وشها وش الخير على.. منذ خطت بقدميها خطواتها الأولى إلى قلبى وعقلى وبيتى لم أتذوق شهداً إلا بين راحتيها كانت تفهم نظرات عينى قبل أن تخرج من مقلتى أحببتها كما لم أحب من قبل وكرهت نفسى كما لم أكره من قبل خارت قواه على كرسى الاعتراف الخشبى أمامى انهمرت دموعه وسقط قناع رجولته عندما أيقن أنه قتلها بيديه رويت سريرى بدمائها التى عذبتنى.. أخجلتنى طوال ثلاث سنوات منذ أصابنى المرض لم تجرؤ شفتاها المبللة بريقها العذب إلا احتمالى الذى أذاب عقلى وجعلنى أعض الأنامل من فراقها انتفض سامى محملقاً فى وجهى المتسائل عن المزيد.. اندفع يعدو خارج حجرة التحقيق وكأنه يكتشف للحظة أنه يعترف.. وأنه بين أنياب من لا يرحم فاستقبله الجدار الآدمى (الصول فتحى) لينتزع من رأسه حلم الهروب ويعيده بالقوة إلى كرسى الاعتراف.. فأداة الجريمة موجودة وبصماته عليها وملابسه التى تشربت أناتها وهى تذبح مازالت تلتصق بجسده المرتعش خوفاً من المجهول أحكم الصول فتحى قبضته على جسد سامى.. وأمطرته بنظراتى الحانية التى تبعث فى قلب من يعترف راحة الهدوء بعد الاعتراف ارتشف ريقه تباعا ودس أصابعه فى بعضها يفركها ويضغط عليها بكل ما أوتى من قوة حتى كادت أصابعه أن تنخلع ناداها من جوفه بملء فمه.. يا ليلى أين أنت الآن؟ ارتمى على الأرض لا يستطيع التنفس تتسمر عيناه فى مكانهما حتى ظننت أنه مات فانحنى فتحى عليه يهزه ويتحسس أنفاسه المبتورة.. حتى خرجت أخيرا ودارت عيناه فى مكانهما وبكى أمسك بتلابيبه الصول فتحى وأجلسه على كرسيه ورش على وجهه ذرات من ماء بارد يبقيه واعيا بما ألقيه عليه من أسئلة.. لا أدرى لماذا لم أتعاطف مع كل انهياراته.. ربما استشعرت أننى أمام ممثل بارع أو ربما لبشاعة ما رأيت من بقايا ليلى..تلك الفتاة الشابة التى لم تكمل الثالثة والعشرين من عمرها ووجدت جسدها مشطورا إلى شطرات مفزعة وكأن قاتلها هو من آكلى لحوم البشر نحر رقبتها بمخرطة الملوخية.. تعجبت عندما وجدتها فى مكان الجريمة وتعجبت أكثر كم احتمل هذا الجسد البرىء كل العذاب فى القتل غير الرحيم حتى فاضت روحها مستنجدة بخالقها فهو الأحن والأرحم بها التهمته بنظراتى اللاذعة حتى يحكى ما لديه وسألته عن سبب القتل الحقيقى؟ حاول أن يراوغنى بدموع زائفة لكننى نهرته فاستسلم.. لأنها عايرتنى بعجزى وأنا الذى ما بخلت يوما عليها بالمال أو بالمحبة شطرت جسدها حتى لا تكون لغيرى فقد هددتنى بطلب الطلاق فقد فاض بها لماذا لم تحتملنى كما احتملتها.. ثلاث سنوات هى عمر زواجنا فلماذا أرادت التخلى عنى لماذا لم تنتظر سنوات أخرى فحالتى كانت ستتحسن بالعلاج، الأطباء قالوا لى ذلك حاصرته بنظراتى غير المصدقة وسألته ماهو المرض الذى تعانى منه؟ فأجاب بخزى ليس مرضا واحدا ولكنها عدة أمراض أهمها السكر.. لم أكتشف مرضى إلا بعد زواجى منها قالها وهو مطأطئ الرأس فناديته باسمه وواجهته أنت فى الخمسين من عمرك وزوجتك فى ربيع العمر وأصبت بكل الأمراض بعد زواجك؟ لم ينطق.. سدد لى نظرة يملؤها الحقد والكره لكل شىء قتلتها لأننى لم أستطع امتلاك جسدها اكتشفت كذبتى فعاقبتنى فعاقبتها.. واسترحت للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا