جنبت الحكومة الأحزاب حرج توجيه الشكر لها على العلاوة التى أقرها رئيس الجمهورية منذ أيام، فقبل صرف العلاوة وقبل إحساس أى فرد بالفرحة بها رفعت الحكومة الأسعار لتعبر عن امتنانها للشعب عن عدم استجابته لإضراب 4 مايو وتنهى السجال على الأسعار بين الشعب والحكومة بكلمة النهاية المعتادة " يا فرحة ما تمت ". عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع قال إن الارتفاع المفاجئ الذى حدث اليوم فى الأسعار يخالف التصور الذى تم وضعه لتوفير مصادر تمويل للزيادة فى العلاوة الاجتماعية، حيث كان من المقرر أن يتم توفير الزيادة لها من القادرين وأصحاب الفيلات ومن المدارس والجامعات الخاصة التى تمتعت بإعفاء من الضرائب، ووصف هذا بأنه منافى للعدالة الاجتماعية، واتهم أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب ومجموعة الأغنياء فى الحزب الوطنى بأنهم منعوا تنفيذ التصور الذى كان مطروحا. وقال إن زيادة الأسعار بهذا الشكل تعنى أن علاوة الرئيس أصبحت مجرد شئ شكلى. وربط عبد الغفار بين ميعاد ارتفاع الأسعار ودعوى إضراب 4 مايو أمس حيث، قال إنه كان من المقر أن يحتفل الرئيس مبارك بعيد العمال يوم 5 مايو إلا أن الدعوة إلى الإضراب جعلت الحكومة تعجل بميعاد الاحتفال للإعلان عن زيادة العلاوة لاحتواء غضب المواطنين ولما فات يوم 4 مايو والدعوة إلى الإضراب لم تجد استجابة قامت الحكومة برفع الأسعار. أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، وصف ما حدث من زيادة فى الأسعار "بالكارثة" خاصة أن ما قامت الحكومة برفع سعره هى المنتجات البترولية ومصادر الطاقة من بنزين وسولار، وقال إن زيادة أسعارها ستنعكس على باقى السلع، و إن الحكومة بذلك أضرت المواطنين برفع الأسعار وإن المستفيد هم التجار الكبار ورجال الأعمال الذين ستمتلئ جيوبهم بأموال المواطنين الغلابة. وقال إن علاوة الرئيس "ضحك على الدقون" لأن الحكومة فرضت علاوة من هنا وبعدها بأربعة أيام الأسعار ارتفعت بشكل مخيف، وقال إن الحكومة قراراتها متناقضة وغير قادرة على فهم ما تعمله و إن هناك جماعات مصالح تتحكم فى كل شئ فى مصر وهى المسئولة عن رفع الأسعار. ورفض الربط بين ميعاد دعوى إضراب 4 مايو وارتفاع الأسعار اليوم، وقال إن الحكومة كانت تتمنى أن ترفع الأسعار فى نفس يوم زيادة العلاوة لكنها انتظرت الميعاد المناسب. وأكد أن المكتب السياسى للحزب فى اجتماعه يوم الأربعاء القادم سيناقش موضوع ارتفاع الأسعار وسيرتب لاتخاذ إجراءات ضده. مارجريت عاذر، الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية، قالت إن الحكومة بزيادتها الأسعار اليوم "كشفت عن وجهها القبيح" وإنها كانت تهدف من وراء زيادة العلاوة الاجتماعية إلى إحباط إضراب 4 مايو وبعد ذلك يعلنون عن الزيادات فى الأسعار، وأكدت أن الحكومة تسببت فى إصابة الناس بحالة من الإحباط، وقالت إن الحكومة تعرض نفسها للخطر بقرار زيادة الأسعار لأن علاوة ال 30% كانت مسكنة للضغط الشعبى عليها. وحذرت مارجريت من أن الفترة القادمة لو زاد الضغط على الناس سيحدث انفجار شعبى ضد النظام لأن "الحياة صعبة والمواطن المصرى تحمل الكثير لكنه لن يسكت إلى الأبد". وأكدت على أن الخطوة التى قرر الحزب اتخاذها ضد زيادة الأسعار اليوم هى إصدار بيان للتنديد بزيادة الأسعار بالإضافة إلى مناشدة الحكومة أن تخفف الضغوط على المواطنين. رغم أن الأحزاب "يدها مكبلة وكل الذى تستطيع القيام به هو تقديم البيانات والاقتراحات للحكومة التى لا تنفذها". سامح مكرم عبيد، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد ومساعد سكرتير عام الحزب، لم يكن متأكدا من ارتفاع الأسعار، حيث قال "نحن لا نريد أن نسبق الأحداث وعلينا أن نرى ما سيصدره البرلمان من قرارات ولكن إذا ارتفعت الأسعار فعلا، وطالت هذه الزيادة الطبقات الكادحة من الشعب المصرى فهو قرار غير سليم أما إذا تم تطبيقه على الطبقات العليا والأغنياء فيمكن أن يكون له فائدة على المستوى الاجتماعى لمواجهة الغلاء". موضوعات متعلقة ◄نظيف: زيادة الأسعار تأخد من الغنى وتعطى الفقير ◄جمهور اليوم السابع توقع رفع الأسعار ◄ارتباك الأسواق بعد مناقشات رفع الأسعار ◄"الشعب" يقر رفع الأسعار بعد 7 ساعات مناقشات ◄اجتماع عاجل للحكومة ونظيف يدافع عن الزيادات ◄اقتصاديون: علاوة ال 30 % غطاء لزيادة الأسعار ◄برلمانيون: الحكومة خدعت الشعب ورفعت الأسعار