شهدت مكتبة الإسكندرية أمس، الجمعة، الجلسة الختامية لفعاليات مؤتمر "مبادرات فى التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية" الذى شارك فيه ممثلون للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، وجامعة الدول العربية. تحدث فى الجلسة كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور رشاد حسين، المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلى منظمة المؤتمر الإسلامى، والدكتور محمد بن صالح، ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو". أعلن الدكتور إسماعيل سراج الدين أن المؤتمر خرج بمجموعة من الاقتراحات لمبادرات ومشروعات للتعاون بين أمريكا والدول الإسلامية بلغ عددها أكثر من 18 اقتراحا يغطى المجالات المحورية الثلاثة التى وضعها المؤتمر وهى التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا. وأوضح أن فعاليات المؤتمر بينت أن الجهات المختلفة قد تأثرت بالفعل بخطاب أوباما للعالم الإسلامى ورؤيته فى بدء عهد جديد من العلاقات التعاونية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامى. وفى كلمته، قال الدكتور رشاد حسين: "إنه كمسلم يعيش فى الولاياتالمتحدة قد لمس العديد من المشكلات التى طرحها المشاركون فى المؤتمر، والتحديات التى يمكن أن تعرقل جهود التعاون بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى، ولكنه لمس أيضاً الأمل المشترك فى تحقيق التعاون المرغوب". وأكد على وجود عدد من التغيرات التى تمت فى العلاقة بين الطرفين منذ أن ألقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابه للعالم الإسلامى وأهم تلك النقاط هى التحول الملحوظ فى خطاب الإدارة الأمريكية مع العالم الإسلامى وتغير التوجهات فى مجالات التعاون المختلفة، كما أن الإدارة الأمريكية قد عملت على إنشاء شراكات مع الدول الإسلامية فى مجالات مختلفة منها التعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا. وأكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قدمت عددا من المبادرات فى مجال التعليم، حيث زادت برامج التبادل الطلابى بنسبة 30% فى العام الماضى، كما ازداد عدد برامج التعليم الإلكترونية بشكل ملحوظ، وأضاف أن الولاياتالمتحدة تقدم عددا كبيرا من المساعدات فى مجال الصحة للدول الإسلامية، ومنها القضاء على مرض شلل الأطفال فى دول مثل نيجيريا وباكستان، كما أنها ساعدت المملكة العربية السعودية فى احتواء أزمة وباء أنفلونزا الخنازير خلال موسم الحج. من جانبه أكد الدكتور محمد بن صالح إن منظمة الإيسيسكو تسعى فى الانخراط فى كل الجهود التى تقرب بين الشعوب والثقافات لتصلح ما أفسدته السياسات، وأوضح أن الدول الإسلامية لا تعانى من مشكلة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أو القيم الأمريكية بشكل خاص، بل مع السياسات المتراكمة للإدارات السابقة والتى يمكن للإدارة الحالية أن تساهم فى تغييرها من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل. وأضاف أنه يستبشر بخطاب أوباما لكن الفترة التى مضت على هذا الخطاب ليست كافية لتقييم التقدم الذى تحقق فى علاقات التعاون بين الطرفين. وأوضح أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هى نقطة محورية لتحديد مصير استمرارية الحوار بين العالم الإسلامى والولاياتالمتحدةالأمريكية، مبيناً أن الولاياتالمتحدة عليها أن تختار بين تفضيل القوى الاستبدادية فى الصراع العربى الإسرائيلى أو مساعدة فلسطين على التحرر من الاحتلال لتحقيق سلام عالمى شامل وعادل.