على طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى عند الكيلو 46 من القاهرة تقع منطقة الروبيكى التابعة لمدينة بدر ضمن نطاق المنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة، وتمتد من طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى وحتى طريق القاهرةالسويس الصحراوى، فهى بعد آخر تجمعات القاهرة الجديدة وبالتحديد بين مدينة الشروق والمناطق الصناعية بالعاشر من رمضان. قبل أن تصل للمنطقة الصناعية الثالثة بالعاشر من رمضان ستتخذ يمينا من طريق القاهرةالإسماعيلية سيكون على يسارك المنطقة الصناعية، ويسارا منطقة المقابر، والمنطقة الصناعية للروبيكى التى سيتم نقل المدابغ إليها. رائحة حرق الكاوتش والمخلفات المدخل الرسمى لمقلب الروبيكى يمكنك أن ترى تلال مخلفات المصانع بالعاشر بمجرد وصولك لأول كمين مرورى بعد منطقة المقابر، وتشم رائحة الدخان المتصاعد منها بعد إشعال النيران فيها، لكن بمجرد أن تأخذ الطريق العكسى داخل الصحراء سترى حياة مختلفة أبعد ما يمكن عن وصفها بالآدمية. سترشدك حركة السيارات النصف نقل عن مئات العمال الذين ينقلون المخلفات من وإلى المنطقة عبر الممرات الضيقة غير الممهدة داخل مقلب الروبيكى، وستعرف كيف يتحول هذا المقلب لبؤرة تلوث بعيدا عن زيارات المحافظ وبالتأكيد رجال الأعمال ليبقى صبية وشباب من سن 12 إلى 40 عاما يقتاتون منها بعد أن جاءوا من صعيد مصر بحثا عن فرصة عمل فى مدينة العاشر من رمضان، لكنهم فشلوا فى الحصول عليها فهى إحدى أهم المدن الشرقاوية، رغم أنها تبعد عن الزقازيق عاصمة المحافظة بأكثر من 60 كيلو متراً، كما أنها أحد أكبر المدن الصناعية فى مصر وأقربها للقاهرة ففى عام 1977 صدر القرار الجمهورى رقم (249) بإنشائها. حكايات رجال وأطفال ينامون فى صحراء مقلب الروبيكى وسط المخلفات وسط جبال الفيبر والبلاستيك والأدوية وبودرة السراميك والكارتون وشرائط الألومنيوم سيحاول طنين الذباب المحيط بك فى كل مكان أن يحول بينك وبين دخول المنطقة، لكنك سترى خلية نحل من البشر، الكل يعمل ويفرز مخلفات المصنع ويربطها تمهيدا لبيعها بالكيلو لأحد المقاولين، فهى تأتى "ببلاش" وهم يحولونها لأموال، وإن كانت بسيطة لكنها تساعدهم على الحياة. خنادق متر فى نصف متر من الخشب والحديد تحمى العمال من حيوانات الصحراء يبدأون يومهم منذ بزوغ الفجر حتى أن تغيب الشمس، وبعد يوم عمل طويل كل ما يحتاجوه مكان للمبيت فيه، والمدينة بعيدة عنهم، فالصحراء ببراحها لا تمنحهم سوى متر فى نصف متر بشكل طولى يصنعوه من سيوخ حديدية وأحيانا خشبية ويغطوه ببعض الكارتون وبقايا السجاد المتهالك لتحميهم من العراء، لكنها فى النهاية تأخذ شكل الخندق وإن صح التعبير شكل المقبرة، ليمر الليل فقط دون أن يلدغهم عقرب أو سكان الصحراء من الحيوانات والديابة. يحرص العمال من الشباب والرجال أن تكون المسافات متقاربة فيما بين الخنادق حتى "يتونسوا ببعض" ليلا بعد انتهاء السامر على كوب شاى على الخشب وبعض بواقى الطعام التى يرسلون أحدهم لشرائها من المدينة كل ثلاثة أيام". العمال يدخرون ثمن المبيع للمخلفات ويرسلونه كل 45 يوما لأسرهم بالصعيد العمال يبيعون كل شىء بالكيلو ليحصلوا من 25 إلى 75 جنيها يوميا بنسب متفاوتة يدخرونها حتى يكون معهم 500 أو 400 جنيه يذهب كل منهم حاملا ما ادخره لأسرته أو يساهم فى جهاز بناته أو إرسالها لأمه لتساعد أخواته فى الدراسة، ومنهم من لا يزال فى المدرسة بالفيوم ينزل كل أسبوع أو اثنين لأمه ويحضر امتحان أو يزور المدرسة من خلف سورها. لا يوجد تخلص آمن من مخلفات المصانع بالمنطقة الصناعية: من داخل المنطقة الصناعية بالعاشر يقول الكيميائى أبو هاشم الهوارى، إنه لا يوجد تخلص آمن لمخلفات المصانع سواء إن كانت صلبة أو سائلة، حيث إن المدينتين لا يوجد بهما مدفن صحى رغم كونهما "مدن صناعية" مما ألزم جهاز شئون البيئة جميع المصانع والشركات بالتعاقد مع مدفن محافظة الإسكندرية ولا يتم تجديد رخصة أى مصنع أو شركة إلا بعد الاطلاع على إيصال تسديد رسوم التعاقد مع المدفن، الأمر الذى دفع الشركات والمصانع التخلص من النفايات والمخلفات بإلقائها فى أى مكان أو أماكن غير المخصصة مثل منطقة الروبيكى فهل من المعقول أن تقوم كل شركة بنقل مخلفاتها يوميا إلى الإسكندرية؟. عامل: حياتنا مهددة بالأمراض والتلوث لكن "مفيش حيلة" أما العامل محمد أحمد فيؤكد قائلا: أصبحت حياتنا مهددة بسبب هذه المنطقة التى تحتوى على مخلفات صلبة وسائلة لكن مفيش حيلة، فالمنطقة بالكامل تمثل انتهاكات صارخة للبيئة وعلى صحة الإنسان خاصة أن المنطقة تعتبر همزة الوصل بين المدينتين، كما أنها قريبة جدا من مدينة مدابغ الجلود التى يتم الانتهاء منها حاليا، وتحولت لمرتع وملاذ للخارجين على القانون يبيتون فيها . "جيفرسيد" ترصد الزيادة اليومية فى حجم المخلفات الناجمة عن المنطقة الصناعية بالعاشر فيما رصد عصام عبد المجيد المدير التنفيذى للمؤسسة الخضراء لأصدقاء البيئة والتنمية المستدامة بمدينة العاشر من رمضان "جيفرسيد" حجم زيادة المخلفات بالمنطقة قائلا: " تزداد يوميا حتى أصبحت كالتلال كما أن المنطقة تستقبل العديد من الأطفال والشباب الذين يعملون فى فرز أكوام القمامة والتى تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض، كما أنه يشتعل تلقائيا كل يوم حيث تنبعث منه روائح كريهة ودخان أسود يغطى سماء المنطقة ويلوثها واقتصر دور جهاز المدينة على إقامة نقطة إطفاء لإخماد الحرائق فقط، متسائلا: لماذا لا يتم تدوير هذه المخلفات والاستفادة منها. جيفرسيد: تقترح حلولا لأزمة المخلفات وتطالب بسرعة الحسم وطالب عبد العزيز بضرورة التعامل مع هذه القضية الخطيرة بحزم وبشدة مثلما يحدث فى الدول المتقدمة من خلال شراء ماكينات لتفتيت وفرم كل المخلفات الصلبة ومعالجتها كميائيا مع السائلة، حيث تحتوى بعض المخلفات الملقاة فى العراء من بودرة السراميك والبلاستيك وشركات الأدوية على مواد ضارة تتفاعل مع الهواء، إضافة إلى حرق إطارات السيارات المستعملة وكابلات الأسلاك القديمة فى المقلب. مشروع محافظة القاهرة لنقل المدابغ من مصر القديمة للروبيكى محلك سر على مقربة من مقلب الروبيكى تقع المنطقة الصناعية التى أعلنها محافظ القاهرة أنها ستكون المكان الجديد لنقل منطقة المدابغ من مصر القديمة بعد تطويرها وجعلها منطقة صناعية جديدة لدباغة الجلود باستثمار إيطالى بأسلوب يبقى عليها صديقة للبيئة خلال السنوات الثلاث المقبلة، لكن الوضع الحالى للمنطقة بالكامل لا يبشر بأى شىء مما أعلن عنه الدكتور جلال السعيد، حيث العمل متوقف بها، ولا يوجد لها أى طريق ممهد للوصول إليها وما انتهت منه محافظة القاهرة، لا يمثل 1% من المنطقة فهى مجرد سياج حديدى مقسم لقطع لم يدك فيها حفار مجمدة ليتم تسليمها لأصحاب المدابغ ليبدأوا فيها إنشاء مدابغهم، فالمحافظة منحتهم الأرض فى الصحراء بالقرب من المدافن والمقلب والجبل ولهم الله. بالصور.. أصول وأسرار دباغة الجلود فى مصر القديمة.. "جبرا ظريفة" صاحب أقدم مدبغة.. الإهمال وانهيار شبكات الصرف يضرب المنطقة بالرغم من احتوائها على 80% من إنتاج مصر.. والعمال بلا تأمين أو معاشات «المدابغ» قصص 100 سنة صناعة وإهمال وقرارات حكومية تسكن الأدراج.. قرار نقل مدابغ مصر القديمة عمره 22 عاماً ولم يتحرك.. والأهالى: نقلنا لمنطقة الروبيكى خطأ والدولة أنجزت 29 منشأة من أصل 1100 "دباغة الجلود" توكد توفر تمويل المرحلة الاولى من مشروع الروبيكى المنطقة الصناعية للعاشر من رمضان تحول مقلب الروبيكى لقنبلة موقوتة أحد العمال يشير إلى الحياة وسط الصحراء سعيا وراء أكل العيش img title=" المكان الذى يبيت فيه الذين يعملون فى المقلب بشكل "الخن" -اليوم السابع -5 -2015" alt=" المكان الذى يبيت فيه الذين يعملون فى المقلب بشكل "الخن" -اليوم السابع -5 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/520152483669153.jpg" المكان الذى يبيت فيه الذين يعملون فى المقلب بشكل "الخن" img title=" أحد العمال يكشف ل"ليوم السابع" كيف يحتمون من الذئاب داخل الخن -اليوم السابع -5 -2015" alt=" أحد العمال يكشف ل"ليوم السابع" كيف يحتمون من الذئاب داخل الخن -اليوم السابع -5 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/520152483669154.jpg" أحد العمال يكشف ل"ليوم السابع" كيف يحتمون من الذئاب داخل الخن داخل مقلب الروبيكى الحياة وسط القمامة والذباب كوخ خشبى تحاصره القمامة والحشرات من كل مكان أطفال الفيوم يعملون فى جمع القمامة ويعودون لبلادهم بعد 10 أيام img title=" أطفال الفيوم يروون ل"ليوم السابع" قصصهم مع القمامة والذئاب -اليوم السابع -5 -2015" alt=" أطفال الفيوم يروون ل"ليوم السابع" قصصهم مع القمامة والذئاب -اليوم السابع -5 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/520152483669318.jpg" أطفال الفيوم يروون ل"ليوم السابع" قصصهم مع القمامة والذئاب بالات مخلفات المصانع بعد إعدادها للبيع بالكيلو img title=" الزباب يهاجم العمال وكاميرا "اليوم السابع" -اليوم السابع -5 -2015" alt=" الزباب يهاجم العمال وكاميرا "اليوم السابع" -اليوم السابع -5 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/5201524836693110.jpg" الزباب يهاجم العمال وكاميرا "اليوم السابع" سيارات النقل تنقل مخالفات المصانع تمهيدا لبيعها عامل المقلب أعلى السيارة تمهيدا لتفريغ حمولة سيارة المخلفات إحدى البدويات تعمل فى مقلب الروبيكى img title=" أحد العمال بالمقلب يروى ل"ليوم السابع" تفاصيل العيشة داخل مقلب الروبيكى -اليوم السابع -5 -2015" alt=" أحد العمال بالمقلب يروى ل"ليوم السابع" تفاصيل العيشة داخل مقلب الروبيكى -اليوم السابع -5 -2015" class="webportal" src="http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/5201524836693114.jpg" أحد العمال بالمقلب يروى ل"ليوم السابع" تفاصيل العيشة داخل مقلب الروبيكى