دعوة و رسالة أوجهها لكل المتخاصمين، تعالوا وهلموا بنا لننزع ما فى قلوبنا من بغضاء وشحناء وحقد وحسد وغل ونسمو عن الصَّغَائر، ومن منا معصوم من الخطأ، فكلنا أصحاب ذنوب ومعاصى، دعوة للصلح، فمن مكارم الأخلاق "أن تعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك و تصل من قطعك"، أليس خيرُ المتخاصمين من يبدأ بالسلام، كما قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه و سلم" وخيرهما الذى يبدأ بالسلام" ولنبادر بالعفو ولنترك ذلك لله سبحانه وتعالى، ونتذكر قول رسول الله محمد، صلى الله عليه و سلم، "من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه"، فنترك خلافاتنا ونعفو عن بعضنا البعض، أيضاً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما نقص مال من صدقةٌ، وما زادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضعَ أحدٌ لله إلا رَفَعَهُ، هَلمَّ أيها المتخاصم ليزيد الله بعفوك عن أخيك عزاً، ولنا فى رسول الله أسوةُّ حسنة، صلى الله عليه و سلم، فى فتح مكةالمكرمة وهو المنتصر وهو القوى، ماذا فعل وماذا قال لأهل مكة "لكفار قريش"، الذين أخرجوه من أحب البلاد لقلبه، وآذوا أصحابه، رضوان الله عليهم، وقتلوا منهم من قتلوا و سرقوا من سرقوا، ماذا قال لهم رسول الله: ما تظنون أنى فاعل بكم،قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم قولته المشهور"اذهبوا فأنتم الطلقاءً" هذه هى مكارم الأخلاق وصدق الله العظيم القائلُ فى قرآنه الكريم لسيد المرسلين صلى الله عليه و سلم "وإنك لعلى خُلق عظيم "، العفو من شيم الكرام، بعد ما ذكرت، أوجه رسالة عاجلة إلى سيادة المستشار مرتضى منصور والكابتن أحمد شوبير، أستحلفكم بالله العظيم،أن تتصالحوا لله و أن يعفوا كلُّ منكم عن الآخر، وأليس لكم فى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، فلكل واحد منكم محبيه ومؤيديه، وهناك من يريد أن يشعلها حرباً بينكم، ليس الشيطان فحسب، بل هناك لا شك مستفيدون من هذه الخلافات، وهناك من ساعد على ذلك ولكن هذا ليس مبرراً، فأنتم قدوة لجيلنا نحن الشباب "سألنى تلميذ ابن أحد أقاربى عن سبب الخلاف بينكم" لم أستطيع الجواب، فكونوا أصحب الأيدى البيضاء وقولوا للحاقدين والكارهين، موتوا بغيظكم وترفعوا عن أى خلافات، وأقول للمقربين منكم والأصدقاء المخلصين "أليس فيكم رجلُّ رشيد" يُصلح بينكم، بعيداً عن البرامج و الهواء المباشر، التى أحياناً كثيرة تفسد ولا تصلح، وأحياناً كثيرة أتخيل وأتمنى أن يذهب أحدكم إلى الآخر فى بيته "لله سبحانه وتعالى من باب وخيركم الذى يبدأ بالسلام"، بدون ميعاد سابق ويضرب "جرس" الباب ويستقبله الطرف الثانى بالود والترحيب، لأنه على الأقل ضيفه وفى منزله، و يجب إكرام الضيف ، وتتعاتبوا كما تشاءون، وفى النهاية تصفوا النفوس وتُغلق صفحة من صفحات الخصام والخلاف، أُغلقت لله سبحانه وتعالى، "والصلحُ خير"، فى النهاية من الذى سيبدأ بالسلام ويضرب "الجرس"؟ مُذيع تلفزيونى.