«عملت 4 عمليات، ووزارة الصناعة والتجارة ماسألتش فىّ، وكل الدكاترة قالوا لى إنى مش ح أقدر أرجع أشتغل تانى، طيب أصرف على نفسى وولادى منين؟». هكذا تحدث صلاح الطيب الذى كان يعمل سباكاً، عن قصة إصابته فى حادث سقوط من الدور الثامن بوزارة الصناعة والتجارة، بشارع الألفى عندما كان يقوم ببعض الأعمال الخاصة بالسباكة هناك، يقول: فى يوم 4 مايو السنة اللى فاتت، جاء لى أحد العاملين بالوزارة ليتفق معى لعمل بعض أعمال السباكة الموجودة فى الوزارة، ولما رحت طلبوا تركيب عمود صرف صحى من الدور الثامن إلى الدور الأرضى، وفعلا ربطوا الحبل اللى المفروض أطلع عليه من الدور ال11، ولكن بعد ما طلعت حسيت بشىء غريب بيحصل، وهزة غير طبيعية، بعدها انقطع الحبل فجأة فى الدور التاسع، وأنا كنت باشتغل فى الدور الثامن، ووقعت منه للأرضى، وفقدت الوعى على الفور، وتم نقلى إلى المستشفى كما قالوا لى، وقضيت 40 يوما فى العناية المركزة بمستشفى الهلال برمسيس، ولما فقت دخلت غرفة العمليات أكثر من مرة، وعملوا لى عمليات كتيرة جداً، لأن الفقرة القطنية وفقرات أخرى حوالى أربع فقرات فى الظهر كانوا اتكسروا، وتم تركيب شريحتين فى ظهرى بحوالى 6 مسامير، وانكسرت قدماى الاثنتين وذراعى الشمال أيضا، وتم تركيب 8 مسامير فى إيدى الشمال، وللأسف مراتى أم ولادى الأربعة سابتنى ومشيت، بعد أن أصبحت عاجزا على الإنفاق عليها، وتركت الشقة التى كنت أسكن فيها لأنى كنت ساكن فى شقة إيجار جديد ب200 جنيه فى الشهر، وطبعا بعد الإصابة بالعجز ماقدرتش أدفع إيجارها، وأصبحت مشردا كل يوم عند أخ من إخواتى، أجريت أربع عمليات ومازلت عاجزا عن العمل، وعلى الرغم من أن الإصابة حصلت لى فى وزارة التجارة والصناعة، فإننى لم آخذ أى تعويض عما أصابنى من أضرار، بل لم يجئ أحد من هناك للسؤال عنى، وتحمل أخى دفع كل مصاريف التحاليل والأشعات. ويؤكد صلاح أنه لا يوجد أحد يعوله الآن وأسرته، يضيف: أنا عندى أربعة أبناء، البنت الكبيرة شيماء معاها دبلوم تجارة وخطيبها تركها بعد الحادث، وقعدت تبيع الحاجات اللى كنت جايبها لها فى جهازها، حتة حتة، لحد ما راح كل الجهاز، وأحمد فى الصف الثالث الإعدادى، ونور 5 سنوات، ومحمد سنتين، وأنا ماعنديش طبعا معاش ولا أى شىء، وفقدت صحتى، وفقدت معاها كل شىء يوم ما رحت أصلح سباكة الوزارة.