يحتفل أهالى مدينة القصير، أقدم مدن محافظة البحر الأحمر، بيوم النصف من شعبان أو ما يطلقون عليه "عيد النصف" بطريقتهم الخاصة، حيث تشارك المدينة أجمعها، فى احتفال تطوف فيه الجمال المحملة بالمحامل "الهودج" إلى مقامات الأولياء فى المدينة، وبمشاركة أيضاً المزمار البلدى، ويشترط أن تكون ألوان الهوادج زاهية وظاهرة، وذلك تخليداً لمرور كسوة الكعبة إلى الحرم عن طريق ميناءهم البحرى. أقام اليوم الثلاثاء، أهالى المدينة احتفالهم بعيد النصف، بمناسبة يوم النصف من شعبان، شارك فيه الجمال بمحاملها "هودج" ذات الألوان الذاهية وطافت شوارع المدينة وبصحبتها المزمار البلدى والأطفال الصغار والكبار. ويقول وصفى تمير من أهالى مدينة القصير، والمتخصص فى تراث المدينة، إن أهالى مدينة القصير، يحتفلون بليلة النصف من شعبان أو "عيد النصف" بطريقة لها مدلول خاص عندهم، حيث ترجع فكرة ذلك الاحتفال إلى أعوام قديمة، عندما كانت مصر ترسل إلى بلاد الحرمين كسوة الكعبة المشرفة عن طريق ميناء مدينة القصير الذى كان يسلكه الحجاج لأداء فريضة الحج . وأضاف تمير ل"اليوم السابع"، أنه منذ فترة الحروب الصليبية وقطع طريق التجارة عبر الطريق البرى لدول الشام والتى كانت تمر فيه قوافل الحج إلى بيت الله الحرام، حولت الطريق إلى ميناء عيذاب، بالقرب من مدينتى أبو رماد والشلاتين، ثم خلافات العثمانيين مع قبائل البجا، تحول طريق قوافل الحجاج إلى مدينة القصير، حيث كانت تسلك طريقها فى نهر النيل وصولاً إلى مركز قفط وتبدأ القوافل إلى مدينة القصير ومن ميناء المدينة إلى بلاد الحرمين . وأوضح أن مدينة القصير كانت ترسل عن طريق ميناءها كسوة الحرم، وكانت تمر من خلالها قوافل الحجاج، وكانت تشهد رواجاً تجارياً غير طبيعى. وأوضح أبن مدينة القصير، أنه كان يمر على المدينة الكثير من أولياء الله الصالحين، وكان هوادج الجمال تمر بالمدينة، بكثرة، تقل الحجاج، إلى الميناء، وتعود، فعندما اشتدت الخلافات بين العثمانيين والبجا وتوسعت حتى طالت مدينة القصير، توقف طريق الحجاج واشتد حزن أهل المدينة، بعد قطع عودة الحجاج عن مدينتهم، ومنع مرور كسوة الكعبة من خلال المدينة، فمنذ تلك السنين ويحتفل أهالى المدينة بالهودج والمحمل فى كل مناسبة إسلامية، منها ليلة النصف من شعبان، لاسباب عدة تبركاً بمرور كسوة الكعبة من مدينتهم، وتبركًا بأولياء الله الصالحين، الذين كانوا يمرون لأداء الحج، ومنهم من لهم مقابر فى المدينة ومدن جنوبالبحر الأحمر. وينظم تلك الاحتفالات، نقباء مقامات أولياء الله الصالحين بالمدينة، والمتواجد منهم حتى الآن عبد السلام البجاوى، وكان من أشهرهم الشيخ صديق، أبو ريالات، حيث لا توجد تكلفة فى تنظيم الحفل سوى ل المزمار البلدى، ويقوم بدفع تكلفتها المنظمون للحفل. وتخرج الجمال تحمل "هوادج" توابيت من الألوان الزاهية تجهز وتخاط خصيصاً للمناسبة ويبدأ الموكب من أمام ساحة سيدى عبد الغفار اليمنى وسط فرحة وبهجة أطفال وشباب وشيوخ القصير.