تتمرد النجمة غادة عبد الرازق، على الأشكال التقليدية فى الدراما المصرية، إذ فاجأت جمهورها هذا العام باختيارها نصًا غير تقليدى يعتمد على الغموض والإثارة وينقب فى قاع المجتمع، لتؤكد غادة من خلاله نضوجها الفنى وموهبتها التى لا تقف عند سقف معين ولا تتقيد بشخصية واحدة بل تمتد تلك الموهبة إلى ما أبعد من ذلك. ومع عرض الحلقات الأولى من مسلسل "الكابوس" نجحت غادة فى استقطاب شرائح عمرية متعددة تلهث لمتابعة العمل الذى يدور فى إطار من التشويق والغموض والإثارة، حول امرأة تدعى "مشيرة" تجسدها غادة تبحث عن قاتل ابنها يجسده كريم قاسم، وتمر بمنعطفات كثيرة فى حياتها إذ تتحول من صاحبة مقلب زبالة إلى سيدة أعمال تمتلك مصنعًا كبيرًا، فالشخصية تحمل كم كبير من الانفعالات المكتومة وتعتمد أيضًا على تعبيرات الوجه لذا تخلت غادة عن أناقتها وظهرت فى أغلب المشاهد بدون مكياج تارة، ومحجبة ترتدى الرداء الأسود، وأخرى بشعرها وهى ترتدى أجمل الفساتين وفى كلتا الحالتين أجادت غادة فى تعبيراتها وانفعالاتها. اختيار غادة لسيناريو "الكابوس" يؤكد أنها لا تهتم بأرقام الشباك بلغة أهل السينما، بقدر أهمية العمل الذى تقدمه، فالمسلسل يتسم بالجدية فى الأحداث إضافة لبنائه الدرامى الصعب، وأثبتت غادة من خلاله أنها تنتمى لمدرسة التمثيل الواقعية والمركبة التى تستطيع إجادة فن أداء الممثل، إذ قدمت كل مشهد بتناغم شديد وبتعبيرات حقيقية بدون "فزلكة" (راجع مشاهد بكاؤها وحزنها وفرحها ولحظات صمتها وتفكيرها)، مشاهد كثيرة تؤكد أداء غادة الذى يندرج تحت مسمى "السهل الممتنع"، وبحق تمتلك قماشة واسعة تجعلها تؤدى أى شخصية تنسب لها. غادة أصبحت (طبق دائم) على مائدة رمضان، وربما تكون النجمة الوحيدة التى لمع نجمها دون عن نجمات جيلها اللاتى ظهرن معها فى مسلسل "الحاج متولى" وكان بعضهن أكثر نجومية من غادة فى ذلك الوقت، لكنها أثقلت موهبتها (واشتغلت على نفسها)، وظهرت على الساحة بعمل ناجح كل عام، بل وصل أجرها لرقم يضاهى نجوم من سبقوها فى التمثيل، حققت غادة هذا النجاح فى ظل اختفاء الأخريات اللاتى ظن أنهن ينافسنها. مسلسل "الكابوس" يؤكد الجهد الذى بذلته غادة خصوصًا وأن به الكثير من مشاهد الفلاش باك وهو ما يعد صعبًا على النجم أو النجمة، لكن غادة بموهبتها أجادت تقديمها وكأنها مشاهد حية يشعر المشاهد من أنه يتم تنفيذها أمامه، ويحسب لغادة اختيارها فريق العمل من تصوير وديكور وماكياج وإضاءة وإخراج، فجميعهم كانوا على قدر المسئولية.