فى مرحلة الطفولة سؤلنا كلنا السؤال ده، أنت نفسك تطلع إيه والإجابة دايماً كانت تقليدية وخيالية بعض الأحيان، أنا نفسى أطلع دكتور أو مهندس أو طيار، كان سؤالا سخيفا جداً وإجابتنا كانت أسخف، أصل تفتكروا إزاى طفل عنده ثمن سنين يقدر يحدد حلمه وكمان يتناقش فيه؟!.. سؤال مستحيل يسأل والغريب أن اللى كان بيسأل ماكانش بيتريق! بالعكس ده سؤله بيدل على فرحته بابنه. أكيد كل ما الواحد بيكبر كل ما تفكيره يختلف، وبالتالى حلمه كمان بيختلف.. المهندس بيبقى عايز يطلع دكتور والدكتور بيبقى عايز يطلع طيار والطيار عايز يطلع ميكانيكى والميكانيكى عايز يطلع شرطى والشرطى عايز يطلع مغنى والمغنى مابقاش له هدف أصلاً يكون حاجة ف كَبَر للدنيا وبيعيش على مصروفه!! كل ده عادى وجايز يحصل.. لأن دوام الحال من المحال، وكل بنى آدم يختلف عن التانى ولازم نحترم رغبة كل واحد. لكن الغريب جدا بقى.. لما تكبر وتكون فعلاً وصلت لحلمك وبتحاول تحققه وتلاقى الناس بتسألك وأنت بتجاوب عادى جدا زى ما تعودت ويقولولك أنت مش هتقدر تكون كذا أنت بتحلم حلم مش قدك، وهتقع على جدور رقبتك أو أنك تافه وحلمك ده كله لعب عيال مش أكتر وأن مسيرك تكون موظف فى إيدك كباية الشاى ومستنى مرتب كل أول شهر زى أى مصرى. أو تواجه مشكلة الأهل زى مثلا لما واحد يكون كل حلمه أنه يطلع مغنى وحاسس إنه هينفع لأنه عنده الموهبة ولما كبر شويه لاقى والده بيقول مغنى إيه وبتاع إيه!! أنت لازم تبقى مهندس لأنى أنا مهندس ولازم تستلم الراية من بعدى!! ليه لما بنحلم حلمنا ونحاول نحققه بنلاقى ميت حاجة توقفنا وكلها حاجات تافه، ليه تكون أول صدمة بنخدها هى صدمة الثانوية العامة وما بعدها؟! ليه نسبة قليلة أوى مننا هى بس اللى بتقدر توصل لحلمها؟ المشكلة فى حاجتين أولاً الإرادة والكسل بعض الأحيان وكلام الناس الكتير المُحبط، ثانياً وهو الأهم الأهل معظم الأهل بيبقا عندهم جهل مستقبلى وبعضهم بيبقى عنده خوف زيادة وبيعتبر أن الابن مهما كبر فهو لسه غير قادر على تحمل مسئولية نفسه!! أنا ليه أكون زى أبويا واطلع مهندس مع إن حلمى غير كده؟ هل علشان المجتمع اللى إحنا فيه بيفرض علينا كده يعنى ابن المهندس يبقى مهندس وابن العامل يبقى عامل؟ ولا علشان الأب بيبقى شايف المستقبل أوضح من ابنه بحكم الخبرة، لما فكرت فى الموضوع ده ولاقيت إن فى ناس بتكسر القاعدة وبتنجح قولت أنا لازم آخذ قرار وما أعش بدماغ غيرى.. عارفين اللى مبوظ البلد دى إن كل واحد باصص للتانى وشايله على دماغه كأنه هيأذيه لو حلم ولا فكر حتى لكن صدقونى لو كل واحد شجع أى حد على أى حاجة تافهة أو جد بيعملها وبيحبها هنبقى أحسن بلد فى الدنيا بلاش نستهيف أحلام الناس وإحنا ما عندناش أحلام.