سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمانى الوشاحى ممثلة "أمازيغ مصر": نرفض استمرار "العربية" فى اسم مصر وليبيا.. تأسيس دولة قومية للأمازيغ فكرة غير مطروحة حتى الآن ولا تتعدى تعليقات الشباب على "فيس بوك"
تنتشر مجموعات السكان الأمازيغ فى المنطقة الممتدة من واحة سيوة شرقاً إلى المحيط الأطلسى غرباً وهم يؤكدون أنهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، وتعد أكثر المناطق لتواجدهم فى المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، وتقول أمانى الوشاحى، مستشارة رئيس منظمة الكونجرس العالمى الأمازيغى لملف أمازيغ مصر والتى توصف ب«أم الأمازيغ المصريين»: «نحن مُعترف بنا دولياً كشعب أصلى، ولنا مقعد دائم بمنظمة الأممالمتحدة للشعوب الأصلية، ولأننا متواجدون فى عدة دول، دون أن يكون لنا دولة قومية تجمعنا، لهذا فنحن رسمياً شعب ليس له دولة تمثله». وتشير الوشاحى، فى تصريحات ل«اليوم السابع» إلى أن العلاقة بين أمازيغ مصر وأمازيغ شمال أفريقيا والمهجر لها مستويان، مستوى شعبى وآخر رسمى، والتواصل على المستوى الشعبى ينحصر فقط فى العلاقات الاجتماعية، مثلا تكوين صداقات من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وأحيانا تحدث حالات زواج، أما على المستوى الرسمى فالتواصل يأخذ بعدا أكبر، مؤكدة أن فكرة تأسيس دولة قومية للأمازيغ غير مطروحة حتى الآن «وإن كنا سنجد بالتأكيد بعض الشباب المتحمس يطرح هذه الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، إلا أن كل منهم يعبر عن رأيه الشخصى»، مضيفة أنه بالفعل توجد حاليا دولة أمازيغية، حيث أعلن إقليم «أزواد» الأمازيغى الانفصال عن جمهورية مالى، وتأسيس دولة مستقلة، وقد اعترفت بها الأممالمتحدة، ومنحتها وضعية «دولة وليدة»، ويحكمها حاليا مجلس انتقالى، برئاسة بلال أغ الشريف، وافتتحت أول سفارة لها بالعاصمة الهولندية «أمستردام» أوائل العام الحالى، وتابعت: على الرغم من سعادتنا وتأييدنا لهذه الدولة، إلا أن أحدا من الشعب الأمازيغى لم يفكر فى الهجرة إليها حتى الآن. وترى ممثلة أمازيغ مصر أن النظام الحاكم بعد 30 يونيو فى مصر كان أكثر الأنظمة تفهما لوضعية التعددية الثقافية فى مصر، حيث عقدت للأمازيغ جلسة استماع بلجنة الخمسين لتعديل الدستور، فضلا عن ترسيم «التعددية الثقافية» بالدستور، واحتفال التليفزيون الرسمى للدولة بعيد رأس السنة الأمازيغية هذا العام، لأول مرة فى تاريخه، إضافة لقرار وزير التعليم بإلغاء تدريس قصة «عقبة بن نافع»، وقالت: أنا أتواصل مع مؤسسات الدولة بشكل رسمى، باعتبارى ممثلة أمازيغ مصر من قبل منظمة الكونجريس العالمى الأمازيغى، ولأن المجتمع الدولى يعترف بالمنظمة، وعدد كبير من الحكومات منها الحكومة المصرية، فالدولة تعترف بى رسميا كرئيس طائفة. وحول دور الكتائب الأمازيغية فى الصراع الدائر فى ليبيا، تقول الوشاحى: تأسست هذه الكتائب بالتزامن مع ثورة 17 فبراير، والتى كانت ثورة شعبية مسلحة، وهم يشاركون فى عملية «قسورة ليبيا» لدعم وصول الإخوان للحكم، على أمل الحصول على حقوقهم المسلوبة، مشيرة إلى أن برلمان الإخوان المنحل، قام منذ أيام بمنح الأمازيغ بعض الحقوق بالفعل، ليستمروا فى القتال معهم، لشعورهم برغبة الأمازيغ فى الانسحاب من الصراع المسلح، والعودة مرة أخرى إلى الحيادية، مضيفة أنه من المتوقع أن يذهب وفد من المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، فى الأيام القليلة المقبلة، إلى البنك المركزى ووزارة المالية لاستصدار قرار بإدراج اللغة الأمازيغية فى العملة الليبية، ليتم طبع الدينار الليبيى باللغتين العربية والأمازيغية، كما سيتقدمون بطعن للمحكمة الدستورية العليا ضد لجنة الستين لتشكيل الدستور، لتجاوزها المدة المحددة وعملها بدون أعضاء أمازيغ، ممكا يعنى إعادة تشكيل اللجنة مرة أخرى، بوجود أعضاء أمازيغ. وتشدد الوشاحى على أن أمازيغ مصر بشكل عام يدعمون أمازيغ ليبيا دعما معنويا فقط، مضيفة: أنا أدعمهم ثقافيا وسياسيا، وذلك بحكم منصبى الرسمى بمنظمة الكونجرس العالمى الأمازيغى، مؤكدة رفضها استمرار إطلاق اسم «العربية» على كل من «الجماهيرية الليبية «وجمهورية مصر»، وقالت: نريدها الجمهورية الليبية دولة متعددة الثقافات والقوميات والمذاهب لأن نصف الأمازيغ على المذهب الإباضى والسنى وهناك عرقيات، فهناك عرب وأمازيغ وتبو، وهناك من أصول عراقية، مضيفة: لدينا تحفظات على ذلك بشكل رسمى لأن مصر ليست كلها عربا، ومصر لم يكن اسمها «العربية». وحول رؤيتها لخطورة الوضع الحالى فى ليبيا على الأمن القومى المصرى، قالت، إن هناك أخطارا عديدة تهدد مصر، فى حال استمرار تدهور الأوضاع فى ليبيا، ولكن الخطر الأكبر يكمن فى مدينة «درنة»، باعتبارها المقر الرئيسى لتنظيم داعش فى شمال أفريقيا، خاصة مع ورود أنباء غير مؤكدة عن وجود أبوبكر البغدادى بها، وأنه هرب من بغداد منذ أسابيع قليلة، بسبب تقدم الجيش العراقى وقوات البيشمركة فى مناطق تمركز التنظيم بالعراق، لافتة إلى أن مدينة «درنة» التى تقع على ساحل البحر المتوسط، كانت وما زالت الوجه الإسلامى لليبيا، فمنها خرج الأفغان العرب الليبيون، الذين حاربوا فى أفغانستان، وعادوا مرة أخرى إلى ليبيا عام 2002، بواسطة مؤسسة القذافى الخيرية، بعد حصولهم على عفو عام من العقيد معمر القذافى، وتعد اللحى والملابس الأفغانية من أهم ملامح المدينة منذ ثمانينيات القرن الماضى وحتى الآن، وفى حال سيطرة داعش على شرق ليبيا، ستبدأ بالتأكيد فى مهاجمة الحدود الغربية لمصر، بغرض اقتحامها والسيطرة عليها، وهو ما يسمى فى أيديولوجيتهم «فتح مصر». وأكدت ممثلة أمازيغ مصر أن أمازيغ ليبيا خاصة والشعب الأمازيغى عامة، التمسوا العذر لمصر فى رد فعلها تجاه ذبح تنظيم داعش 21 قبطيا مصريا، كما أن المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا كان مشاركا فى عملية البحث عن الأقباط المختطفين، مضيفة أنه فيما يتعلق بالتدخل العسكرى فى ليبيا، فلا أعتقد أن مصر يمكنها أن تتدخل عسكريا بمفردها، ذلك لأن أعداء مصر يسعون منذ فترة لتوريطها عسكريا فى المستنقع الليبى، ضمن مخططهم لهدم وتفكيك الجيش المصرى، وربما يحدث تدخل للتحالف العسكرى العربى، بناء على دعوة رئيس الوزارء عبد الله الثنى، وفى هذه الحالة ستحدث أزمة جديدة، لأن التحالف سيستهدف ميليشيات تنظيم داعش فى الشرق، وقوات فجر ليبيا فى الغرب، ولأن بعض الفصائل العسكرية المحسوبة على أمازيغ ليبيا، يقاتلون فى صفوف قوات فجر ليبيا، بالتالى سيكونون فى مرمى نيران الجيش المصرى، وإذا حدث هذا، فإن الشعب الأمازيغى سيعتبر النظام المصرى نظاما معاديا، ومن المؤكد أنهم سيقومون بأعمال احتجاجية ضده، وربما يقومون أيضا بأعمال عدائية ضد مصالح مصر فى شمال أفريقيا، لهذا ننأى بمصر أن تضيف إلى قائمة أعدائها أعداء جددا. ودعت الوشاحى إلى تسليم ملف ليبيا إلى الاتحاد الأفريقى، لكونه لديه خبرات سابقة فى فض النزاعات الداخلية المسلحة وفرض السلم، كما أنه جهة حيادية لا يدعم أى طرف من الأطراف المتصارعة، لأنه ليس صاحب مصلحة فى شىء، معتبرة أن النظام الفيدرالى هو الأنسب للدولة الليبية.