طالبت الجماعة الإسلامية، تنظيم القاعدة، بالاعتذار للمسلمين وعلماء الأمة والمجاهدين العرب فى أفغانستان ولكل من تضرر من الحرب غير المحسوبة التى أدخلت القاعدة العالم الإسلامى فيها. وأكد سمير العركى، أن قيادات الجماعة الإسلامية وكتابها عبر موقعهم الإلكترونى يرون أن أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى القاعدة كان ماهراً فى استخدام العبارات الفضفاضة ذات المدلولات الواسعة فى رسائله، وتحاشى الولوج إلى كنه الحقيقة ولبها. وقال العركى، إن الحقيقية أن القاعدة مدينة باعتذارات لأطراف عدة، منها الأمة الإسلامية التى أدخلتها القاعدة فى مواجهة غير محسوبة مع الغرب بقيادة أمريكا بجبروتها وصلفها، وكأن الأمة الإسلامية منحت "القاعدة" صكاً لتحديد ساعة الحرب ووقت السلم. وأشار العركى فى دراسته التى بناها على مجموعة من خطابات الظواهرى خلال السنوات الأخيرة، إلى أن القاعدة لم تنظر إلى فقر العالم الإسلامى وجهله وتخلفه وحاجته إلى من يأخذ بيده، وتعاملت معه ك"طفل" لا يعى من أمره شيئاً، فقررت نيابة عنه شن "الغزوات" واستجلاب الأعداء إلى دياره، ولم تستشر علماء الأمة ودعاتها وعقلاءها، لأنهم فى تصورها خونة منافقون، وهو ما وصل بالأمة اليوم أن تتعرى نساؤها قبل رجالها فى المطارات الغربية توجساً وخيفة. وأضاف العركى، أن القاعدة مدينة باعتذار للشعب الأفغانى الذى استضافهم وأكرم مثواهم وفتح الديار وحفظ جميل سنوات طويلة من الجهاد ضد الشيوعيين الروس، وظن أنه بانتهاء حرب الروس قد ابتسمت له الدنيا، لكن "القاعدة" خيبت ظنه وأتت له بأمريكا وحلفائها، وشردت زعيم دولته الملا محمد عمر، وأحالته إلى لاجئ فى الجبال. كما أكد القيادى بالجماعة الإسلامية أن الظواهرى والقاعدة مدينة بالاعتذار للمجاهدين العرب وأسرهم الذين حصدتهم الطائرات الأمريكية، وكذلك الاعتذار للمدارس الشرعية التى أغلقت فى باكستان نتيجة الضغوط الأمريكية التى كانوا فى غنى عنها، وللمناهج الشرعية التى عبثت بها الأيدى الأمريكية فى طول البلدان الإسلامية وعرضها بزعم محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، وللشعب الفلسطينى الذى تزعم القاعدة الدفاع عنه له نتيجة الضرر البالغ الذى أصاب قضيتهم عقب الحادى عشر من سبتمبر. وقالت الجماعة الإسلامية "الدنيا تغيرت عقب الحادى عشر من سبتمبر، ووصل الأمر إلى حرق "مصحفنا"، وإهانتنا دون خجل أو مواربة، كل هذا.. و"القاعدة" لا تريد التروى والاعتبار والاستماع إلى نصائح المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية الذين يعيشون فى غم ونكد منذ الحادى عشر من سبتمبر". وانتهى العركى إلى تساؤل للظواهرى "هل يفعلها د.أيمن الظواهرى برسالة أخيرة تحوى الاعتذار ولملمة الأوراق؟، مضيفا أن رسائله ورسائل أسامة بن لادن زعيم القاعدة، مثلت منذ فترة معيناً خصباً لشريحة كبيرة من الشباب الذى يستهويه من يلهب حماسه ويدغدغ مشاعره دون أن يقدم له محتوى يستحق التوقف أمامه بالبحث والتمحيص، خاصة وأن خطاب "القاعدة" قسم الناس إلى قسمين لا ثالث لهما، إما المؤمنين الصادقين الذين هللوا لغزوة "مانهاتن" واعتبروها إحدى أكبر الغزوات، ومن قال "لا " ورفض "الغزوة" وبكى لآثارها الكارثية، ونقد مشروع القاعدة الفكرى والعملى فهؤلاء هم المنافقون الكاذبون، فوصف خطاب "القاعدة " بالكارثى الذى أحال فعل البشر إلى مرتبة "المقدس".