للإعلام رسالة تنويرية تقود الفكر وتوجه الرأى، وقد أفرزت ساحة الإعلام المرئى مؤخراً العديد من برامج "التوك شو" التى تمارس تلك الرسالة تكافح الفساد وتفضحه تعرض المشاكل وتساهم فى صياغة الحلول بمعايير مهنية لافتة والتزام واضح بموضوعية الطرح وحيادية المناقشة. مما دفع جمهور المشاهدين إلى الالتفاف حول هذه البرامج ومتابعهتا. وعلى الجانب الآخر ظهرت علينا قنوات متخصصة فى الإعلام الرياضى تحظى بساعات بث طويلة، وللأسف جمهور عريض من المشاهدين جلهم من شريحة الشباب الذى يحتاج إلى لغة حوار متعقلة تعضض عنده روح التسامح واحترام الآخر. والمتابع لما يجرى على شاشات تلك القنوات من مهاترات وانقسامات وتصفية لخلافات شخصية، ونشر كل أنواع الغسيل تحت مسمى "سبق" إعلامى لهذه القناة أو تلك. يدرك حالة الامهنية التى تعانى منها تلك البرامج وعدم وجود خط إعلامى أو رسالة تتبناها هذه القنوات التى تستنفذ كل ساعات البث الطويلة، فيما لا ينفع ولا يفيد، سوى محاولات يائسة من القائمين على هذه البرامج وأباطرة هذا المجال لصناعة مجد شخصى توهموا أنهم قد وصلوا إليه أو مكاسب خاصة تحققت على حساب غرس روح الفرقة والحقد والعناد لدى جمهور المشاهدين. ولعل تقسيم بعض القنوات الرياضية الشهيرة للمجتمع المصرى دون وعى إلى فصائل وقوى مختلفة الألوان والهوى. واختزال كل أطياف هذا البلد فى شكل "استديوهات" حمراء وبيضاء وصفراء وخضراء، غير منتبهين إلى عواقب هذا السلوك وتبعاته التربوية على المشاهدين، وقد أشرت إلى أن أغلبهم من شريحة الشباب ذخيرة هذا الوطن وأعز ما نملك.. أناشد أصحاب تلك القنوات ضرورة مراجعة أنفسهم ومراعاة المسئولية المجتمعية الملقاة على عاتقهم، وعليهم أن يدركوا أن الحياة الرياضية فى مصر ليست على مايرام وفيها من المشاكل القاتلة ما هو أجدر بالعرض والمناقشة عوضاً عن المهاترات، وتصفية الحسابات والألفاظ الفجة التى تدخل بيوتنا وتتلى على مسامع أبنائنا من خلال شاشات قنواتكم.