وزارة التضامن تقر حل جمعيتين في محافظة الغربية    تراجع أسعار النفط مع ارتفاع المخزونات الأمريكية    «المصرية للاتصالات» تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    «المشاط»: 6 مليارات يورو استثمارات 1600 شركة ألمانية في مصر    خبير روسي: الجيش الأوكراني ينقل ما يصل إلى نصف أفراده من المنطقة الحدودية إلى كوبيانسك    30 ألف مشجع يساندون الأهلي أمام شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لصندوق حماية البيئة وتستعرض موازنة 2026 وخطط دعم المشروعات البيئية    الحكومة: تسليم 265 كيلو ذهب بقيمة 1.65 مليار جنيه للبنك المركزي.. رسالة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    زيلينسكي في تركيا.. محادثات تغيب عنها روسيا بهدف إنهاء حرب أوكرانيا    هجمات روسية تهز أوكرانيا.. ومقتل 9 وإصابة العشرات وأضرار بالبنية التحتية    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض دبى الدولى للطيران 2025    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى معرض دبى الدولى للطيران    صلاح ينافس على جائزتين في جلوب سوكر 2025    كانوا واقفين على الرصيف.. وفاة تلميذة وإصابة 3 أخرين صدمتهم سيارة مسرعة بالفيوم    أخبار الطقس في الكويت.. أجواء معتدلة خلال النهار ورياح نشطة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير مستشفى طلخا المركزي وإنشاء فرع جديد لعيادة التأمين الصحي    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    بولندا تغلق مطارين وتضع أنظمة دفاعها الجوى فى حالة تأهب قصوى    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    تنمية متكاملة للشباب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. نظيف للشباب : التنمية البشرية هي التحدي الأكبر
نشر في صباح الخير يوم 23 - 02 - 2010

ويتواصل الحوار والنقاش بين الشباب.. والوزراء والمسئولين فى بحث مستمر وجاد عن المشروع القومى الذى يلتف حوله الشباب.. ويعبر عنهم ويحقق طموحاتهم فى بناء مستقبل أفضل.. وتنمية حقيقية تضع هذا البلد فى مصاف الدول الكبرى التى لا تقل عنها بأى حال من الأحوال، خاصة أن لدينا كل المقومات الإيجابية من أجل إحداث هذه التنمية.
هذا كله كان ضمن فعاليات المؤتمر القومى الرابع للشباب والذى أقيم تحت رعاية الرئيس مبارك فى الأقصر على مدى سبعة أيام وحضره مجموعة من الوزراء والمفكرين والمسئولين وانتهى باللقاء الموسع بين الشباب.. ورئيس وزراء مصر د. أحمد نظيف فى حوار مفتوح لا تنقصه الصراحة.. حوار استمر أكثر من ساعتين ونصف.. سأل الشباب رئيس الوزراء عن أشياء كثيرة بصراحة ووضعوا مشاكلهم أمامه بوضوح.. وأجاب د. أحمد نظيف أيضًا بصراحة أكثر دون لف أو دوران أو محاولة لإخفاء الحقائق.
كانت فعاليات المحور الخامس للمؤتمر تدور حول المشروع القومى لتنمية الوادى الجديد، وقد حضر هذه الجلسة اللواء أحمد مختار عبدالحميد محافظ الوادى الجديد.. حضر نائبًا عن الوزير سامح فهمى د. مصطفى البحر رئيس هيئة الثروة المعدنية.
فى البداية تحدث اللواء أحمد مختار عبدالحميد محافظ الوادى الجديد الذى يحضر المؤتمر لثالث مرة، وقد تحدث اللواء مختار عن خطة التنمية فى المحافظة فقال إن المحافظة ترتبط بحدود إقليمية مع 8 محافظات إقليمية.. وأن خطة التنمية مخصص لها 22 مليار جنيه حتى عام 2027 تم استغلال 3 مليارات جنيه فقط فى آخر 4 سنوات، وأن هذه الخطط تنفذ على 4 مراحل أساسية بدأت فى عام 2006 وأن هذه الخطط لها محددات فى الإسكان بإنشاء 48200 وحدة سكنية وزيادة فرص العمل إلى 400 ألف فرصة.. و11 قرية بالظهير الصحراوى تم تنفيذ 4 فقط و5,6 مليون فدان صالحة للزراعة.. وثروة معدنية تصل إلى 700 مليار جنيه.. وأضاف المحافظ أن مد الخطوط العرضية لربط الوادى الجديد مع الثمانى محافظات الحدودية يعتبر أكثر فاعلية من الخطوط الطولية المقترحة فى عمر التنمية، وأن هناك ثلاثة محاور مقترحة، لذلك وهى محور الخارجة سوهاج، وسوف يتم تنفيذه مع وزارة الاستثمار ومحور أسيوط منفلوط، ومحور الفرافرة ديروط.. وسيتم تنفيذها من خلال المستثمرين.. وأن تكلفة هذه المحاور العرضية لن تزيد على 2 مليار جنيه فقط.
أما د. مصطفى البحر الذى تحدث نائبًا عن سامح فهمى وزير البترول فقد أشار إلى أن وزارة البترول انتهت من إعداد قانون جديد للثروة المعدنية وأن هناك 22 اتفاقية سارية يصل إجمالى المخصص للبحث والاستكشاف إلى 438 مليون دولار حتى عام 2017، وأنه من المخطط إمداد 850 ألف وحدة سكنية بمنطقة جنوب الوادى بالغاز الطبيعى.
إعادة الاعتبار للقرية المصرية
المحور السادس والأخير للمؤتمر كان مشروع تنمية القرية المصرية.. وحضر الجلسة د. محمود شريف وزير التنمية المحلية الأسبق.. ود. مصطفى كمال مدبولى رئيس هيئة التخطيط العمرانى وأخيرًا د. عزمى مصطفى عن الصندوق الاجتماعى. فى البداية تحدث د. محمود شريف بمفهوم علمى رائع عن تنمية القرية المصرية فأكد أن القرية المصرية ظلمت وبريئة من الاتهامات الموجهة لها، مثل أنها تحولت من الإنتاج إلى الاستهلاك.. وأنها السبب فى ظهور العشوائيات.. ولكن هذا حدث لأسباب خارجة عن إرادة القرية.. لأنه مع بداية التحول من الإنتاج الزراعى إلى الإنتاج الصناعى نسينا القرية المصرية فتخلفت فى كل شىء.. إن اللامركزية هى المدخل الحقيقى لتنمية القرية.
وأضاف د. شريف إن معوقات التنمية فى القرية عدم الاعتماد على البحث العلمى والاعتماد على أساليب الزراعة التقليدية.. وعدم استغلال الميكنة الحديثة.. أيضًا فى مجال الرى، لابد من الاعتماد على الرى بالتنقيط والرش والرى تحت الأرض بدلاً من أسلوب الغمر الذى يكلفنا الكثير.. وكذلك ضرورة الاعتماد على التسميد العضوى.. وكذلك استغلال ما يسمى بالقيمة المضافة فى التصنيع الزراعى.. وحتى على مستوى السياحة يمكن استغلالها فى السياحة الريفية.. وأنه لن يحدث ذلك كله بدون تنمية بشرية ولن تحدث تنمية بشرية بدون محو الأمية.
د.مصطفى مدبولى رئيس هيئة التخطيط العمرانى تحدث عن أن القرية المصرية عانت من ظلم كبير مما أدى إلى انتشار العشوائيات فيها، وأن برنامج الرئيس مبارك الانتخابى أعاد لها الاعتبار من خلال مشروع إعداد الأحوزة العمرانية والذى يشارك فيه 12 ألف مهندس لأول مرة.
أضاف د.مصطفى أن هناك مشروعين لتطوير وتجميل القرية المصرية وهما مشروع إعداد الأحوزة بقرى الجمهورية من خلال عمل حيز جديد يراعى التنمية المستقبلية للقرية فى خلال 10، 15 سنة ومشروع الاستهداف الجغرافى للفقر الذى ينفذ حاليا فى 151 قرية بالتنسيق مع 14 وزارة وجهة مسئولة.. بمتوسط إنفاق يصل من 28: 30 مليون جنيه لكل قرية وأن هناك برنامجاً طموحاً آخر لتخطيط ومسح 26 ألف نجع ويتم الانتهاء منه خلال 3 سنوات.
أما المهندس عزمى مصطفى فأكد أن 72% من موارد الصندوق بإجمالى 7,9 مليار جنيه موجهة لتطوير القرية المصرية وأن الصندوق ضخ خلال المرحلة الأولى لبرنامج الاستهداف الجغرافى للفقر ما يقرب من 41 مليون جنيه مولت 8254 مشروعا وأن ذلك وفر 10600 فرصة عمل. وأشار عزمى مصطفى إلى أن مجال الزراعة والأنشطة والخدمات المرتبطة يعتبر هو الأكثر توليداً لفرص العمل، حيث لا تقل عن 15 مليون فرصة عمل دائمة و5 ملايين فرصة مؤقتة وأن مشاركة المرأة الريفية تعتبر الأعلى بين جميع الأنشطة الاقتصادية والخدمية.. وأنه تم بالتعاون مع الجمعيات الأهلية تدريب 53 ألف متدرب بالقرى المصرية فى مجال التنمية.
نظيف.. والحوار المفتوح
فى اليوم الأخير والختام لفاعليات المؤتمر.. كان الموعد.. واللقاء المنتظر مع د. أحمد نظيف رئيس وزراء مصر.. بحضور د. محمود محيى الدين وزير الاستثمار ود. سمير فرج محافظ الأقصر.. وهانى سيف النصر رئيس الصندوق الاجتماعى للتنمية.. ود. صفى الدين خربوش رئيس المجلس القومى للشباب وأدار اللقاء عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار.
فى البداية قال رئيس الوزراء:نحن نعيش فى عصر يطلعنا على كل ما يحدث وحجب الحقائق شىء مستحيل.. إذن احنا بنعمل إيه.. بلدنا عدت تحديات كبيرة جدًا.. حروبا.. وتحولات سياسية واقتصادية.. ونتج عن ذلك أن أمامنا تحدياً للتنمية أكبر من غيرنا.. ولذلك بدأنا فى الأسس التى تقوم عليها أى تنمية وأى شخص يؤمن بلغة الأرقام يرى الفرق ما بين نصيب الفرد من الخدمات كان كام من، والنهارده كام رغم إننا تضاعفنا إلى 80 مليون نسمة.
إذن نحن نعيش مرحلة بناء حقيقى.. ووصلنا إلى مستوى معين فى بعض الأمور ووفرنا المناخ الخاص بالبناء الاقتصادى.. والدولة لن تنمو إلا إذا كان عندها اقتصاد قوى، ولابد أن آخذ موارد من غير ما أحقق قيمة مضافة تعود على الناس وترفع مستوى معيشتها.. هذا بالإضافة إلى أنه تكون عندى القدرة أن أتنافس مع غيرى لو حققت الاكتفاء الذاتى، وبدأت بتصدير ما أنتجه بعد الإضافة إليه.. هناك قوة جديدة طالعة فى العالم مش مستنية جوه حدودها.. إذن دورنا هنا يبقى نبنى قدرتنا التنافسية ولذا يجب أن نعتمد على الموارد البشرية لأنه أهم مورد بالنسبة لنا.. لأننا مش دولة بترولية.. الاستثمار فى البشر يمثل التحدى الحقيقى.
ومستودع مصر القومى هو بناء الإنسان المصرى فى التعليم والتدريب وتنمية الإرادة، وحتى فى الثقافة.. لأنه لابد أن تحدث تحولات فى ثقافة الإنسان المصرى لأنها فى النهاية تصب فى التنمية.. ومن هنا كان لابد أن نوفر مناخاً ملائماً علشان نقدر نستثمر فى البشر.. الموارد البشرية عايزة تجهيزات ولذا لابد أن يكون هناك نمو اقتصادى.. أخذنا خطوات سريعة.. وبدأ الاقتصاد ينمو.. وبدأنا ننفق على التنمية البشرية.. لكن السؤال المهم.. إزاى كمان يكون عندى تنمية اقتصادية.. أصرف على الاستثمار فى العنصر البشرى.. هنا لكى يحدث ذلك لابد أن تتغير ثقافتنا فى العمل.
حوار مع الشباب
انتهى كلام د. نظيف وبدأ الشباب يتوجهون بالأسئلة لرئيس الوزراء ليسمعوا إجابات شافية عليها.. كشفت حقائق كثيرة غائبة عنهم.
سؤال لأحد الشباب: تكلمت عن النماذج الخاصة بالصين والهند.. واحنا بدأنا فى وقت واحد.. لكن هم وصلوا فين.. واحنا فين؟
أجاب د. نظيف: أتفق أن ظروفنا مشابهة.. لكن هم لم يبدأوا معنا.. الهند بدأت فى السبعينيات وكوريا فى الستينيات.. إحنا بدأنا نسير على الطريق الصحيح.. صحيح أننا لم نشعر بنتائج التنمية.. لكن لا أحد يحس بالنتائج فى أول الطريق.. إحنا قررنا أن نتحول من الاقتصاد الموجه والمركزى إلى اتجاه السوق الحرة.. الصين الشيوعية لم تتردد، ولذا يجب ألا نسمع هجومًا عن بيع القطاع العام وأن البلد اتباعت ونحن فى نصف الطريق.. مصر ستظل للمصريين.. كل المشروعات التى بيعت لم يظل فيها سوى المصريين، احنا فتحنا مجالات كثيرة وشركات كبيرة والأكثر من هذا أن هذه الشركات تخطت حدود مصر.. ودخلت بلاداً أخرى وصدرت لها تكنولوجيا عالية ده الفرق إن الدولة لم تتردد وأخذت قرارها الصعب بالتنمية.. والتف الجميع حولها.
تقدم بعض الشباب بمجموعة من الأسئلة عن تأثير الأزمة العالمية على مشروعات التنمية وتنمية سيناء والدعم والعلاج على نفقة الدولة بخلاف بعض الأسئلة الخاصة.
أجاب د. نظيف: مصر لم تتأثر بالدرجة التى تأثرت بها الدول الأخرى.. وذلك لأسباب منها أننا لم نكن مندمجين فى الاقتصاد العالمى.. لكن إحنا أيضًا تأثرنا لأن التجارة العالمية تأثرت.. وإيرادات قناة السويس تأثرت.. والتجارة الخارجية تأثرت لأن الأسواق انكمشت.. تحويلات المصريين فى الخارج تأثرت والاستثمار الخارجى فى مصر قل.. لكن هناك نقطة مضيئة.. اقتصادنا مازال ينمو رغم الأزمة.. قبل الأزمة كان 7% وأثناء الأزمة كان 4% وصعد إلى 5% إذًا التنمية مستمرة لأن القوة فى السوق المحلى.. ويكفى أن أقول أن عندنا 30 مليار دولار احتياطى نقدى.
وحول سؤال تنمية سيناء قال إن سيناء لها وضع خاص لأنها بوابة مصر الشرقية.. واحنا عندنا قناعة تامة بأن أفضل وسائل التأمين هو تعمير سيناء.. لكن لابد أن يتم بالمصريين.. واحنا أخذنا قراراً بتوجيه كل جهودنا ومواردنا ناحية تنمية سيناء.
انتقل د. نظيف فى حواره إلى الرد على سؤال الدعم.. والتحول إلى الدعم النقدى، فقال إن احنا ننفق على الدعم رقماً مبالغاً فيه يصل إلى 90 مليار جنيه وثلثا هذا الرقم هو دعم الطاقة.. والثلث دعم بعض المواد التموينية.. ودعم رغيف العيش يصل إلى 10 مليارات والمبانى والمواصلات والكهرباء.. والمشكلة فى الدعم أن هذا الدعم غير موجه.. الدراسة تؤكد أن دعم الغنى أكثر من الفقير.. النقطة الثانية هى كفاءة الدعم.. هل يصل مثلاً إلى من يستحقه.. مش دايما بيوصل.. وفى أزمة البوتاجاز تكلفة دعم أنبوبة البوتاجاز 50 جنيهاً وتباع ب5,2 جنيه.
الحلول إيه.. هناك أكثر من حل.. لكن وجدنا أن أكفأ الحلول هو الدعم النقدى ونترك السلع فى السوق بالسعر الحقيقى.. لأن السعر الحقيقى سيضبط السوق، المشكلة أنه يبقى فيه قناعة لأنه موضوع لا يمكن الاقتراب منه إلا بموافقة مجتمعية، لابد أننا نقتنع والآليات تسمح، والنظام الجديد لبطاقة الأسرة هو البداية لأنك بعد كده تقدر تعطى لكل أسرة عندها بطاقة تموين والتى تسمى بالبطاقة الذكية، مجموعة من الاحتياجات الأخرى مثل التأمين الصحى.
وردًا على سؤال خاص بالعلاج على نفقة الدولة.. تحدث د. نظيف وأجاب: نظام العلاج على نفقة الدولة أسميه «عدم النظام فى العلاج على نفقة الدولة».. السؤال أين النظام فى الأسلوب الحالى، كل واحد له واسطة مع عضو مجلس شعب أو مسئول يسعى لقرار علاج على نفقة الدولة.. هناك جانب تنظيمى يحتاج لإعادة نظم وقواعد واضحة.. والجانب الآخر مادى.. وأنا لما يبقى المخصص للعلاج على نفقة الدولة مليار ونصف المليار.. وعندى طلبات ب3 مليارات أعمل إيه.. احنا نحتاج إلى نظام بديل.. وده اللى احنا شغالين عليه.. وعندنا نظرة قصيرة الأجل.. إنه لابد من وضع قواعد.. وأنا سعيد بدخول الجهاز المركزى للمحاسبات فى هذا الموضوع.
أما النظرة طويلة الأجل فهى وضع نظام أفضل يضمن حق العلاج لكل مصرى بصرف النظر عن دخله يصرف على الغنى أكثر من الفقير.. وكل واحد على قدر قدرته وهو ما نسميه بالتأمين الصحى الجديد.. وهو القانون الذى يناقشه مجلس الشورى وسيقسم إلى شرائح.. لكن حسب دخل كل فرد والعلاج ليس كله مجانياً.. سيقسم الثلث للفرد والثلثين للدولة مثلاً.. هذا بخلاف غير القادرين سيكون مجانياً.
انتقل الحوار إلى مجموعة من الشباب الذين طرحوا مجموعة جديدة من الأسئلة حول تفاقم الجهاز الإدارى للحكومة.. والبحث العلمى.. والوساطة والمحسوبية فى التعيينات.. وتنمية الوادى الجديد والفوارق بين المرتبات فى نفس الجهات العامة وغيرها.
أجاب د. نظيف عن سؤال الجهاز الإدارى أننا أوقفنا التعيينات فى الحكومة منذ 5 سنوات، وكان أوائل التسعينيات عندنا 3 ملايين موظف ووصلنا إلى 6,5 مليون موظف فى 2004 والآن 8,5 مليون موظف.. ولأول مرة فى تاريخ الحكومة يقل عدد العاملين عن العام السابق خرج على المعاش 80 ألفاً، وجددنا التعيينات ب50 ألفاً يبقى فيه 30 ألفاً نقص عن العام الماضى. بالنسبة للبحث العلمى لابد أن نتفق أن النظام القائم فى الفترة السابقة لم يكن الأفضل لأننا أنشأنا مراكز أبحاث تابعة للوزارات والجامعات، ووجدنا فى النهاية أننا عندنا علماء من الموظفين أو موظفين من العلماء،
وأنا أقول إن أى بحث علمى غير مرتبط بالتنمية ليس لها قيمة لأنه فى كثير من الأحيان البحث العلمى يتم بمبادرة من الباحث دون أن تكون مثالاً جاداً على أرضية.. فتتراكم الأبحاث على الأرفف مثلما يقولون البحث العلمى الآن يتم من خلال مشاكل تواجه الجهات التى تعمل فى التنمية فتلجأ للبحث العلمى وتنفق على هذه الأبحاث ليقدم لها الحلول، ولذلك بدأنا بالأسلوب الثانى منذ سنتين نستعين فقط وأنشأنا مجلساً أعلى للعلوم والتكنولوجيا برئاسة رئيس الوزراء ويضم علماء مصريين من الداخل والخارج ووظيفة هذا المجلس وضع أولويات يحتاجها البلد من البحث العلمى مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية وفى تحلية المياه وفى الطب والصحة، ويجب أن نعيد النظر فى تمويل البحث العلمى ليأتى بعائد فعلى.
وفى رده على سؤال حول التعليم وسوق العمل أكد أن قضية مصر الأولى هى تطوير التعليم لأنه مازالت هناك فجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل الذى يحتاج إلى مؤهلات خاصة، أنا مش عايز كل سنة يتخرج الآلاف من الحقوق والإداريين لأن البطالة كده هاتزيد.. أنا عايز التعليم يخرج لسوق العمل عمالة مدربة ومهنية، لأن المصانع فعلا مش لاقية تخصصات كتيرة، وفى الآخر يقال إن عندنا بطالة.
ورداً على سؤال حول توقف جامعة د.زويل فقد أكد أن التمويل هو أهم عقبة واجهت المشروع المقترح، وكنا نتوقع أنه سيتولى مسئولية التمويل، وأشار إلى أن إنشاء جامعة النيل الأهلية تم خارج إطار الحكومة من خلال جمعية أهلية حصلت على أرض لإنشاء الجامعة، لأنها لا تهدف للربح.؟
من كواليس المؤتمر
تحولت جلسة المشروع القومى لتنمية شمال سيناء التى حضرها وزير الرى ومحافظ شمال سيناء إلى مناقشة موضوع السيول التى ضربت شمال سيناء ونفى كل من الوزير والمحافظ مسئولية الحكومة عما حدث فى شمال سيناء من تهدم بيوت ووفيات وتدخل فى الحوار د. صفى الدين خربوش الذى أكد أن المدينة الشبابية لم تتأثر وأن البناء فى هذا المكان بناء على دراسات.. نفس الكلام حدث مع د.مصطفى البحر عن أزمة البوتاجاز فى جلسة تنمية الوادى الجديد.. الأمر الذى أدى إلى خروج الندوة عن مسارها.
د. أحمد زكى بدر وزير التربية كان أكثر من متجاوب مع شباب المؤتمر.. وبعد انتهاء الجلسة دخل مع الشباب والمسئولين الذين حضروا معه الجلسة إلى قاعة الطعام ليتناول طعام الغداء وسط الشباب ودخل فى حوارات عديدة معهم.. وانتقل بعد ذلك إلى التراس مع د. خربوش.. التف حوله الشباب ولم يترك المدينة الشبابية إلا فى السابعة والنصف مساء، زكى بدر حاول أن ينفى عن نفسه أنه وزير داخلية التربية والتعليم.
عاش الشباب المشارك فى المؤتمر مجموعة رائعة من الأمسيات الثقافية الفنية بدءاً من حفل أوركسترا القاهرة السيمفونى..مروراً بلقاء جمال الغيطانى.. وعالم الفضاء المصرى عصام حجى ود. على الدين هلال وانتهاء بحفل الموسيقى العربية الرائع بقيادة المايسترو سليم سحاب والذى غنت فيه ريهام عبدالحكيم على مدى ساعتين وتفاعل معها الشباب بشدة.
أثناء الحوار مع رئيس الوزراء فى الجلسة الختامية للمؤتمر تحدث معيد بكلية الهندسة اسمه أحمد الرويعى عن أحوال المعيدين وضعف رواتبهم بالقياس إلى ما يتقاضاه أمثالهم فى القرية الذكية.. وقال للدكتور نظيف «إحنا زملاء دراسة».. وعندما أجاب عليه د. نظيف قال له يا زميل فضجت القاعة بالتصفيق.
كان من المفترض أن تقوم الطالبة ريهام محمد أحمد جلال الطالبة المثالية بجامعة الإسكندرية بتسليم رئيس الوزراء درعاً تذكاريا هدية من الشباب الحاضرين للمؤتمر.. وتم تجهيزها لذلك وفى الدقيقة الأخيرة تم تعديل الموقف لتقوم بتسليم الهدية إلى د.صفى الدين خربوش الذى قام بدوره بتسليمها إلى د.أحمد نظيف وكان الأوقع أن تكون الهدية أو الدرع من الشباب إلى رئيس الوزراء مباشرة.؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.