بالرغم من أن الجمهور لا يعرفه إلا كمذيع تليفزيوني فقط إلا أن أحمد مختار لديه وجه آخر لا يعلمه سوي المقربين منه والمتابعين للحركة المسرحية فهو مدرب تمثيل ومخرج وممثل مسرحي، حيث يشارك هذا العام بعملين ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وهما مسرحية "كوميديا ماكبث" من إخراجه كما يلعب بطولة عرض "الجبل" للمخرج عادل حسان وعن هذين العملين والوجه الآخر الذي لا يعلمه الجمهور تحدث مختار في هذا الحوار حيث قال: كنت قد اعتزلت الإخراج المسرحي منذ عشر سنوات بسبب الأزمة التي يواجهها المسرح بشكل عام سواء أزمة الممثلين ومدي إلتزامهم وصعوبة التعامل معهم أو أزمة المسارح وتجهيزاتها الفنية كما أن الأعمال المسرحية المؤلفة سواء مصرية أو أجنبية لم تكن علي المستوي المطلوب لذلك لم أستطع تحمل هذه الظروف وركزت في إخراج الدوبلاج والفيديو فقط طوال الفترة الماضية حيث قدمت العام قبل الماضي مسلسل "ظاظا وجرجير في رحلة المسقبل الخطير" ، كما كان آخر عرض مسرحي قدمته كان هو "الأسطبل" في مسرح الطليعة تأليف عزة شلبي وكان العرض نتاج ورشة أيضا بالمسرح منذ عشر سنوات. * إذن ما الذي دعاك للعودة للإخراج المسرحي من جديد؟ - اقترح علي المخرج المسرحي ومدير مسرح الغد ناصر عبد المنعم أن أقوم بعمل ورشة لتدريب الممثلين بمسرح الغد ولكن الإتفاق كان يقتصر علي التدريب فقط دون عمل عرض كنتاج لهذه الورشة ولكن بعد انتهاء فترة التدريب وجدت أنه لابد أن أقدم عرضًا مسرحيا مع هؤلاء الفنانين الموهوبين خاصة أن حنيني للمسرح كان قد عاد معهم وبالفعل فكرنا في تقديم عرض موسيقي كبير لكننا وجدنا أنه يحتاج إلي ميزانية ضخمة لذلك قررنا تقديم عرض أقل يواكب إمكانيات المسرح حاليا وكان "كوميديا ماكبث". * أليس غريبا أن تنشغل بعرضي كوميديا ماكبث والجبل في نفس الوقت إلي جانب عملك بالتليفزيون ؟ - بصراحة تجربة عرضين في نفس الوقت كانت غلطة لن أكررها لأنني في البداية تصورت أنني انتهيت من إخراج مسرحية "كوميديا ماكبث" لكن الميزانية تأخرت كثيرا مما أدي إلي إنشغالي بالعرضين في نفس الوقت وهذا مرهق للغاية لكن الفنان عادة ما يكون أنانيا ويحب أن يقوم بكل شيء في نفس الوقت خاصة عندما يجد الفرصة متاحة لتحقيق ذلك، لأن تجربة التمثيل في مسرحية "الجبل" أعتبرها تجربة مهمة فكان من الصعب التخلي عنها. * رغم حبك للفن إلا أنك ركزت علي تقديم البرامج فقط لماذا؟ - عملت في بداياتي كممثل بعد تدريبي علي يد الدكتورنبيل منيب ثم التحقت بمعهد فنون مسرحية لمدة عامين وتركته لأنني رأيت ان مدي استفادتي من الورش أكبر من المعهد بعدها دخلت نقابة الممثلين وتم تعييني كممثل واخصائي مسرح في مسرح السامر وبالصدفة البحتة قرأت إعلانًا طلب مذيعين بالتليفزيون فذهبت وخضعت للإختبار وبعد ستة أشهر جاءت النتيجة لي بالنجاح بدون وساطة رغم أنه لم تكن لدي اي فكرة عن الإذاعة التليفزيونية لكن وجدت نفسي أقدم برنامج "أماني وأغاني" وحقق البرنامج نجاحًا كبيرًا وأصبحت له قاعدة جماهيرية كبيرة وأصبحت أعمل لمدة ثماني عشرة ساعة يوميا . * ألم تفكر في ترك عملك بالتليفزيون لتحقق حلمك علي مستوي الفن؟ - الحقيقة لم تقلقني لحظة فكرة التنقل من مجال لآخر في نفس الوقت لذلك لم افكر في ترك التليفزيون علي الإطلاق ورأيي أن الفنان يقدم رسالة وهذه الرسالة أستطيع أن أقدمها بأي وسيلة سواء في التمثيل أو الإخراج أومن خلال عملي كمذيع بالتليفزيون لأن هدفي في النهاية يصب في منطقة واحدة. * في الوقت الذي نشطت فيه فنيا نراك حاليا تقدم برنامجًا عن المسرح بعنوان ساعة مسرح، ما قصة هذا البرنامج؟ - منذ فترة طلب وزير الإعلام أنس الفقي من رئيسة القناة الأولي عزة شلبي ضرورة تقديم برنامج عن المسرح وفوجئت بها تعرض علي فكرة البرنامج لأن لدي خبرة بالعمل المسرحي فبدأت في مرحلة الإعداد وعرفت من رئيس تحرير البرنامج عادل حسان أننا في مصر ننتج خلال العام ما لا يقل عن 3000 عرض مسرحي لا يعلم عنها الجمهور شيئا فقررنا أن ندرس الأخطاء التي وقعت بها برامج المسرح الماضية حتي لا نكررها وفكرنا أن نقدم برنامج مسرح جذابًا للجمهور. * هل تري البرنامج نجح جماهيريا؟ - الحقيقة حدثت أشياء لم أتوقعها ففي أول أسبوع تلقينا ثلاثين تعليقًا علي البرنامج وهذا لم يكن متوقعا لأن توقيت عرض البرنامج في الثانية صباحا فمن الصعب متابعته حتي أننا نسعي حاليا لتغييره وهناك وعود بذلك لكن الجمهور يشاهد البرنامج وتلقينا خطابات من أشخاص مهتمين بالمسرح وهناك تعليقات عديدة علي البرنامج علي موقعه بالفيس بوك. * بعيدا عن البرنامج ماذا عن عرضي التجريبي "كوميديا ماكبث" و"الجبل"؟ "كوميديا ماكبث" هو العرض الذي إخترناه ليكون نتاج ورشة التمثيل بمسرح الغد وكنت مترددًا في البداية أن أقدم نصًا لشكسبير لكنني وجدت أن يوجين يونسكو كتب أيضا "ماكبث" فقرأت العملين جيدا وفكرت في عمل دمج بينهما خاصة أن يونسكو لم يقدم بنصه ليدي ماكبث والحقيقة بعد جلسة إعداد مطولة علي النصين قررت أن أقدمه باللغة العامية حتي نساعد في توصيل الأدب العالمي بشكل جيد للجمهور، أما مسرحية الجبل فهي عمل مهم وممتع لأن حاتم حافظ قام بعمل إعداد لها عن رواية "ليلة القدر" للظاهر بن جالون وهي مسرحية صوفية في المقام الأول أقدم فيها شخصية قنصل ضرير تحبه أخته لدرجة العبادة حتي يشعر بقيد من حبها له وفي المقابل تظهر شخصية أخري لفتاة يفرض عليها والدها طوال حياتها أن تكون ذكر وتتعامل مع الحياة علي أنها ذكر وليست أنثي ثم يتوفي الأب وتذهب لأخت القنصل لتخدم بمنزله ويقع في حبها وتتحول العلاقة بينهما إلي مدي بعيد لدرجة أنهما يعتبر حبهما خلاصًا من واقعهما الضرير الذي يعيشنه. * أيهما تتمني أن يشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان التجريبي ،"الجبل" أم "كوميديا ماكبث"؟ - المخرج دائما لا يمكن أن يتخلي عن أعماله فدفاعي الداخلي يقول لي أنني أتمني مشاركة "كوميديا ماكبث" ليس لأن "الجبل" أقل ولكن المخرج دائما يكون متحيزا لعرضه.