أكد حسين عوني بوطصالى، سفير تركيا لدى القاهرة، أنه لا يوجد أي تنافس بين الأدوار بين مصر وتركيا في الشرق الأوسط، وأن الدور التركي هو مكمل للدور المصري في المنطقة و"لا تنافس إطلاقا بينهما". وقال الدبلوماسي التركي إن مصر "دولة محورية" في منطقة الشرق الأوسط، معربا عن تقدير بلاده للجهود التي تقوم بها مصر بقيادة الرئيس حسنى مبارك لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية. ووصف بوطصالي، مصر وتركيا ب"البلدين المهمين في منطقة الشرق الأوسط"، وقال إنهما يرتبطان بعلاقات وثيقة عبر التاريخ بخلاف البعد الجغرافي بينهما، ويعملان على تنمية العلاقات ويكملان بعضهما البعض. وأشار إلى علاقات التعاون "الممتازة" التي تربط بين بلاده ومصر، مشددا على أن تركيا ومصر يعدان بمثابة "الدولة الواحدة". وأضاف أن الرئيس مبارك والرئيس التركي عبد الله جول تربطهما علاقات "أخوة وصداقة متينة"، مذكرا بالمشاورات المستمرة بين الزعيمين حيال كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وكذلك الزيارات المتبادلة فيما بينهما". وبرهن سفير تركيا لدى القاهرة على قوة العلاقات بين البلدين بحضور الرئيس التركي عبد الله جول، برفقة الرئيس مبارك، حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية، وقال إنها "دليل على رسوخ العلاقات المصرية - التركية إذ أن الرئيس التركي يعد أول زعيم غير عربي يحضر هذا الاحتفال الهام ويقوم بتوزيع الشهادات على الخريجين مع الرئيس مبارك". وذكر الدبلوماسي التركي أن العرض الذي قدمه الطلاب كان مفاجأة إذ قاموا بكتابة اسمي البلدين جنبا إلى جنب كما قامت الطائرات الهيلكوبتر برفع العلمين المصري والتركي وهو ما يعكس عمق العلاقات المشتركة والتكامل بين القاهرة وأنقرة. وفيما يتعلق بإطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الخميس المقبل، بواشنطن تحت رعاية أمريكا وبحضور الرئيس حسنى مبارك، وصف الدبلوماسي التركي انطلاق هذه المفاوضات بأنها "خطوة مهمة للغاية" وأوضح أن بلاده تدعو دائما إلى ضرورة العمل من أجل أن يحل السلام والاستقرار في ربوع الشرق الأوسط. وقال إن إقامة السلام هو هدف للجميع وأن تركيا ترحب بأي جهد يصب في هذا الاتجاه. وأعلن الدبلوماسي التركي أن الجانبين يعتزمان تدشين مجلس التعاون الاستراتيجي المصري التركي برئاسة رئيسي وزراء الدولتين قريبا بهدف توثيق التعاون القائم فيما بينهما وخاصة في القطاعين الاقتصادي والتجاري. وقال بوطصالي إن التعاون المشترك في القطاع الاقتصادي شهد طفرة كبيرة وملحوظة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين بلاده ومصر في عام 2009 حوالي 3.2 مليار دولار. وبالنسبة للاستثمارات التركية في مصر، قال الدبلوماسي التركي إن هناك أكثر من 200 شركة تركية تستثمر أموالها في مصر وأن هناك حوالي 60 مصنعا تركيا في مصر، مذكرا بأن حجم الاستثمارات التركية في مصر يبلغ حاليا المليار و200 مليون دولار وتوفر ما يقرب من 40 ألف فرصة عمل للمصريين.