أظهر تقرير التنمية البشرية الأخير، أن منظومة النقل الحضرى فى مصر تمثل أحد التحديات الخطيرة التى تواجه التنمية العمرانية فى مصر ويعتبر انتقال المواطنين بين المراكز الحضرية الرئيسية إحدى المشاكل اليومية التى تساهم فى تكدس المرور وبخاصة فى القاهرة والإسكندرية. وقال دكتور مصطفى مدبولى رئيس هيئة التخطيط العمرانى وأحد معدى التقرير إنه على الرغم من تنوع منظومة النقل الحضرى فى القاهرة الكبرى من حيث وسائلها وخدماتها والبنية التحتية المرتبطة بها إلا أنها تعانى من أوجه قصور حادة مثل تفاقم التكدس المرورى، حيث تعانى القاهرة من تكدس المرور الذى يجعلها من بين أسوأ المدن فى العالم فى هذا الشأن. وأشار إلى أن حوالى 54% من وسائل النقل الجماعى هو النقل العشوائى "الميكروباص" بالإضافة إلى سوء حالة شبكات النقل الجماعى، حيث يعتبر مترو الأنفاق هو الوسيلة الوحيدة المقبولة وهذا الوضع أفسح المجال أمام مشغلى الميكروباص، لأن يسيطروا على شبكة النقل الجماعى فى كل أنحاء القاهرة والمدن المصرية الكبرى الأخرى. وأضاف مدبولى أن المجتمعات العمرانية الجديدة حول القاهرة مثل السادس من أكتوبر والعبور والقاهرةالجديدة تعتبر هى الأسوأ، بالإضافة إلى زيادة تكلفة المواصلات التى يتحملها الفرد شهريا من 150 – 200 جنيه بالمقارنة بالتكلفة التى يتحملها الذى يعيش فى القاهرة. وأوضح مدبولى أن المؤسسات المسئولة عن النقل تتسم بالتفتت الشديد وعدم وجود تنسيق بينها، ولذك هناك مطالب بأن تبلغ قيمة الموارد المالية المطلوبة لتطوير البنية التحتية المقترحة فى خطة النقل الحضرى لإقليم القاهرة الكبرى عام 2009 أكثر من 70 مليار جنيه، وهذا يدعو إلى وضع أولويات لاستثمار على أساس معايير اقتصادية موضوعية، ويجب أن تركز الدولة على الاستثمار به وتشجيع القطاع الخاص أيضا على ذلك. وطالب مدبولى بإعطاء الأولوية للأتوبيسات فائقة السرعة باعتبارها وسيلة مجدية اقتصاديا لزيادة طاقة نقل الركاب فى بعض المحاور التى تربط القاهرة بالمدن الجديدة، وهذه المشروعات الجديدة يمكن هيكلتها لتجذب القطاع الخاص من خلال تقديم الامتيازات المختلفة.