صرح إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، أن الجريدة لا تخضع لسيطرة أمريكية، وهذا مجرد "قصر ذيل"، مضيفا أن ما تقوم به إسرائيل من سرقة حقوق الأدباء والناشرين المصريين يقع على عاتق الحكومة وحدها، فهى المسئولة عن حماية الناشرين ولكن المسئولين لا يتحركوا لأنهم على حد قوله "يعتقدون أن مصر هى جيبهم وطالما لم يسرق شيئا من جيبهم فهم غير مسئولين عن الدفاع عنه". وأوضح المعلم أن مصر من أهم العواصم الثقافية فى العالم العربى، مدللا على ذلك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يعد أكبر حدث ثقافى فى العالم الإسلامى والعربى، بالإضافة إلى دمشق والرياض مؤكدا أنه ليس من المنطقى أن يكون للعرب عاصمة ثقافية واحدة. وأكد المعلم، خلال حلقة مساء أمس من برنامج "الحياة والناس" مع رولا خرسا، أن القاهرة وحدها يصدر بها أكثر من 20 ألف كتاب سنويا، ناهيك عن الكتب المدرسية والجامعية التى تبلغ أعدادها ما يزيد عن 14 ألف كتاب، وبالرغم من أهميتها لا يتم ذكرها فى الإحصاءات. وأكد أن المشكلة فى الكتب المدرسية تكمن فى الفساد المسيطر على عملية التحكم فى اختيار المناهج الدراسية، بالإضافة إلى عدم وجود شفافية أو موضوعية، فى اختيار الموضوعات، خاصة فى اللغة العربية التى تأتى من الأقارب وزملاء واضعى المناهج. كما وصف رئيس مجلس إدارة دار الشروق التعليم فى المدارس الأجنبية بالكارثة الكبرى لأنها تؤصل لدى التلاميذ ثقافة غربية. وأضاف المعلم، أن مشكلة المثقفين فى مصر تكمن فى ادعاء بعضهم معارك وهمية، للحصول على ما يريدون. وحول قيام دار الشروق الآن بطبع بعض الكتب لبعض الشباب والمدونين، أكد المعلم أن إدارة الشروق تحاول مواكبة التطورات التكنولوجية وتقديم الأفكار الجريئة، مثل كتاب "عايزة أتجوز" للمدونة الشابة غادة عبد العال. وحول الكتب الأكثر مبيعا فى مصر، نفى المعلم ما يتردد حول إقبال الأغلبية على كتب التغذية والطعام، مضيفا أنه حتى لو كان الإقبال على تلك الكتب، كما يشيع البعض، فهذه النوعية هى الأكثر مبيعا فى العالم، لما لها من أهمية فى الحفاظ على النظام الغذائى للأفراد. وأضاف المعلم، أن كتاب د. أحمد زويل "عصر العلم" كان الأكثر مبيعا العام الماضى ليدل هذا على رغبة المصريين فى التوجه إلى المجال العلمى. وحول سبب إصدار جريدة الشروق، أكد المعلم أن الجريدة وسيلة جيدة لنشر المعلومات، مؤكدا أن تجربة الجريدة تعتبر وسيلة لإضفاء مفهوم جديد على الصحف القومية التى تعبر عن وجهة نظر الحكومة وحدها، بينما تتمتع الشروق باستقلاليتها فى مواكبة الأحداث، وفى نفس الوقت هى قومية للجميع، والدليل على ذلك أنها نجحت فى تحقيق أول سبق صحفى عالمى للصحافة المصرية منذ 60 عاما بهجوم إسرائيل على السودان. وعما يقال إن جريدة الشروق هى جريدة النخبة، أكد المعلم أن مصر بها حرب غير معلنة مع الصحف التى تخاف من المنافسة، مؤكدا أن صحيفة الشروق نجحت فى جذب القراء عالميا بكتابها الشباب. وحول الأجندة التى تقوم عليها الجريدة، أكد أنها أجندة الديمقراطية والحرية والإيمان بالوطن والحفاظ على وحدته. وأكد المعلم أنه يوجد تنافس محترم بين الشروق والمصرى اليوم، ولكن المصرى اليوم هى التى بدأت بارتكاب الأخطاء مثلما حدث فى قصيدة فاروق جويدة التى تم نقلها من الشروق بعد أن انفردت بها وتم نقلها للمصرى اليوم مباشرة، بل وتم نقل عدد من الكتب عن الدار ونشرها دون استئذان. وأكد المعلم أنه سيتم إصدار قناة جديدة عن دار الشروق خلال عامين، موضحا أنه لم يفكر فى أن يخوض غمار الحياة السياسية التى تحتاج لتفرغ كامل على حد قوله. وعند سؤاله عن رأيه فى الوزراء رجال الأعمال غير المتفرغين للعمل السياسى، قال المعلم إنهم من أفضل الوزراء فى العالم. وحول رأيه فى الأحزاب الحالية، أوضح أن أغلبها سىء ولا تمارس عملها السياسى جيدا، وتحتاج إلى تطوير ودماء جديدة. وعن موقف جريدة الشروق من البرادعى، أكد المعلم أن الجريدة تحاول أن تقف موقف الحياد التام، وفى نفس الوقت تشجع على تغيير القوانين بما يسمح بوجود أكبر عدد من المرشحين. وأكد المعلم أنه لا يتدخل فى المحتوى التحريرى للصحيفة على الإطلاق، ويتم العمل بها على أساس المصداقية. وحول أكثر الشباب المقبلين على القراءة فى العالم العربى، أكد أن الشباب المصرى هم الأكثر إقبالا الآن، على عكس الخليج التى زاد بها عدد الكتاب وقل بها عدد القراء. وأوضح المعلم أن سور الأزبكية الحالى مجرد "تقليعة قديمة"، لم يتم تطويره، منتقدا دور الدولة فى عدم توفير مكتبات عامة على عكس الدول المتقدمة، مثل أمريكا وإنجلترا التى تنفق حوالى 15 مليون دولار على الكتب كل عام.