سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواب البرلمان يرفعون شعار "لا وقت للمصيف حتى موعد الانتخابات المقبلة".. أكرم الشاعر ينظم قوافل طبية.. محسن راضى مشغول بمنافسه اللواء وجدى بيومى.. جمال زهران يستعد لمنافسة رامى لكح بشبرا الخيمة
انتهت الدورة البرلمانية بحلوها ومرها، وبدأ النواب سواء من المعارضة أو المستقلين أو الوطنى الدعاية للانتخابات القادمة التى ستبدأ فى نوفمبر ولم يتبقَ عليها سوى ثلاثة شهور، وأصبح النواب فى المرحلة الأخيرة من السباق، صحيح أن هناك مخاوف وشكوكاً، خاصة من جانب نواب المستقلين والإخوان حول نزاهة الانتخابات القادمة فى ظل عدم وجود إشراف قضائى، لكن الجميع أعلن حالة الطوارئ، وقرر العمل بجدية فى الدوائر وبشكل مكثف طبعا، خاصة وأن الكثيرين منهم يحرصون على التواجد بين الأهالى بشكل منتظم على مدى الدورات الماضية. على الجانب الآخر نجد أن نواب الوطنى كثفوا من لقاءاتهم ووجودهم فى أى فرح أو مأتم، خاصة وأنهم لا يعرفون مصيرهم، ومن سيرشحه المجمع الانتخابى، كما أن أحمد عز لم يطمئن أى نائب حتى يدفعهم إلى التنافس والتواجد، لكن هذا لا يمنع من أن بعض النواب فضلوا الذهاب إلى المصيف لقضاء بعض الوقت مع الأسرة التى عانت من غيابه عنهم خلال الدورة، وذلك قبل أن يبدأ المعركة. نواب الإخوان لم يضيعوا أى وقت واستعدوا للانتخابات، وفى مقدمتهم الدكتور أكرم الشاعر نائب بورسعيد، والذى يعكف حاليا على كتابة موضوع حول الملفات التى قام بفتحها فى المجلس ولم يستكملها البرلمان وبلغت 60 موضوعاً بسبب تقصير مجلس الشعب، من بينها موضوع يتعلق بزيادة معاش التطبيقين والاستيلاء على أراضى الدولة بورسعيد، وإهدار المال العام فى منحة لوزارة الزراعة، سيقوم بطبعه وتوزيعه على أهالى الدائرة مع الموضوعات الأخرى التى فتحها، وتوصل فيها لقرارات لصالح الدائرة ليوزعها على أهالى الدائرة. هناك أيضا قوافل طبية ينظمها بشكل مستمر فى مقر عيادته بحيث تتخصص كل قافلة فى مرض معين، وتضم أخصائيين واستشاريين يتولون الكشف عن المرضى مجانا ومتابعة علاجها، كما نظم مؤخراً عدداً من الدورات المجانية فى صيانة الكمبيوتر والغسالات الأوتماتيك وتعليم الحلاقة وتعليم الخط العربى، كما يقوم بتنظيم نوع معين من القوافل بشكل دورى كل 20 يوما، وهى قافلة للسيارات، حيث يقوم بجمع عدد من زملائه وأصدقائه بسياراتهم ويذهبون إلى أحد الأماكن المكدسة مروريا، والمعروف عنها الازدحام، ويقومون بتوصيل المواطنين مجاناً إلى حيث يريدون ويشارك فى حملة نظافة، حيث يختار شارعاً معيناً وينزل إليه مع مجموعة من الشباب ويقومون بتنظيفه بأنفسهم، ولكن رغم ذلك قال الشاعر إنه لن يحرم عائلته من الذهاب إلى المصيف، ولكنه سيكون مواكبا لحضور أى مؤتمر طبى فى الإسكندرية، خاصة وأنه يحرص على حضور تلك المؤتمرات لزيادة المعرفة الطبية لديه. أما النائب الإخوانى محسن راضى نائب دائرة بنها، فيعكف حاليا على طبع خمسة آلاف نسخة من كتاب يضم جملة أعماله بالبرلمان على مدى خمس دورات متضمنة طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة والأسئلة، التى تقدم بها، وردود الوزراء وما تم مناقشته فى اللجان وكلماته فى الجلسة العامة واللجان المختلفة، وما نشر عنه بالصحف وسيتم توزيعها على المثقفين، فى حين سيقوم بنشر محتوى الكتاب فى نشرة صحفية سيتم توزيعها على المواطنين، ويقول راضى إنه يخرج من منزله صباحا ولا يعود إليه إلا الساعة الثانية بعد منتصف الليل، مشيراً إلى أنه قام بزيارة جميع القرى والنجوع والكفور التى لم يذهب إليها نائب، لكن هذا لا يمنع من حركة المنافسين أمامه منهم اللواء وجدى بيومى مدير أمن شمال سيناء السابق الذى تملأ لافتاته الشوارع، فيما شهد الأسبوع الماضى واقعة طريفة فى إطار المعركة الانتخابية، حيث استنجد أهالى قرية وروارة باللواء وجدى كما يقول النائب راضى، ليمنع تركيب شبكة محمول بها، ولكنه لم يأتِ لهم، وعندما اتصلوا بالنائب محسن راضى ذهب إليهم، ووقف معهم حتى جاءت الشرطة ونجح فى منع تركيب الشبكة. هناك منافس آخر هو الدكتور جمال حجاج الذى حضر له جمال مبارك أمين لجنة السياسات مؤتمراً انتخابياً فى الانتخابات السابقة، وفاز راضى عليه، ورغم أنه كان قد أعلن اعتزاله السياسة بعد نتيجة الانتخابات، إلا أنه عاد وأعلن عن خوضه الانتخابات القادمة، محسن راضى ليس لديه الوقت لقضاء المصيف، وكما يقول: "مصلحة أهل الدائرة أهم". نواب الوطنى يعيشون حالة من القلق، خاصة وأن كثيرين منهم لا يعرف مصيره، وهل سيأتى بهم المجمع الانتخابى أم لا؟، وهل سيتم التضحية بهم فى إطار صفقات الحزب الوطنى مع أحزاب المعارضة كما حدث فى انتخابات الشورى، وأن المراقبين يجمعون على أن الصفقة ستكون أكبر فى انتخابات الشعب، بالإضافة إلى موقفهم من استطلاعات الرأى التى يقوم بها عز من خلال مجموعات عمل منظمة يتم الدفع بها إلى دائرة كل نائب، بشرط ألا تكون من المحافظة كلها بحيث لا يعرف النائب أى فرد منها يقوم باستطلاع رأى المواطنين فى نشاط وتواجد النائب، وغيره من القيادات البديلة من خلال استمارة استطلاع علمية مصممة على يد أساتذة علوم سياسية، ورغم ذلك بدأ نواب الوطنى التواجد فى دوائرهم خاصة الذين يعتمدون على شعبية لهم فى دوائرهم مثل الدكتور شرين أحمد فؤاد نائب دائرة الوايلى الذى بدأ فى التنقل فى لقاءاته بأبناء الدائرة بين القهاوى ومركز الشباب الذى افتتحه قبل نهاية الدورة البرلمانية بشهرين، وهو سعيد جدا به لأن به حمام سباحة على مستوى جيد، ويتجمع حوله الأسر يوميا، خاصة التى لا تمتلك الإمكانات المادية للذهاب إلى المصايف. كما ينظم رحلات يومية للطلبة ودورات لاختيار ناشئين من سن 11 عاما لمدرسة الكورة بنادى الأهلى والزمالك، كما بدأ والكلام للنائب شيرين الاستعداد لشهر رمضان بالاتفاق على أماكن موائد الرحمن وشنط مساعدات رمضان التى ستوزع على الأهالى حتى تجهيز الأدوات الانتخابية يوم الانتخاب بدأ بالفعل فيها، سواء تجهيز كشوف الناخبين وحتى المندوبين عنه، أما اللقاءات بالتجمعات التى تشكل كتل انتخابية كثيفة فقال إنه سيبدأ فى الذهاب إليها لأن الناس عايزة تشوف النائب على حد قوله بينهم، ولا ينسى النائب شيرين افتتاح جمال مبارك لعزبة هريدى، والتى شهدت تسكين 600 أسرة فى شقق حديثة بعد أن كانوا عايشين تحت الأرض. وبالنسبة للمنافسين، لم يبدأ أى ظهور لأى منهم، خاصة وإن الذى كان مرشحاً أمامه الانتخابات الماضية منير فخرى عبد النور، لكن كما علمنا لا توجد أى مؤشرات على أنه سيخوض الانتخابات. أما النائب المستشار محمد عامر أمين سر لجنة حقوق الإنسان فيقول إنه بدأ تكثيف زيارته للعائلات والتشاور معها فيما حققه للدائرة، وما لم يحققه، مشيرا إلى أنه نجح فى تنفيذ 90% من المشروعات بالدائرة، سواء كبارى أو مدارس أو وحدات صحية ومراكز شباب، وإذا كانت مياه الشرب موجودة فى كل القرى، إلا أن هناك بعض هذه القرى المياه بها غير نقية وبها تلوث مثل قرية المحرث، أما بالنسبة للصرف الصحى فالعمل بدأ فى توصيله ل 22 قرية. وفى سوهاج أعلن النائب أحمد أبوحجى وكيل لجنة القوى العاملة حالة الطوارئ، وقال "مفيش مصيف ولا أى حاجة الأيام دى حتى موعد الانتخابات، وأنا معسكر أنا والأسرة والعائلة فى الدائرة". وبالنسب لنواب المعارضة مثل النائب محمد العمدة، أحدث النواب المنضمين للوفد، فقد فضل أن يخطف يومين مع الأولاد ويقضيهم فى الإسكندرية لأنهم كما يقول "اتظلموا معاه خلال الدورة البرلمانية" خاصة وأنهم فى أسوان مقر دائرته الانتخابية، وتواجده فى المجلس كان يتطلب منه التواجد فى القاهرة، وبعد يومى المصيف رجع للقاهرة الثلاثاء ثم غادر يوم الأربعاء إلى غزة ضمن القافلة التى نظمها حزب الوفد وشارك فيها نواب الوفد ونواب مستقلون، وبعد عودته يسافر إلى أسوان، والتى لن يغادرها حتى إجراء الانتخابات، حيث يبدأ جولاته الانتخابية استعداداً للانتخابات القادمة. ومن المقرر كذلك أن يطبع كتاباً يتضمن كل ما نشر عنه فى الصحف ولقاءاته فى البرامج التليفزيونية وكلماته فى مجلس الشعب ليوزعها على أبناء دائرته، ونفى أن يكون انضمامه مؤخرا لحزب الوفد سبباً فى دعمه فى تلك الانتخابات، مشيرا إلى أن حسم الانتخابات يعود إلى قوة المرشح فى دائرته بصرف النظر عن الحزب الذى ينتمى إليه، ويبرر العمدة تركه للحزب الدستورى الحر، بأن إدارة الحزب لا ترغب فى تنشيطه رغم أنه انضم له نتيجة اقتناعه ببرنامجه، لكن الحزب ينحصر فقط فى شخصية رئيسه. النائب محمد عبد العليم داود نائب دائرة فوة ومطوبس بكفر الشيخ لا يفضل أسلوب بعض النواب الذين يلجأون إلى التواجد فى العزاءات والأفراح فى دوائرهم كأحد أساليب الدعاية الانتخابية، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب لا يفيد المواطن فى شىء لأن كل ما يهم المواطن بشكل أساسى هو تلبية مطالبه، ولذلك هو يحرص على التواجد فى القاهرة معظم الأيام يستقبل مجموعات من المواطنين من دائرته بشكل يومى، ويذهب معهم إلى الجهات التنفيذية لتخليص مصالحهم، وحلها بقدر ما يستطيع، بحيث يكون المواطن شاهداً على ما يفعله، وعلى الصعيد الآخر يشير داود إلى أنه النائب الوحيد الذى نجح فى عمل إضراب بمجلس الشعب فى دورة 2007، وأثمر عن حل مشكلة مياه الشرب بدائرته، عبد العليم ليس لديه وقت للمصيف فهو يرفع شعار "كل الوقت للدائرة". أما النواب المستقلون، فهم حكاية أخرى تجد مثلا النائب المخضرم كمال أحمد "عارف أصول الانتخابات وفاهمها".. فيقول بما إن الناس فى المناطق الشعبية لا تقرأ الجرائد وبيشاهدوا فقط الفضائيات وبرامج التوك شو، وأنا لم أشارك فى تلك البرامج إيماناً منى من أن دور النائب ينحصر داخل مجلس الشعب، وتعويضا عن ذلك، وحتى يعرف الناس ماذا فعله فى المجلس سيقوم بتسجيل كل أعماله البرلمانية من استجوابات وطلبات إحاطة، خلال الخمس دورات البرلمانية على "سيديه" ليقوم بعرضها على شاشة عرض فى أحد المقاهى كل يوم فى مقهى معين، ثم يقوم فى اليوم التالى بمناقشة ما تم عرضه مع المواطنين لتحقيق التواصل معهم. لكن أهم شىء عمله كمال أحمد هو أن لديه حصراً من 8 سنوات بعدد الأسر التى لديها بطاقات انتخابية فلديه 5 آلاف كارت أسرة بحيث كل كارت يضم الأسرة وأفرادها، ومن خلال هذه الكروت يقوم بتوزيع شنط رمضان حوالى 5 آلاف شنطة تذهب إلى كل أسرة فى منزلها، ووقفة العيد يقوم بتوزيع ثلاثة آلاف كيلو لحم، وإذا كان النائب كمال أحمد يقصر توزيع المساعدات على الأسر التى لها أصوات انتخابية فهو يبرر ذلك بأنه ليس شئوناً اجتماعية حتى يوزع على جميع المحتاجين، ولكنه يحاول مساعدة من يشارك فى العملية السياسية وينزل من بيته يوم الانتخابات ويعانى لكى يدلى بصوته. أما النائب المستقل الدكتور جمال زهران فهو متواجد فى الدائرة باستمرار على مدى الدورات البرلمانية بحكم أن دائرته شبرا الخيمة قريبة من سكنه وهى مسقط رأس عائلته، ولذلك كان يخصص يوم الجمعة بأكمله للقاء الأهالى فى مكتبه بالدائرة فى الدورات الأربع، لكن مع الدورة الخامسة والأخيرة كثف اللقاءات فجعلها خميس وجمعة، أما الآن فهى شبه يومية باستثناء أيام ذهابه إلى جامعة قناة السويس للتدريس. ويرفع الدكتور زهران شعاراً وسط أهالى دائرته أنه لم يتربح ولم يستغل وجوده فى مجلس الشعب، ولكن يبدو أن منافسه رامى لكح الذى أعلن ترشيحه فى الدائرة فئات بدأ أيضا جولاته الانتخابية فى حضور العزاءات، وفى الأسبوع الماضى التقى الاثنان فى عزاء بإحدى القرى، ودخل زهران العزاء ليجد رامى، فسلم عليه فى إشارة إلى أن وجوده لا يمثل له أى خطورة، نافيا أن يكون عدد الأقباط الذى يصل إلى 15 ألفاً بالدائرة سيكون لصالح لكح فى الانتخابات. ويقول زهران إن علاقته بالأخوة المسيحيين جيدة، وإن دائرته لا تعرف أى نوع من التفرقة الدينية، وأن كان هذا لا يمنع أن لديه خطة للتواصل مع أهالى دائرته، وهى تقسيم أيام الدائرة إلى مربعات سكنية، وبدأ فى المرور عليها بحيث يذهب إلى كل منها ويجلس مع الأهالى فى المقاهى وعلى المصطبة أمام بيوت الفلاحين، كما يفعل دائما فهو منهم ولا يشعر بأى فرق بينه وبين أى مواطن.