح.
هل انتهت مشاكلك الآن الآن خاصة بعد أن ذكرت لنا أنه هناك ثقة للمواطن الأقصري فيما تفعل؟
- انتهت مشاكلي مع المواطن الأقصري، ولكن هناك مشاكل أخري حالياً، مثلاً وإحنا بنعمل الكورنيش قابلتنا مسألة إزالة «مبني شيكاغو هاوس» وهو يتبع جامعة شيكاغو في أمريكا، ومن أقدم المباني في الأقصر له قرابة ال 120 عاما مبني علي الكونيش، فلما جينا ندخل سور المبني لنفسح مكان للكورنيش ثاروا علينا وقالوا حتأخذوا حديقة المبني، وذهبت السفيرة الأمريكية تشكوني ل «نظيف»، ولكننا قمنا بالإزالة والمهم مصلحة مصر.
هل المشاكل الآن تعدت المواطن الأقصري وصارت مع الجاليات الأجنبية التي تعتبر مبانيها محمية مثلاً؟
- بالفعل المشاكل الآن من هذا النوع، فمن المشاكل أيضاً في هذا السياق «مقابر الكومنولث» وهي مقابر لها مائة عام في الأقصر من الحرب العالمية الأولي وبها حوالي 140 مقبرة تقع في مدخل الأقصر علي طريق الكباش لما جيت أنقلها، طبعاً هذه المقابر تخص عشر دول أجنبية السفير البريطاني قعد يقول إلا موتانا ومقاتلينا، قلت له أنا لما كنت طالب في أنجلترا قامت الحكومة هناك ينقل مقبرة في «بريستول» فيها ألف جثة.. فلماذا لا نفعل نحن هذا من أجل مدينتنا، وأعطيت له مهلة ثلاثة شهور إذا لم ينقلوها بمعرفتهم، سأفعل أنا، فاشتكوا للاتحاد الأوروبي، ولكني في خلال ثلاثة شهور كنت قد قمت ببناء مقبرة جديدة في الصحراء، وبريطانيا أرسلت خبيرا متخصصا في هذا، وتم النقل، وصار مكان المقابر الآن حديقة جميلة، لأنه مش معقول يكون مدخل الأقصر مقبرة وفوق طريق الكباش كمان.
لماذا لم توجه لك بعض التهم بالفساد في محافظة تعج بالاستثمار والسياحة؟
- لأني أطبق خطة خاصة بي اسمها خمسة + اثنين يعني تكون كف يدي نظيفة، وأضع صوابعي في عين أي حد بعد ذلك، طالما ليس لي بازار أو محل أو مطعم، ولا أخذت قرش من أحد، وفي بداية عملي بالأقصر، الناس في الشارع كانت بتقول الراجل ده بيكسر في الشوارع وفاتح أعمال في كل البلد لأنه جاي يقعد سنتين يعمل بيزنس ويلم قرشين ويمشي، وبعد كام شهر عرفوا إن القوات المسلحة هي التي تقوم بالعمل، وأعتبر أن هذا من أحسن القرارات التي اتخذتها في الأقصر، علاوة علي أن المكتب الاستشاري الهندسي للمحافظة هو كلية الهندسة، جامعة عين شمس، علشان لا تسول لأحد نفسه أن يضع شيئا في الدرج.
هل التغيير يحتاج سمات شخصية معينة؟
- طبعاً لازم يكون صاحب قرار
ما كل واحد فينا صاحب قرار، ما هو الجديد؟
- الجديد أنك لا تغمضي عينيك لكي تستمري علي الكرسي الذي هو بدون تطوير لا يساوي شيئا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.