إندبندنت: صيام رمضان يثير الجدل فى بريطانيا أوروبا.. طول ساعات النهار يجعل البعض يصوم على توقيت مكة المكرمة.. مسلمو بلدة سويدية فى مأزق مع عدم غروب الشمس عنها حتى أغسطس

قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إنه مع اقتراب شهر رمضان المعظم، واستعداد المسلمين فى بريطانيا لصيام ساعات النهار على مدار شهر، اشتعل النقاش الدائم مجددا حول تغيير أوقات صيام رمضان فى المناطق الشمالية.
اتباع توقيت مكة
وقال دكتور أسامة حسن، الباحث الإسلامى الذى ينتمى لجماعة كويليام لمكافحة التطرف، إنه من الأصوب للمسلمين فى بريطانيا أن يتبعوا توقيتات مكة، حيث تستمر ساعات النهار لفترات أطول بكثير فى أقصى الشمال فى بريطانيا مقارنة بالشرق الأوسط. ففى مكة، تتراوح عدد ساعات النهار فى رمضان عادة ما بين 12 إلى 13 ساعة، وفى الجزء الجنوبى من بريطانيا، يستمر عادة ما حوالى 16 ساعة أو أكثر.
الشمس لا تغرب فى السويد
ويقول د. حسن إن الشريعة الإسلامية تتعلق بالتوازن، وتخفيض ساعات الصيام لكى تكون أكثر معقولية وأكثر عقلانية. إلا أن الأمور تزداد سوءا فى الشمال، حيث يستمر ضوء النهار لحوالى 18 ساعة خلال شهر رمضان. وفى بعض دول أقصى شمال أوروبا مثل السويد، تغرب الشمس لساعات قليلة فى اليوم. بل أنه فى قرية كيرونا بشمال السويد، لم تغرب الشمس هذا الشهر، ولن تغرب قبل أغسطس. وهو ما يجعل المسلمون فى السويد فى موقف صعب، لأن الصيام دون إفطار قد يقتلهم فى غضون أيام.
وتشير الصحيفة إلى عدم وجود معيار متفق عليه، فبعض المسلمين يختارون الصيام بتوقيت مكة، بينما يختار آخرون الصيام بتوقيتات بلدانهم.
وقال محمد خاراكى، المتحدث باسم الرابطة الإسلامية فى السويد إن المنظمة أصدرت إرشادات تقول إن المسلمين ينبغى أن يصوموا بين أخر وقت شوهدت فيه الشمس بوضوح وهى تشرق وتغرب، وهو ما يمكن أن يصل إلى 19 ساعة. لكنه حذر أيضا من الالتزام المتشدد بساعات النهار.
وخلصت الإندبندنت فى النهاية إلى القول إنه على الرغم من طول الساعات التى سيصومها مسلمو بريطانيا فى رمضان هذا العام، فإن الغالبية العظمى أصروا على أنهم سيصومونه بغض النظر عن مدى صعوبته.
من جانبها، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه بسبب ساعات النهار الطويلة فى الوقت الحالى، ومع حلول شهر رمضان فى 18 يونيو، أى قبل ثلاثة أيام من أطول يوم فى العام "21 يونيو"، فإن المسلمين الذين يعيشون فى دول شمال أوروبا ومنها الدانمارك وأيسلندا وفنلندا والنرويج والسويد قد طلبوا بعض التوجيه الدينى والتوضيح بشأن متى ينبغى عليهم الإفطار فى المساء ومواصلة الصيام فى الصباح.
وقال محمد خاراكى، المتحدث باسم الرابطة الإسلامية فى السويد: "نواجه سؤالين صعبين، ليس فقط متى يمكن الإفطار فى مناطق الشمال، لكن أيضا متى ينبغى بدء الصيام". وأضاف: "يفترض أن نبدأ الصيام قبل شروق الشمس فى الفجر، لكن لا يوجد فجر فى أشهر الصيف فى استكهولم".
وتقول نيوزويك إنه فى السنوات السابقة عندما كان رمضان يحل فى أشهر تطول فيها ساعات النهار، نُصح المسلمون الذين يعيشون فى المناطق الشمالية بأوروبا بأن يصوموا ويفطروا على نفس توقيت الجنوب. لكن خلال اجتماع بين الأئمة المسلمين والأوروبيين هذا الأسبوع، كانت هناك دعوات لتوصيات جديدة.
وأشار خاراكى إلى أن المجلس الأوروبى للفتوى والبحوث يقوم حاليا بالانتهاء من وضع إرشادات جديدة قبل 18 يونيو. ويقول إن تلك القواعد الجديدة تشير إلى ضرورة أن ينهى المسلمون صيامهم فى آخر مرة ظهرت وغربت فيه الشمس بوضوح. .وقد تنطوى تلك لقواعد على الإفطار فى وقت مبكر من المساء، كما يفعل باقى العالم.
ومن المتوقع أن تُتبع تلك الإرشادات فى دول شمال أوروبا. كما يقدم المجلس توصيات أيضا حول ظروف تسمح للمسلمين بالإطار مثل الإرهاق الشديد أو لو كان شخص ما يعانى من الجفاف.
وذكرت نيوزويك أن حوالى 80 ألف مسلم من الشرق الأوسط وأفريقيا طلبوا اللجوء فى عام 2014 فى السويد، مما يعنى أن عدد المسلمين فى البلاد قد زاد بسرعة العام الماضى. بينما يعيش فى أيسلندا 1200 مسلم فقط، وهو العدد الأقل بين دول الشمال الأوروبى.
موضوعات متعلقة..
- لمريض الصرع.. إزاى تستعد من الآن لصيام رمضان؟