زيارة غير تقليدية تحمل رسائل مهمة للغرب وإسرائيل وتؤكد على قوة العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وأنقرة، هكذا وصف عدد من الخبراء الأتراك الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس التركى عبد الله جول لمصر كاول رئيس دولة غير عربى تتم دعوته لحفل تخريج ضباط الكلية الحربية، ويرى مراقبون أن اللقاء أضفى مزيداً من الطمأنينة والثقة المتبادلة بين الجانبين التى عكر صفوها ادعاءات وتكنهات حول نوايا الجانب التركى فى زعامة المنطقة بعيداً عن الدور المصرى. ويؤكد الخبير التركى د.أحمد أويصال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عثمان غازى على ما يحمله اللقاء من دلالات تؤكد على قوة العلاقات التركية المصرية والاهتمام التركى بمصر حكومة وشعباً لما لها من ثقل استراتيجى فى المنطقة ويوضح وجهة نظر تركيا فى مساعيها نحو تحقيق سلام شامل عادل بالمنطقة بالشراكة وليس التنافس مع مصر التى لا يمكن تجاهل دورها الفاعل فى عملية السلام. ويرى اويصال أن رسالة تركيا للعالم العربى والغربى أنها شريك وليست بديلاً أو منافساً أبداً لأى دولة بالمنطقة، مؤكداً أن تركيا ليست فى حاجة لتمرير تلك الرسائل لأى جهة، لأنها تتحرك من قناعاتها الشخصية بأهمية التعاون و السلام بين شعوب المنطقة وحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية والإيمان بدور مصر الريادى الذى يكمله الدور التركى فى إطار التعاون المشترك بين البلدين. من جانبه، أشار عبد الله أيدوغان مدير الوكالة التركية للأنباء بالقاهرة إلى خصوصية الدعوة التى تلقها الرئيس التركى عبد الله جول ليكون أول رئيس غير عربى يحضر حفل تخريج ضباط الكلية الحربية ليؤكد أن تركيا التى تنتظر الانضمام للاتحاد الأوروبى لديها شركاء بالعالم العربى والإسلامى ويطمئن الرأى العام العربى والعالمى على متانة العلاقات التى تربط بين الدولتين، ووصف أيدوغان الزيارة بأنها تشاورية فى المقام الاول حول قضايا الشرق الاوسط المتمثلة فى دفع القضية الفلسطينة الى مراحل متقدمة و الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطينى و الاسرائيلى و راب الصدع بين الأطراف المتناحرة فى غزة، لافتاً إلى مباحثات الزعيمين حول إقامة مجلس تعاون استراتيجى مشترك بين تركيا ومصر. وأوضح أيدوغان أن الزيارة نفت بما لا يدعو للشك أى ادعاءات من بعض الساسة والمراقبين حول دور تركى منافس، إنما هو دور تكميلى للدور المصرى والدليل حدوث نمو متصاعد فى حجم التجارة بين البلدين فى الفترة الأخيرة من نصف مليار إلى 3 مليارات فى 2005 ويتوقع أن يزيد إلى 5 مليارات بحلول 2012. بينما يرى متين توران مدير مكتب قناة التركية بالقاهرة، أن الهدف الأساسى من زيارة جول لمبارك كان الاطمئنان على صحة الرئيس مبارك والتى تم تأجيلها من قبل، لافتاً إلى أن دعوة مبارك جول للكلية الحربية تمثل حدثاً تاريخياً فى علاقات البلدين. وأشار توران إلى مناقشة الزعيمين للعديد من قضايا التعاون المشترك فى مجالات مختلفة ومناقشة رئيس الوزراء د.أحمد نظيف حول مشاكل بعض المستثمرين الأتراك والعمل على حلها لتشجيع المزيد من الاستثمارات التركية على أرض مصر، إضافة إلى الاتفاق على التجهيز لتدريبات ومناورات عسكرية مشتركة خلال سبتمبر المقبل.