يقام حاليا بجاليرى تاون هاوس بوسط البلد معرض (أكل عيش) للفنانة نادين همام ويستمر حتى 28 مايو 2008 وتستخدم نادين فيه النساء اللاتى يصنفن وفقًاً لما يقمن به من مهن، مثل عاملات الشوارع وسيدات الأعمال وربات البيوت، ثم تحطم قالب التصنيف من خلال الصور الزيتية، لتحررهن من إطار المعلومات المكانية، والقيود الاجتماعية والتحديدات الأخلاقية. واختارت الفنانة مقدمة منطقية تقليدية نموذجاً لها، تشير إلى الآتى "تتمثل الميول الجنسية والانجذاب إلى الآخر فى سعى الأنثى إلى تحقيق الأمن، وسعى الذكر وراء الجمال" فتدفع الرغبة النساء لتأمين أفضل حياة ممكنة لهن ولأطفالهن. وهكذا، تقدم الفنانة النساء باعتبارهن أشياءً جمالية، حيث لا يبدو المشاهد مدركًا لتجرد أجسامهن، إلا أنه لا يظل مستمتعًا باسترقاق النظر، فينخرط فى عملية رسم الخطوط التى تنبض بالحياة وتتحكم فى بناء العمل. ولا تحمل هذه الأعمال أى أسماء، غير أنها ليست بلا عنوان. وتشير أرقام المناطق إلى المكان الذى تأتى منه الشخصية، كما ترسم الخرائط الدالة على موطنها الأصلى أطيافاً داخل جسدها. وتمثل قطع الماس الزواروفسكى فيضاً من الثروة والأمان، فى صورة الذكر المرصعة بقطع الماس المحددة والمحفورة فى تكتلات، يراها الناظر من أعلى الأثير فى شكل تجمعات سكنية، فى حين أن المرة الوحيدة التى تبدو فيها المرأة مجردة جسدياً من الأقنعة، عندما تحمل عيناها قطعاً من الماس الزواروفسكى التى تشير إلى ومضة انفعال ممكنة. وتستحوذ نادين من خلال معرضها "أكل عيش" على اهتمام المشاهد، للنظر فى معنى أن يكون المرء متجرداً تماماً، وكاشفاً لمواطن ضعفه، ومتحرراً من الصراع الثقافى بين الحداثة والتقليد، والغنى والفقر، والسياسة والدين، وأن يتساءل عن دور الميول الجنسية وعلاقتها ب"العيش".