بمجرد أن استردت مصر سيناء.. وبالتحديد فى 25 أبريل 1982، كان أهم ما يميزها سياحياً.. شاطئ النخيل بمدينة العريش الذى يمتد بطول 10 كيلو مترات، حيث كان الطريق الوحيد المحازى للبحر المتوسط لا يفصله عن الشاطئ إلا أشجار النخيل والرمال الفيروزية. وعلى الرغم من بساطة الشاطئ إلا أنه كان مقصد السياح، ولكن .. بعد سنوات قليلة بدأت جريمة تشويه الشاطئ تحت زعم التعمير وإقامة الشاليهات، وبدأت منذ مطلع التسعينيات حملة شرسة للقضاء على أشجار النخيل لتحل محلها المبانى والشاليهات التى حجبت منظر الشاطئ عن المارة .. ولم يعد يبقى من شاطئ النخيل إلا كيلو متر واحد فى منطقة الريسة، وهو فى طريقه للانتهاء بعد أن وصلت إليه يد الإهمال تدمر نخيله وتتركه بلا رعاية ليموت ولتتمكن "المافيا" من البناء على الشاطئ. محمد سليمان "موظف" من مدينة العريش.. كل ما يملك أن يفعله فى الصيف إقامة خيمة بسيطة على شاطئ الريسة لأولاده ويحمل معه "جراكن" من مياه عزبة من البيت وبعض الطعام، فالشاطئ أو ما تبقى منه فى منطقة الريسة مجرد رمال ومياه وبقايا نخيل تشكو من الإهمال وتجاهل المسئولين. محمد يقول "لا توجد على الشاطئ أى مرافق، لا مياه ولا دورات مياه ولا خدمات.. بصراحة كأن المحافظة تقول للزوار لا أهلاً ولا سهلاً بكم عودوا إلى بلادكم نحن فى غنى عن أموالكم ولا نحتاج إليكم". ويضيف "أن مشكلتى مثل مشكلة كل أبناء العريش البسطاء لا نملك شاليهات خاصة، ولا نملك أن نقيم فى الشاليهات حينما تصل الليلة إلى 100 جنيه، والفنادق رغم سوء حالتها أسعارها نار". عبد الله السلايمة "أديب" يشعر بالحزن على حال شاطئ العريش الذى كان حديث الزوار "بنى الكبار الشاليهات على الشاطئ مباشرة على أنقاض النخيل.. تترك النخلة حتى تموت ثم يتم البناء حيث توجد موانع من البناء على أرض النخيل والنتيجة العريش بلا كورنيش مثل الإسكندرية". عبد الله يقترح توصيل المرافق للشواطئ العامة أو تأجيرها بأجر رمزى للشباب وتفتح للزوار ويجد الزائر مياها للاستحمام ودورات مياه وأماكن لتغيير الملابس، حتى تستفيد المحافظة ويستفيد الشباب. ويتساءل "سائق تاكسى يدعى محمود" عمن ارتكب هذه الجريمة فى حق الشاطئ، من سمح بالبناء وبأن تموت أشجار النخيل وقطع رؤوسها وتباع؟.. من ترك الإهمال يصل لباقى الشاطئ؟ "حسنى نشأت القصاص" عضو مجلس الشعب قال فى صراحة مطلقة "ما حدث جريمة وأنا مستعد رغم وجود فيلا خاصة بى على الشاطئ أن أهدمها بشرط هدم جميع الأماكن والمبانى من على الشاطئ وعدم السماح بالبناء إلا بعد الشارع، وللأسف هناك متاجرة بسعف النخيل وبيعه لإسرائيل بأسعار فلكية، وبالتالى تم تدمير الشاطئ لكن حالياً ممنوع البناء على أرض النخيل". "منصور العقيلى" يرى أن المحافظين السابقين سمحوا بالبناء على الشاطئ، لذلك نجد كل العرايشية لا يحبون منير شاش ويوسف صبرى أبو طالب لأنهما سمحا بالبناء على الشاطئ، وبالتالى فقدت العريش جمالها.. الكبار يملكون الشاليهات والفقراء لهم شاطئ عام مهجور بلا خدمات ولا مرافق. اللواء "محمد عبد الفضيل شوشة" محافظ شمال سيناء يقول "منذ توليت المسئولية وأنا أتابع بنفسى كل القطاعات، وبالنسبة لقطاع السياحة شكلت لجنة تتابع حالة الشواطئ وتبحث تزويدها بالمرافق وتجهيزها للزوار، خاصة أن المياه العزبة متوفرة تماماً". وقال المحافظ "إن ما حدث فى الشاطئ وضع قائم ومنذ سنوات لكننا لن نسمح بأى محاولة لتشويه الشاطئ أو البناء فى أرض النخيل".