سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد إحالة مصرى للمحاكمة فى اليمن بتهمة الإرهاب.. خبراء: الوجود المصرى فى تنظيم القاعدة تراجع بصورة كبيرة بعد تجفيف المنابع الإرهابية والفكر السلفى المتشدد
أثار نبأ إحالة السلطات اليمنية مصريا إلى المحاكمة بتهمة الانضمام إلى تنظيم القاعدة والضلوع مع 27 متهما آخر فى القيام بأعمال إرهابية باليمن الكثير من ردود الأفعال حول كيفية تجنيد واستمالة هذه العناصر وتساؤلات حول فلول تنظيم القاعدة فى شمال أفريقيا وشبه الجزيرة وهل لدى القاعدة أى تواجد على الأراضى المصرية بما يهدد أمنها وجيرانها من الدول العربية والأفريقية؟ أفاد خبراء ل"اليوم السابع" أن الوجود المصرى فى تنظيم القاعدة تراجع بصورة كبيرة بعد تجفيف المنابع الإرهابية والفكر السلفى المتشدد وانحسر التواجد المصرى فى دائرة القيادة العليا المتمثلة فى شخص أيمن الظواهرى الساعد الأيمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن. وأفاد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى بوجود بقايا لتنظيم القاعدة فى شمال أفريقيا بشكل عام والجزائر بصفة خاصة وأن القاعدة لا تخفى ذلك عند قيامها بأى عملية إرهابية، لافتا إلى أن مصر تشهد حالة من الاستقرار الأمنى خلال الفترة الماضية، مما يستوجب المزيد من الحذر والمتابعة لفلول تلك العناصر التى تهدأ لفترة ثم ما تلبث أن تعود بضربات مفاجئة يترتب عليها الكثير من الخسائر بشريا وماديا، مضيفا أن الأمن المصرى متيقظ واستطاع خلال الفترة الأخيرة إجهاض بعض المخططات والحفاظ على أمن وسلامة الوطن. وأضاف اللواء اليزل أن العناصر الإرهابية غالبا ما تكون ذات نفوس ضعيفة مثقلة بالعديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتحاول الهروب من تلك المشكلات بطرق سهلة رخيصة أو ممن لديهم مشاكل شخصية مع أفراد الأمن أو غيرها من المواقف التى يستغلها القائمون على تلك التنظيمات الإرهابية فى تجنيد تلك العناصر لتنفيذ أجندتهم الخاصة. ومن جانبه يرى د.عبد المعز أحمد نجم أستاذ القانون الدولى بجامعة أسيوط أن هناك معايير يتم بموجبها تجنيد من تريده تلك التنظيمات للقيام بأعمال محددة وتنفيذ جرائم سياسية أو دينية لافتا إلى أنه بالنسبة للجرائم الدينية يتم تحديد التوجه الدينى للفرد الذى يعد تربة خصبة تؤتى ثمارها بسهولة ويتم إقناع مرتكبى تلك الجرائم بقيمة ما يفعلونه فى الدنيا والآخرة وضرورة مقاومة الأنظمة الفاسدة المارقة فى نظرهم ويتم عمل ما يسمى بغسيل المخ وإعادة تشكيل الفكر والمعتقد بما يتوافق مع الهدف من تجنيدهم بتنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية. وأوضح د.نجم بان تهمة الأعمال الإرهابية تأتى ضمن الجرائم الدولية التى يحق للدولة التى ارتكب على أرضها العمل الإرهابى أو أى دولة يتواجد فيها المتهم أو الدولة التى ينتمى إليها بجنسيته أن تحاكمه بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية وذلك وفقا لما تسفر عنه التحقيقات ولا يحق للدولة المنتمى إليها المطالبة بنقله أو محاكمته على أرضها. ويؤكد اللواء نشأت الهلالى رئيس أكاديمية الشرطة السابق وعضو بمجلس الشورى أن من حق الدولة التى تم ارتكاب الجريمة على أرضها أن تباشر إجراءات التقاضى ضد المتهم، لافتا إلى أن جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى تقود بدورها فى توفير سبل الاتصال بين المتهم وأسرته. وأضاف الهلالى أن من أسهل الطرق لاستمالة تلك العناصر العزف على وتر الدين ويتم تجنيدهم تحت مسميات الجهاد ومحاربة أعداء الله والشريعة. كانت النيابة الجزائية المتخصصة (أمن الدولة) بمحافظة حضر موت اليمنية قد أعلنت اليوم السبت عن إحالة 28 متهما من تنظيم القاعدة إلى المحاكمة من بينهم سعودى يدعى "عبد الله فراج محمد الجوير"، وآخر مصرى يدعى "إبراهيم محمد صالح البناء ووجهت لهم اتهامات بالاشتراك فى عصابة مسلحة للتخطيط لأعمال إرهابية لضرب منشآت اقتصادية وحيوية بمحافظة "حضر موت"، والتخطيط لاغتيال قيادات أمنية وأفراد من القوات المسلحة، وحيازة أسلحة ومتفجرات بينها "بوازيك" وقنابل ورشاشات من طراز "بيكا". يذكر أن أول اتهام من نوعه يوجه لمصريين بالانتماء لتنظيم القاعدة داخل مصر كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، فى القضية رقم 528، لسنة 2007 «حصر أمن الدولة»، والذى تم فيه القبض على 35 فردا من محافظتى بنى سويف والقليوبية، وتوجيه اتهام لهم بالانتماء لتنظيم «القاعدة» ووجهت النيابة وقتها تهمة قيادة التنظيم لمتهم آخر يدعى محمد عبد الحميد المهدى، ويعمل طبيبا بيطريًّا. وقال نص الاتهام: إن المهدى قام بترسيخ أفكار القاعدة، بتكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه والقيام بأعمال عدائية ضد السائحين الأجانب، استنادا إلى فتوى أسامة بن لادن زعيم التنظيم باستهداف واستحلال المصالح الأمريكية واليهودية فى أنحاء العالم. كما وجهت له النيابة تهمة تكفير الطائفة المسيحية فى مصر وإجازة الاعتداء عليهم، فى حالة اعتدائهم على المسلمين، فى حين استنكرت ونفت هيئة الدفاع عن التنظيم، الاتهامات الموجهة للمتهمين. ويأتى اسم محمد عطا ضمن أشهر الأسماء المصرية فى تنظيم القاعدة والذى شارك فى تفجيرات 11 سبتمبر المعروفة بغزوة مانهاتن. ويظل شريف فتحى المشد ابن محافظة المنوفية ضمن الأسماء المصرية التى مازالت معتقلة داخل سجون جوانتانامو منذ أن اعتقلته القوات الأمريكية بتاريخ 30 ديسمبر 2001 على الحدود الأفغانية الباكستانية عقب أحداث 11 سبتمبر.