رائحة الشمس تهب على غرفتى كلما فتحت الشباك الصباح اليوم مختلف خجول ضاحك ابتسامة صغيرة تعبر حواجز السور الذى يفصلنى عن الجيران أحرك يدى فى الفضاء لأتحرر من أغلال نومى وأنادية (رضا) تعالى نلعب فى الحوش سوا زى زمان نسيت أننى لم أعد صغيرة ورضا أصبح رجلا زينب أختى الكبيرة سنوات قليلة تفصلنا عن بعض أشياء كثيرة تجمعنا سويا لون الشعر.. جمال العينين أشياء أخرى تبعدنا دهرا كاملا أدركها عندما تتلاقى عيوننا لا نبوح! كنت الأجمل لكنها الكبيرة تزوجت رضا رفيقة لعبى وقلبى غصة كنت أحسها كلما بلعت زينب ريقها أو كلما زرتهم فى البيت.. اللى قصادنا تظن بى الظنون أقرأ اتهاماتها فى صوتها وهو ينادينى.. مات أبى بين يدى يرتشف آخر نقطة ماء يضع رأسه على صدرى احتضنته بعمق استحلفته ألا يتركنى.. من بعده لن أتذوق الحنان ابتسم لى ورحل خارت قواى منفطرة ورحت فى دنيا تانيه مافيهاش إلا زينب ورضا أموال كثيرة تركها والدى لنا ظن أنه سيسعدنا ليته مات فقيرا! تغيرت الأشياء من حولى البيت الكبير ضاق بى أنا وزينب وكمان رضا. أحملق فى سنوات عمرى المعدودة محاولة تجاوز أزمتى مع الموت.. أمى» أبى كلاهما مات بين يدى رغم السنوات العشر التى فرقت بينهما تسربت إلى أذنى همهمات أختى مع زوجها (ده هتدفنا كلنا ربنا يستر) امتلأت عينى بدموع حسرة على الأحبه وخوف من القادم نظرات محملة بشر دفين ترمقنى بها زينب قشعريرة تستحوذ على جسدى تنسينى حزنى ودموعى ويبقى هدف واحد قرأته فى عينى زينب أين المال الذى تركه أبى؟ حاصرتنى زينب بأسئلتها المرة الموجعة.. بكيت وصرخت فلم ترحمنى هى لا تصدق أن والدها صرف كل مليم كان فى البيت على مرضه ألا يكفيك عمارة المنيل وبيت البلد وغيرها قائمة من الأملاك تكفينا وأولادنا من بعدنا, لملمت زينب حاجاتها ورحلت بلا رجعة هكذا قالت وهددتنى سقطت على فراشى مريضة لا أحد جوارى.. وحيدة وأختى على بعد خطوات منى أيام جافة مرت لا أعرف عددها من كثرتها لا أشعر بطعمها من مرارتها حتى جاء يوم ظننت خطأ أنه يوم سعدى عندما أرسلت زينب فى طلبى تظاهرت بالصلح دخلت عليها فلم استرح لنظراتها الزائغة فتور مقابلتها جعلنى اشك فى نيتها ثلاثة من الرجال ظهروا فجأة وكأننى أشاهد فيلما سينمائيا هددتنى بنبرة حازمة وأمرتنى بالتوقيع على أوراق كثيرة لا أعرف مضمونها رفضت وجسدى يرتعش حاولت الفرار فلم أشعر إلا وضربات متتالية على رأسى وجسدى فتماسكت وقاومت لكنها هذه المرة أمرتهم بما هو أبشع لم أصدق نفسى أختى تقف شاهدة على جثتى تنهشها الكلاب تمزق أيديهم ملابسى أخفى جسدى الضعيف العارى بكلتا يدى أستحلفها أن تمنعهم من فضحى أتوسل إليهم أن يسترونى لا تصل توسلاتى إلى آذانهم تتركهم يعبثون بجسدى البكر رجلا تلو الآخر تحولت خلاياى إلى عروق صفراء بلا حياة من بين دموعى وصرخاتى المبحوحة نظرت إلى عينيها فلم أر سوى نظرات شيطان قرر أن يصفى آخر نقطة حياة فى جسدى مقابل قروش فانية.