*أصبحت الموضوعات التى تطرحها الرياضة على الساحة هى الأكثر جماهيرية بين أطياف الشعب فى حين أن القضايا الأكثر أهمية فى حياتنا وتتعلق بحياتنا الصحية أو الفكرية أو غيرها فى ذيل اهتمامات المواطنين، ولا يهتم بها إلا صفوة المثقفين والإعلاميين، لكن الملاحظة التى تكررت فى الآونة الأخيرة ونجدها سلبية فى ظاهرها إيجابية فى نتيجتها هى تلك الأخطاء التى يقع فيها الإعلام أو الجمهور وتثير جدلا يجعلنا نقلب فى الكتب والمراجع وهى عادة ليست موجودة لدى المصريين فى عصرنا الحالى، فعندما بدأت وسائل الإعلام فى تناول مباراة الزمالك والأهلى الأخيرة تضاربت المعلومات التاريخية بين المحليين ومقدمى البرامج والصحفيين فهل هى المباراة رقم 25 أم 26 أم 27 إلى أن جاء د. علاء صادق والذى كان أكثر تحريا للمعلومة، مؤكدا أنها ال29 وفقا لبحثه الدؤوب محترما قدرته الإنسانية، قائلا: إنه ربما يكون قد فشل فى الوصول لتاريخ مباراة لذا ربما تكون ال30 على أقصى تقدير فكانت خطيئة بعض الإعلاميين هى السبيل نحو الحقيقة. *ولعبت خطيئة الجمهور دورا آخر عندما رفعت مجموعة من متعصبى النادى الأهلى لافتات عنصرية تنال من تاريخ نادى الزمالك أصبحت الحكاية مادة إعلامية دسمه فى الإعلام ومواقع الإنترنت، حيث تبارى الجميع فى عرض الحقيقة التاريخية، فكانت النتيجة أننا جميعا سمعنا معلومات عن تاريخ الأهلى والزمالك لم تكن لتظهر لولا تلك الخطيئة فهاهو النقاش بين جمهور الأهلى والزمالك على الفيس بوك يتبادل البحث الذى أسعدنى سؤال البعض عن الماسونية فظهر جهل الأغلبية، كما ظهرت محاولات الكثيرين للإجابة ولن أتحدث عن الماسونية فهى ليست موضوعنا لكن فكرة البحث فى أصول الأشياء هى أمور غائبة عنا، ويجب ألا تكون كذلك، فمسلمون كثيرون لا يعرفون بديهيات فى دينهم ويشبههم مسيحيون لايدركون ماهية عقيدتهم كما أن القوانين والأسس المنظمة لحياتنا السياسية تحتاج لقراءة منا ليكون لنا دور فى تحديد مصائرنا. * والسؤال لماذا لا يبحث الإعلام عن دوره المفقود فى طرح هذه القضايا وإعطاء المعلومات دون وجود مشكلة فأجد أحدهم يرد: لو أن هذه المعلومات طرحت دون وجود سبب فلن يلتفت إليها الجماهير بهذا الشغف الجماهيرى الكبير فأجدنى داعيا من أعماقى أن يخطئ إعلامى تاريخيا فتتبارى كل الجهات للبحث عن الحقيقة، وأعتقد أن الخطأ الأول ضريبة يمكننا تحملها طالما كانت النتيجة هى وصولنا للحقيقة. * (مخرج بقناة النيل الدولية)