سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حداد مسلح بالمحلة ينتحر شنقاً لفشله فى علاج نجله المصاب بالسرطان.. والدته: "شيلنا الهم عشان مرض ابنه".. وشقيقه: "كان بيشتغل يوم ويبطل عشرة أيام وظروفه صعبة".. وأطالب بعلاج ابنه على نفقه الدولة
استسلم أشرف فاروق خليل، 45 سنة، حداد مسلح بالمحلة، لليأس وفقد الأمل فى الحياة، بعدما عجز فى توفير علاج الكيماوى لنجله "كريم" المصاب بالسرطان لضيق ذات اليد، وعدم امتلاكه أى أموال للإنفاق على علاج نجله وأسرته فقرر التخلص من حياته نهائيا حتى يسقط العبء عن كتفيه، حيث أحضر كرسيا وحبل غسيل وعلقه فى سقف بلكونة الشقة وانتحر. المنتحر زوجته تدعى "عبير" وتعمل باليومية فى مصنع نسيج، ولديه ولدان "إبراهيم" 19 سنة سائق توك توك، وكان مقبلا على الزواج، والثانى "كريم" 13 سنة بالصف الأول الإعدادى، وكان أشرف يعمل يوماً ويجلس فى بيته 5 أيام. كواليس الواقعة بدأت كواليس الواقعة بتكرار شكوى نجله "كريم" بأنه يعانى من الآلام شديدة بالبطن، وتوجه به إلى أحد الأطباء الذى طلب منه عمل أشعات وتحاليل لنجله، وكانت الصدمة عندما قرأ الطبيب المعالج تقارير الأشعة بأنه مصاب بالسرطان ويحتاج إلى العلاج بالكيماوى، فأصيب والد الطفل بصدمة شديدة وفقد الأمل فى علاجه نظرا لأنه يعمل باليومية فى عمالة غير منتظمة، وعاد إلى منزله وحكى لصديقه رضا محيى محمد حسن "نجار مسلح" مقيم معه بشارع إبراهيم المرساوى بالمحلة الكبرى، بأنه يعانى من أزمة نفسه وضيق بسبب أزمته المالية لعجزه عن توفير المبالغ التى يشترى به العلاج الكيماوى لنجله. وشكا أشرف فاروق لصديقه الثانى عبد اللاه محمد عطية السواح 36 سنة مقاول حالة نجله، ومروره بضائقة مالية شديدة وضيق ذات اليد وعجزه عن علاج نجله، وفى ليلة الواقعة جلس مع والدته وكان مهموما وظهرت عليه علامات الحزن الشديد، وبكى وهو يحكى لوالدته حكاية نجله كريم وتكاليف العلاج، وصعد إلى شقته وأثناء ذلك ظهرت عليه علامات اليأس والضيق ولم يدر ماذا يفعل وعند الفجر توجه إليه زملاؤه فى العمل ليذهب معهم إلى أحد الأماكن استعدادا للعمل واتصلوا به أكثر من مرة ولم يرد عليهم، وأثناء ذلك استيقظت زوجته على أصوات التليفون وفوجئت بأنه غير موجود بالحجرة وقامت بإيقاظ نجلها الأكبر وبحثا عنه فى الشقة وأثناء دخولهم إلى بلكونة الشقة فوجئا به مشنوقا بحبل غسيل فى البلكونة، وقام زملاؤه وأسرته بنقله لمركز القلب بالمحلة على أمل أن يكون مصابا بصدمة أو فى حالة غيبوبة ويمكن إنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة. النيابة تقرر تشريح الجثة وانتقل العقيد محمد عمارة، رئيس فرع البحث الجنائى بالمحلة وسمنود، والرائد حسن أبو المجد رئيس مباحث قسم أول المحلة، لمكان الواقعة، كما انتقل محمد عبد السلام وكيل نيابة أول المحلة، بإشراف أحمد أبو النجا مدير نيابة أول المحلة، لمعاينة الجثة، وقررت النيابة ندب الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفنها وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة. والتقت "اليوم السابع" بشقيق المتوفى ويدعى محمد فاروق خليل، 36 سنة، ويعمل نجار موبيليا، وقال والحزن يملأ قلبه والدموع فى عينيه، أن شقيقه يعيش حياة صعبة للغاية وبيشتغل يوم ويقعد عشرة، وابنه الكبير خاطب وبيشتغل على توك توك علشان يقدر يتجوز وابنه "كريم" خرّجه من المدرسة علشان مش قادر يصرف عليه، وكان دائم الشكوى فى الفترة الأخيرة بسبب مرض ابنه بالسرطان، ونحن أسرة على قد حالنا وكان والدنا بيساعده مرة يديله عشرة جنيه ومرة 20 جنيها نظرا لضيق ذات اليد وقبل وفاته ذهب لوالدته واشتكى لها من سوء ظروفه المعيشية. وأضاف، اتصلت بى والدتى وقالت لى "أخوك مشيلنا الهم علشان ظروف ابنه اللى طلعه من المدرسة عشان مش قادر يصرف عليه بالرغم من عمل زوجته فى مصنع نسيج وبتحاول تساعد معاه". شقيق الضحية: لم نصدق ما حدث له واستكمل شقيقه أن زوجة أخيه قالت له إن أحد المقاولين أعطاه 50 جنيها ليلاً، وقال له اعمل حسابك هتنزل الشغل الصبح، واتصلوا به الصبح أكتر من مرة وهى فوجئت بكثرة رنين التليفون فاستيقظت وراحت توقظ ابنها "إبراهيم" وقالت له قوم شوف أبوك فين عشان الناس بتتصل عليه علشان ينزل الشغل، وفوجئوا بيه مشنوقا بحبل غسيل فى البلكونة، وتوجهت وأشقائى إلى منزله ولم نصدق ما حدث له. وأمرت النيابة بالتحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى المشناوى العام لتشريحها لبيان عما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه. وطالب شقيق المتوفى بتدخل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، والدكتور عادل العدوى وزير الصحة، بإنقاذ نجل شقيقه وعلاجه على نفقة الدولة نظرا لسوء حالتهم المعيشية.