يا جماعة أرجوكم أن يتسع صدركم بالمناقشة الفكرية وليس التلاسن والاستخفاف كل منا بالآخر حقيقة إحنا عاوزين ننهض بالبلد. وتعالوا نشوف بشار الأسد الرئيس السورى الحالى كيف وجاء إلى الحكم جاء بالوراثة مباشرة وبعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد والذى كان رحمة الله عليه يؤدب شعبه وقراه بالقذائف الصاروخية لو عبر عن رأيه أو غضب لحاله. انتقل الحكم لبشار وكأن الحكم بنظام ملكى وكلنا نعلم أنه لم يكن كذلك كان ولايزال جمهوريا. ولكن الله يرحمه الرئيس السورى الأسبق حافظ الأسد فى حياته كان يحكم سورية بالنار وبعصا من حديد ولا يستطيع أى سورى أن يتكلم أو أن يعبر عن رأيه حقق ذلك المناخ انتقال السلطة إلى الابن السهولة، وكان الأمر لم يكن يعنى الشعب أو حتى من المواضيع المطروحة وتعامل معه أفراد الشعب على أنه من البديهيات وكانوا فقط فى حالة المراقبين للأحداث شعب كامل بجميع طوائفه، كيف حدث منه ذلك لا أعلم هذه ظاهرة جديدة حقيقة هذا الأمر كانت ومازالت معجزة. والمقارنة غريبة وتتناقض فى ملامحها مع مثل ما حدث فى سورية لقد فتح الرئيس مبارك الأب وفى حياته أطال له العمر وأمده بدوام الصحة جميع الأبواب والنوافذ لدخول شمس وهواء الديمقراطية حتى أنارت كل أركان الوطن وأزاحت رياح التغيير قدر ما استطاعت كل الهواء الساكن المظلم. وفتحت المناقشات فى كل المواضيع فلم يعد هناك حد للكلام أو مواضيع ومواضيع أخرى اللهم هناك موضوع واحد وهو الأمن والاستقرار القومى وهذه بديهية لنا جميعا ولا تعد من المواضيع القابلة للجدال. وأصبحنا جميعا نتحدث بصوت عالى تحسدنا عليه الكثير من شعوب المنطقة. واستطعنا بتلك القوة التى منحتنا إياها الديمقراطية أن نظفر بالكثير من الأمور والتى قد لا تبدو معلنة ولكنها فى النهاية مكسب حققته الديمقراطية لكل منا وهو الإفصاح عن كل ما بداخلنا من الأفكار والآراء بقوة وبدون حجاب لصالح وطننا وأنفسنا مكسب بات حقا مغتصبا منا فى عصور مضت. والمقارنة هنا بين التجربة السورية والتجربة المصرية شتان بين أمر وآخر ولا أعنى فقط أن النتيجة سوف تكون هنا لصالح جمال مبارك لان مجرد وجوده وممارسته للعمل السياسى منذ عام 2000 حوالى عشر سنوات وأكثر و فى ظل مناخ ديمقراطى أثقل له الظهر وجعله يتحمل الكثير من عبارات الاستخفاف والنقد اللاذع وأحيانا الإساءة. ولا يرد الرجل عن أى من تلك السخافات ويتحمل الكثير لمجرد انه دخل المعترك السياسى تحت سماء الديمقراطية الحقيقية. وبعدين تعالوا نعمل مقارنة بين جميع المرشحين من القوى السياسية فى وقتنا الحالى من الأحزاب والجبهات الديمقراطية وجمال مبارك قد نجد أنهم جميعا أسماء جديدة علينا ثقلها السياسى محدود خبرتها السياسية أيضا محدودة إلا بعض الأسماء التى مارست العمل الدولى السياسى مثل الدكتور البرادعى وفى النهاية لا تمتلك معظم تلك الأسماء برنامج واضح المعالم كلهم يتكلمون فى البديهيات وكل الاحترام لهم والتقدير وتساوت الرؤوس الا من حاول أن يقدم شيئا جديدا. كلنا حتى هذه اللحظة أبناء الوطن لا نعلم إن كان جمال مبارك مرشح نفسه للرئاسة أم أى شىء آخر وهو بالقطع وإن فعل ماذا يمنعه أن فعل فهو مواطن مصرى ينطبق عليه كل الشروط المؤهلة. وان كان الأمر لا يعدو عن مجرد الفهلوة المعتادة مننا كمصريين إننا شاهدنا نهاية المسرحية قبل قراءة السيناريو وان جاز التعبير والتشبيه. إنه لمن دواعى سرورى أن أرى جمال مبارك ابيض الوجه ثابت صبور على النقد ولا يعيبه انه ابن الرئيس فهو منافس له ثقله الكبير والكثير من الانجازات له كل التقدير والاحترام. نحن المصريين عشنا عمرنا على الفخر والافتخار بتاريخ الوطن والأجداد وما صنعوه لنا. لعل هذا الأمر مصدرا لثقتنا بأنفسنا ولكننا دولة محدودة الموارد ذات اقتصادنا ضعيف تعيش تجربة تحول اقتصادى له تأثير كبير على الحالة السياسية بمصر وهذا ما يشعرنا دائما بالسخط على الحكومة . ولكن مجمل التحديات التى تواجهها الدولة والحكومة كبير هائل وبرنامج طموح ملئ بالتفاصيل ولا يوجد وفرة من الوقت لكى يتم تحقيقه ربما يمكن تقسيط مراحله ولكى نسعى جميعا شعبا وحكومة يجب أن نبحث أين تكمن السلبيات فينا كمجتمع ودولة والفرد فينا هو المجتمع وهو الدولة معا ولنتعاون يد بيد لكى نزيلها . ربما العيب فينا نحن كمجتمع فالفساد فينا غير معلن ومتروك بين كل منا ونفسه ولكن الفساد فى الدولة مفضوح ونستطيع محاسبته ومواجهته. ناهيك عن الأمور والإمراض الاجتماعية والسلبيات التى ورثناها كنتيجة للانغلاق الفكرى المجتمعى إن الديمقراطية وممارستها على المجتمع المصرى شىء جديد علينا نتخبط كثيرا فى ممارسة الديمقراطية سواء كنا حكومة أو معارضة. اعتقد إن التجربة ستفرز الكثير من الإيجابيات والسلبيات ولكن يجب أن لا ننسى أن يكون عندنا رؤية للمستقبل . ولكن الصبر مفتاح الفرج. فلكل منا أمال وأحلام يرى بها الوطن مستقبلا حتى يطمئن على أولاده وأحفاده. ولا ينسون إننا كناخبين لنا رؤيتنا الخاصة بنا فلا يستطيع أن يملى علينا أحد أفكاره فنحن لا نقل عنهم فى حبنا للوطن فهم سيجنون الشهرة والأضواء وربما المكاسب المادية والمعنوية ولكن ما الذى سنجنيه نحن المواطنين غير الانتظار سيظل الفقير منا فقيرا والمريض مريضا حتى تصل إلينا حقوقنا وهنا يجب أن نتذكر جميعا أن لا ننسى أبدا إن الديمقراطية وحدها لا تطعم الأفواه الجائعة ولا تشبع البطون الخاوية ولا تأوى المشردين بالبرد والعراء.فالمسئولية جماعية. * معمارى ومخطط مدن