المسرح من الفنون القيمة للغاية لاحتوائه على الكثير من المعانى ولتفعيله لمعنى التقييم الفورى والصحيح لأداء الفنان، ولذلك سموه أبو الفنون فالتحام المسرحى مع الجمهور مهما كانت نوع القصة التى يلعبها على المسرح سواء دراما أو فلسفة أو كوميديا سيجد الجواب والتقييم لحظيا، والفنان حساس سواء كان مسرحيا أو شاعرا غنائيا أو قصاصا وروائيا، فالمقابل المعنوى سيصل بسرعة البرق لكل هؤلاء كل على حسب عمله. وبالفعل يكون الجواب صريحاً وصحيحاً لأنه يكون مبنياً على كل ما تم تقديمه، وهى بالفعل مشكلة تعرض لها كثير من الفنانين الذين يقفون على خشبة المسرح ليلعبوا إحدى الروايات الكوميدية فى أحد المقولات أو المشاهد المنتظر لها الضحك الجامح من الجمهور ثم يأتى الرد مخيباً للأمال فلا يضحك أحد، لا سيما عدد قليل من الجمهور وهو ما يؤرق العديد من الفنانين من تلك الفئة (أصحاب الخوذات الحربية) كما يطلقون عليهم الذين لا يضحكون فى أقوى الكلمات أو (الإفيهات) ولكن فى النهاية يجد الممثل التقييم المناسب لعمله من التصفيق والترحيب به فى نهاية العمل أو انصراف الجمهور قبل نهاية العمل ... كل تلك المعانى سردتها من قراءتى للمسرح القديم ولكن الآن لا أجد المسرح بالمعنى المفهوم فلا يزيد الوضع على عدة فرق يساندها بعض الفنانين أو المخرجين القدامى المؤمنين بالفن المسرحى ودوره الحيوى فى نهضة المجتمع المصرى إلى الأفضل، ولكن عدد المسرحيات الآن أصبح غير مناسب ولا أعلم السبب.. هل لانتشار الفضائيات أم عدم وجود نص مسرحى جيد يستحق المشاهدة ولكننا لا نريد أن تظل خشبة المسرح الساكنة على ذا الحال ونتمنى أن نرى المسرح كما كان فى السابق وأفضل، ونجد أنفسنا نرى عددا كبيرا من المسرحيات فى التليفزيون يوازى عددا أو يفوق أعداد الأفلام المصرية بدلا ً من تلك المسرحيات المصرية التى نكررها كأننا أصبحنا بلا إبداع يحرك تلك الخشبة الساكنة.