أكد خبراء استراتيجيون أهمية زيارة الرئيس عبدالله جول، رئيس تركيا، لمصر، ومشاركته فى احتفال تخرج دفعة جديدة فى الكلية الحربية أمس، معتبرين أن الزيارة دليل على عمق العلاقات المصرية التركية وقوتها، وردًّا على الادعاءات التى تدور حول تنافس الدور التركى للدور المصرى فى المنطقة. وقال اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى، إن العلاقات المصرية التركية وصلت إلى درجة متقدمة من التفاهم والثقة المتبادلة، ويبدو فى الأفق أن هناك تعاونًا عسكريًّا بين البلدين والدليل على ذلك مشاركة الرئيس التركى فى حفل تخرج الكلية الحربية أمس، وأضاف: «العلاقات لا يجب أن تقتصر على مجال بعينه، وحرص الرئيس مبارك على دعوة الضيف التركى لمناسبة مهمة كهذه يدل على أن هناك تعاونا أعمق بين البلدين، خاصة فى ظل سعى تركيا فى الفترة الحالية للتجاوب مع العرب وأخذ دور القيادة فى المنطقة، والوقوف كجبهة مضادة للنفوذ الإيرانى والإسرائيلى». ووصف اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجى، زيارة الرئيس التركى لمصر بأنها «مثيرة» فى ظل تنامى الدور التركى فى منطقة الشرق الأوسط وتوغلها داخل الدول العربية، مشيرا إلى أن العلاقات التركية مع مصر تأتى فى إطار توازن العلاقات التركية مع إسرائيل، خاصة فى ظل الادعاءات التى تدور حول توتر العلاقات بين مصر وتركيا وتنافسهما على الأدوار فى المنطقة. وأشار إلى أن حضور «جول» لمناسبة داخلية مثل حفل الكلية الحربية، يعد دعما للعلاقات المصرية التركية، وله دلالة على تنامى التعاون العسكرى بين البلدين، والاهتمام بالمقدرات العسكرية المصرية، منوها بأنه يمكن الاستفادة من الخبرة التركية فى السياحة والصناعة، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرتها فى التعامل مع مشكلة المياه مع سوريا والعراق، فى التعامل مع مشكلة مصر فى ملف حوض النيل. فيما يرى اللواء دكتور قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر وتركيا يحاولان أن يثبتا أنه لا يوجد بين الدولتين أى خلاف، وأن مصر دولة إقليمية وتركيا دولة كبيرة، وسيتعاونان فى المستقبل لحل جميع المشاكل الإقليمية، وأنه لم يكن هناك تصادم بين الدولتين، وأن العلاقات بينهما لم تهتز نتيجة الأزمات الأخيرة فى المنطقة. من جهته، اعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية، رئيس مركز الأهرام للنشر والترجمة، دعوة القاهرة ل«جول» نوعا من إظهار الحفاوة لزائر أجنبى، قائلا إن هذه الزيارة ليست لها أى دلالات سياسية، وإنما مجرد «تكريم». وأضاف أن هذه الدعوة بمثابة رد ضمنى من القاهرة على ما يتردد من أن مصر تشعر بحساسية تجاه النفوذ الإقليمى لتركيا أو توسع دورها فى المنطقة، مشيرا إلى أن هناك بالفعل قدرًا من التعاون العسكرى والاقتصادى بين مصر وتركيا، وإن كان لم يصل إلى مستوى التعاون بين تركيا وبلاد أخرى فى منطقة المشرق العربى مثل إيران والعراق، لافتا إلى أن هناك تناميا ملحوظا فى العلاقات التركية المصرية خاصة فى مجال التدريبات العسكرية. وقال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن مصر ربما تحاول «كسب ود» تركيا من خلال هذه الدعوة، خاصة أنها صارت قوى إقليمية ذات نفوذ سياسى كبير فى منطقة الشرق الأوسط حاليا. وأضاف أن مصر تحاول أن تستفيد من علاقاتها مع تركيا لضمان التعاون الدولى فى إطار المنظومة الأوروبية التى تنتمى إليها أنقرة، مشيرا إلى أنه ربما يكون ذلك بداية لتعاون عسكرى بين البلدين.