تغييرات سياسية كبيرة فى مملكة البحرين لصالح ولى العهد

- حكومة جديدة مصغرة لمعالجة المشكلات واستقالة رئيس ديوان رئيس الوزراء
كل السيناريوهات فى مملكة البحرين التى يطلق عليها لؤلؤة الخليج العربى، وتقع بين الشقيقة الكبرى لها المملكة العربية السعودية والجارة ذات الأطماع التوسعية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تسير نحو صعود بورصة ولى العهد نجل الملك الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بعد أن اجتمع به العاهل البحرينى الملك حمد، وقرر بعدها تشكيل حكومة مالية مصغرة لمعالجة الأزمة المالية، وهو أمر جديد فى الجزيرة الصغيرة التى يعتبر رئيس وزرائها الأمير خليفة بن سلمان (عم الملك) أقدم رئيس وزراء فى العالم يتولى منصبه منذ 43 عامًا.
وكان ملك البحرين، بحسب وكالة أنباء البحرين الرسمية، قد اجتمع مع ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بمبنى القيادة العامة (قوة دفاع البحرين)، اليوم الخميس، حيث قدم ولى العهد تقريرًا للملك حول تأثر الأوضاع المالية الحالية فى المملكة بسبب تدنى أسعار النفط والالتزامات الأخرى.
ووجّه الملك "بتشكيل حكومة مصغره تُعنى بحل تلك المشكلات المالية وبالسرعة الممكنة وبالتشاور مع السمو الملكى رئيس وزراء البلاد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
وفى نفس اليوم الذى قرر فيه الملك تشكيل حكومة مصغرة يشرف عليها ولى العهد، قدم رئيس ديوان رئيس الوزراء الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة استقالته من منصبه، بناء على رغبته كما ذكر بيان رسمى.
التغييرات السياسة قوبلت بترحيب من جهة وتساؤلات من جهة أخرى حول توقيت تلك التغييرات المفاجئة فى الشارع البحرينى، ومدى ارتباطها بما يحدث فى المنطقة وانشغال السعودية الحليف الأول لمملكة البحرين بالحرب على الحوثيين (عاصفة الحزم) وتأثر الموازنة السعودية بالحرب، والتى تقدم مع دول مجلس التعاون الخليجى 10 مليارات دولار سنويًا دعمًا لمملكة البحرين فيما يسمى بالمارشال الخليجى، تقدم لمشاريع التنمية والبنية التحتية فيها، وذلك فى أعقاب أزمة فبراير عام 2011..
على الجانب الرسمى أكد رئيس مجلس النواب البحرينى أحمد الملا رئيس الغرفة التشريعية الأولى التى تضم 40 نائبًا منتخبًا دعم المجلس للتوجيهات السامية، واستعداده التام للتعاون مع الحكومة المصغرة، وتقديم كل ما يلزم من جانب السلطة التشريعية لتيسير العمل، وتجاوز كل التحديات حول تأثر الأوضاع المالية الحالية فى المملكة".
كما علّق وزير شئون الإعلام البحرينى "البحرين ليست بمعزل عما تمر به المنطقة، وهناك عدة قرارات اتخذتها الدول المجاورة للتعامل مع تطورات الأوضاع المالية بسبب تقلبات أسعار النفط"، وأكّد أن "مهام الوزارة المصغرة تتعلق بالتعامل مع التحديات المالية القائمة أمامنا، حيث تراجع سعر برميل النفط فى العالم.
جدير بالذكر أن ولى العهد الأمير سلمان هو نائب القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين والنائب الأول لرئيس الوزراء، يتولى ملفات استراتيجية واقتصادية مهمة، من أهمها العلاقة مع الولايات المتحدة والغرب وإدارة الملف الاقتصادى من خلال رئاسته لمجلس التنمية الاقتصادية. وإدارة ملف الحوار الوطنى بين الحكومة والمعارضة الشيعية أو ما يطلق عليه الجمعيات الخمس، الذى توقف بسبب حوادث العنف المتهم فيها بعض الحركات الشيعية المتطرفة بدعم ايرانى.