آثار هجوم أحد فروع تنظيم القاعدة المرتكز فى «جبال اليمن» على كمائن ومدرعة تابعة للقوات اليمنية، شكوك حول تغير التكتيك القتالى لعناصر القاعدة المسلحين تجاه الحكومة والجيش اليمنى، حيث كان معتادا فى الآونة الأخيرة عقب فلول القاعدة من أفغانستان وباكستان إلى اليمن توجيه ضربات عسكرية إلى جهات ومنشآت أجنبية داخل حدود الدولة اليمنية إلا أنه وخلال الشهر الماضى تورطت القاعدة فى بعض الأحداث العسكرية حيث ظهرت بصماتها واضحة فى مقتل ضابط المخابرات اليمنى كما أنها اعتادت شن هجوم متفرق على مقرات تابعة لقوات الأمن المركزى فى جنوب اليمن إلى أن جاء هجوم فجر الخميس والجمعة 19 و20 أغسطس الماضى على نقطة أمنية تابعة لقوات الأمن المركزى كانت تقيم حاجزا عند مدخل مدينة «موديه» بمحافظة أبين بالجنوب وظلت اشتباكات بين القاعدة والأمن اليمنى قرابة الساعة كما تكرر الأمر صبيحة اليوم التالى حيث اشتركت قوات الأمن والجيش مع عناصر من القاعدة فى مدينة لودر المجاورة لمدينة موديه وحول نتيجة هذا القصف الأخير وتغير التكتيك القتالى لعناصر القاعدة يقول: الخبير العسكرى اللواء سامح سيف اليزل: إن القاعدة أرادت بالهجمات الأخيرة تثبيت أقدامها داخل الأراضى اليمنية لترسل خطابا واضحا إلى الحكومة اليمنية بأن القاعدة متواجدة بالفعل وسوف تواجه ما يجب مواجهته بحسم سواء ضد القوات اليمنية أو بشن هجمات عسكرية خارج الحدود اليمنية: مؤكدا أن الحكومة اليمنية إذا لم تواجه الهجمات الأخيرة بشكل حاسم ورادع سوف يستفحل تواجد القاعدة بالأراضى اليمنية وسوف تفرض عناصرها سيطرتها كما أنها ستتجه أيضا خارج حيز الدولة إلى مناطق مجاورة وسوف تصبح مصدر تهديد لدول الخليج. وأضاف: أن الحكومة اليمنية تستطيع بما لديها من قوات منظمة مواجهة القاعدة بشكل رادع ينهى تواجدها فى جبال اليمن التى أصبحت الآن الملاذ الأخير لها بعدما اضطرت للخروج من الحدود الأفغانية والباكستانية بعد الضغوط الشديد التى مارستها ضدها القوات الأمريكية والباكسانية حيث بدأ قادة القاعدة التفكير فى الارتكاز داخل أراضى آمنة تضمن لها بقاءها واستمرار تدريباتها ونقل المعدات العسكرية بالإضافة إلى تنفيذ بعض العمليات التى تطمح القاعدة القيام بها: مشيرا إلى أن القاعدة ارتأت السيطرة على باب المندب جنوب البحر الأحمر ولن يتم ذلك إلا بالتواجد فى الصومال وإرتيريا واليمن لذا فضلت القاعدة الارتكاز داخل الأراضى اليمنية لتشابه طبوغرافية الأرض مع الظروف المناخية التى تعايشت بها داخل أفغانستان كما انتهزت القاعدة بحسب الخبير العسكرى عمليات الحوثيين العسكرية على الحدود الشمالية لليمن وبدأت فى تغذية الحوثيين بالسلاح والمعدات وتزويدهم بخبراء فى القتال العسكرى ومن قلاقل الحوثيين استطاعت القاعدة التواجد وتثبيت أقدامها فى أماكن وجبال يمنية محددة يتم تأمينها من أفراد ينتسبون للقاعدة. يضاف إلى ذلك كما يقول اليزل: تغذية فكرة انفصال الجنوب عن الحكومة ومن هنا بدأت القاعدة ترتكز على محورين الأول إذكاء فكرة الانفصال واستمرار العمليات العسكرية مع الحوثيين لعمل صداع دائم للحكومة اليمنية داخل أراضيها وهو ما يسهل الهجوم المباشر من القاعدة ضد القوات النظامية اليمنية سواء كانت شرطة أو جيش وبالتالى تخطت القاعدة الخطوة الأولى وهى إذكار فكرة «ذبذبة» الحكومة وبعدها إظهار قوة القاعدة العسكرية عن طريق المواجهة المباشرة مع القوات اليمنية وهو ما أدى بدوره إلى تغير التكتيك القتالى. أما الدكتور جهاد عودة الخبير السياسى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان فيؤكد أنه بعد تغير السياسة الأمنية والاستراتيجية العسكرية اليمنية مع الخارجين عن الحكومة كان لابد من تغير استراتيجية القاعدة لمواجهة السياسة الأمنية الجديدة للحكومة اليمنية مؤكدا فى الوقت نفسه أن القاعدة لن تمثل خطرا يذكر على الحكومة هناك لأن الجيش اليمنى والهيئات الاستراتيجية السيادية قوية إلى حد كبير وليست صيدا سهلا لعناصر القاعدة نافيا احتمال تحول اليمن إلى قندهار أخرى وذلك لأن اليمنيين لن يرضوا تسليم أنفسهم أو أراضيهم للقاعدة خاصة مع تواجد نظام العشائر والقبائل هناك.