"عايز تطلع إيه؟" سؤال كل منا بالتأكيد طرحه فى يوم من الأيام لأحد الأطفال، سواء كان هذا الطفل من الأسره أو الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء، والسؤال فى حد ذاته ليس هو المشكلة التى نواجهها ولكن المشكله أصبحت تكمن فى الإجابه، فإجابة نفس السؤال اختلفت بين الماضى والحاضر، فمع اختلاف الأجيال واختلاف الأزمان اختلفت المعايير التى تحدد الجواب فقديمًا أو فى الماضى كان الجواب "عايز اطلع دكتور، مهندس أو مدرس"، أو "عايز اطلع زى بابا"، أما الآن فإجابة السؤال فى معظم الأوقات تكون "عايز اطلع لاعب كرة، مغنى". ولو سألنا الطفل أو الطفلة اللى جاوب انت ليه عايز تكون لاعب كرة أو مغنى يمكن يكون عنده موهبة أو بيحب الفن أو أى حاجة من كده يكون الرد عشان ابقى "غنى ومشهور واطلع فى التليفزيون والناس تشوفنى" ايه رأيكم فى الرد ده؟ تفتكروا أنه كلام عيال وبكرة يكبروا ويذاكروا ويهتموا بالتعليم والثقافة أو يهتمون بتوظيف مواهبهم بشكل أصح ولا الكلام والرد البسيط ده بيحمل الكثير والكثير من المعانى والتى يجب أن نهتم بها ونفكر بها، أعتقد أن الإجابة البسيطة والتى قد يراها البعض طفولية أو ساذجة تحمل الكثير بالفعل، فلقد أصبحت القدوة معدومة تقريبا بين الأجيال الحديثة، فالطفل أو الطالب الصغير لا يجد من يوجهه أو يكون له المثل الأعلى أو القدوه ففى المنزل أصبح دور الأسره يقتصر على الاهتمام بتوفير المال والاهتمام بصحة الطفل والمذاكرة والدروس والامتحانات وفى المدرسة لا يوجد سوى الاهتمام بالمنهج الدراسى والامتحانات والنجاح والانتقال إلى مرحلة تعليمية أخرى. أما التوجيه والاهتمام بما يكون شخصية الطفل من ثقافة وفكر وفن وصقل للمواهب، فلا يجد أحد الوقت الكافى ليعطيه للجيل الجديد وبالتالى فالنتيجة هى عدم وجود قدوة أو مثل يحتذى به هولاء الأطفال ويساعدهم على الاجتهاد وبذل الجهد للوصول إلى هذا المثل أو التشبه به. فى النهايه أتمنى أن نفكر جيدا هل واجبنا نحو أطفالنا يتلخص فى إمداد الطفل بالمال أو المأكل والملبس فقط أم أننا يجب أن نمدهم بالقيم والقدوة والأخلاقيات التى يحتاجون إليها لمواجهة الحياة؟ أتمنى أن نفكر سويا فى إجابة للسؤال وأن نصل إلى الجواب الذى أتمناه وأعتقد فى صحته وهو أن القدوة والمثل الأعلى والقيم هى صمام الأمام الذى سيمكنهم من مواجهة الغد بشكل أفضل.