أكد العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية، رئيس القمة العربية، فى حديث له لدى استقباله وفدا شعبيا مغربيا، أن الإسرائيليين ينظرون إلى قضيتهم مع العرب أو مع المسلمين على أنها قضية مصيرية، ولا يعتبرون أنها قضية دبلوماسية حتى تكون فيها مهادنة أو أن يكون فيها شىء من الأخذ والعطاء. وأعرب فى حديثه بهذا اللقاء الذى عقد أمس عن "الأسف لأن موقف العرب الذى يقابل هذا الموقف مزيف وغير مفيد، فهو موقف آخر يقول هدنة وتسامح وأخذ وعطاء وسلام ومعانقة وهى أشياء لا تمشى عندهم". وأكد على أننا "يجب أن نعرف أننا أمام قوة احتلال مهما كانت ديانته يهودية أو نصرانية أو وثنية، فهو محتل لهذه الأرض والعالم كله يعرف أن هذه الأرض كان فيها عام 48 شعب فلسطينى وطُرد بالملايين وحلت محله ملايين أتوا بها من الآفاق، وهذا ظلم صارخ وحق لا يستطيع أحد فى العالم أن ينازعنا فيه"، على ضرورة "عدم مجاراة الدعاية الاستعمارية بتكريس اللهجات التى أصبحت تقرأ بها النشرات فى بعض الإذاعات العربية "، مستعرضا المخاطر التى تهدد العرب فى تاريخهم وروحهم المعنوية ولغتهم التى كتب بها القرآن الكريم. وقال القائد معمر القذافى إن "هذا يجب أن يكون بالنسبة لنا خطا أحمر.. يجب أن لا يكون هناك اعتراف ولا هدنة ولا بضائع ولا بيع ولا شراء ولا رعاية ولا مكتب تجارى ولا سياسى ولا دبلوماسى ولا غيره.. مبينا أن لدينا أربعة ملايين فلسطينى طردوا عام 48 يجب أن يعودوا إلى هذه الأرض". وأوضح أن الإسرائيليين عملوا قنبلة نووية، بينما محرم على العرب أن يمتلكوا قنبلة ذرية.. مؤكدا أنه يجب أن لا يكون هناك تفاهم مع العالم إلا عندما يفكك الترسانة النووية للإسرائيليين أو أن يكون العرب عندهم حق امتلاك القنبلة الذرية. وأشار القذافى إلى أن أى محاولة لأن يمتلك العرب سلاحا ذريا، ستحاصر والويل لها.. مبينا أن الإسرائيليين شنوا هجوما على سوريا مرتين على مواقع يعتقدون أن فيها رائحة يورانيوم، ولمجرد الاشتباه برائحة اليورانيوم فى مكان خربوه بالطيران مرتين ودمروه. وذكّر بالهجوم الذى نفذه الإسرائيليون عام 81 على المفاعل النووى فى العراق عندما كان هناك احتمال أنه يصنع قنبلة ذرية، ودمروا ذلك المفاعل، مذكرا باحتلال العراق للاشتباه بامتلاكه لأسلحة دمار شامل. وتساءل القائد معمر القذافى: ألا يمتلك الإسرائيليون مئات الرؤوس النووية فى مفاعل ديمونة؟ فلماذا لا يتم اجتياحهم وتفكيك هذه الترسانة.. مبينا أن لا أحد يتكلم عنهم وممنوع أن يتكلم أحد فى الأممالمتحدة أو فى أى محفل ويقول إن الإسرائيليين عندهم سلاح نووى، أما العرب فتكلم عنهم كما تريد ودمروهم وحاصرهم واجتاحوهم. وجدد التأكيد على أن القضية الفلسطينية قضية مصيرية والتساهل فيها شىء خطير جدا وباب التعامل مع الإسرائيليين يجب أن يقفل سياسيا ودبلوماسيا أو اقتصاديا وعندما نستقبل الإسرائيليين أو نعانقهم أو نتودد لهم لا يمكن أن نفكر أن هذا مفيد وسيحل قضية فلسطين.. بل يعتبر مكسبا لهم، لأن الإسرائيليين ذاهبون إلى الأمام ويتمنون أن ينتهى العرب من المحيط إلى الخليج ويعتبرون الإبادة الجماعية للمسلمين أو العرب عقيدتهم. وأوضح أن القضية بيننا وبينهم قضية واضحة حيث عندنا شعب تم تشريده عام 48 يجب أن يرجع لأرضه ولدى الإسرائيليين ترسانة نووية، لا نستطيع أن نعيش فى ظلها ولابد أن تتفكك وإلا فإن للعرب الحق فى أن يعملوا ترسانات نووية هم أيضا. وشدد على ضرورة أن لا يساهم العرب فى تقوية إسرائيل اقتصاديا ولا سياسيا "ولابد أن نقاطعهم اقتصاديا مقاطعة تامة". وأوضح بأن الاسرائليين واهمون، لأنهم إذا أرادوا السلامة لليهود يجب أن يسلموا مع العرب وينهوا العداوة مع العرب ويقبلوا بعودة الشعب الفلسطينى ويعيش معهم وتقوم دولة ديمقراطية واحدة بالفلسطينيين وبالإسرائيليين ويقبلوا بإبعاد المنطقة عن أسلحة الدمار الشامل. وتطرق الزعيم الليبى معمر القذافى إلى قافلة السفن المتجهة إلى غزة.. معربا عن الأسف أن نرى الأوروبيين يسيّرون قافلة تحدٍ أوروبية من أسطول من السفن متجهة إلى غزة بينما نحن العرب لا نقاطع الإسرائيليين وهم يحاصرون غزة بالقوة من ناحية أخرى أكد القائد القذافى أن الاستهتار باللغة العربية من ضمن علامات تدهور أحوال الأمة والتغلب عليها من طرف الغير، وسفه كل نضالاتنا وكفاحنا من أجل الاستقلال ومن أجل الوحدة القومية. وأشار إلى أن استخدام اللهجات العربية التى لا نفهمها فى بعض الإذاعات يجعلنا نحتاج إلى ترجمة، ويفقدنا التواصل والصلة والتخاطب والفهم فيما بيننا، منبها إلى أن "هذا شىء خطير وعملية تقهقرية ترجعنا إلى مستوى متدن جدا". وشدد على ضرورة أن تنتهى اللهجات العربية كما انتهت هذه اللهجات وحلت محلها لهجة قريش ووحدة الدين، وأصبح هناك كتاب واحد وهو القرآن، بهذه اللهجة التى أصبحت هى اللغة العربية وأمة وتراث وتاريخ وكتاب موروث ضخم مكتوب بهذه اللهجة التى أصلها لهجة، وأصبحت اللغة العربية الفصحى السائدة. وتطرق العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية رئيس القمة العربية إلى موضوع "الاتحاد العربى".. معربا عن الأمل فى قيام هذا الاتحاد.. ومجددا التأكيد فى حديثه بلقائه بالوفد المغربى على أنه يعول على الإرادة الشعبية فى تحقيق قيام هذا الاتحاد، ويأمل أن تكون هناك يقظة شعبية وقومية مثلما حصل بتحرك هذه الفعاليات من المغرب وقبلها استقباله فعاليات فلسطينية وأردنية وسودانية وسورية وعراقية وغيرها من الفعاليات العربية الشعبية التى ستأتى مستقبلا. ورأى أن "هذا دليل على تململ الشعب العربى الذى بدأ يتخطى النظام الرسمى ويعبر عن قضاياه ومشاكله والمخاطر التى يعيشها وإحساسه بخطر الصواريخ النووية الإسرائيلية". وأوضح أن الاتحاد العربى الآن بيد القادة العرب على مستوى القمة وعندما لا يتفق 20 شخصا على الاتحاد لن يحصل.. مؤكدا أن هذا الاتحاد إذا كان لمصلحة الأمة يجب أن تكون هى التى تفرضه. وأشار إلى أن هناك الاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأمريكى وغيرها ونحن لابد أن نعمل اتحادا عربيا لأنه بلا اتحاد لا يمكن أن تعيش دولة وطنية بمفردها من الآن فصاعدا. وأعرب فى ختام حديثه باللقاء عن أمله فى استمرار هذا التواصل بين الفاعليات الليبية والمغربية والفاعليات المغاربية بصورة عامة والفاعليات العربية التى يجب أن يتم التواصل بينها على كل المستويات وأنه لا تكون بالمناسبة.