مرض الروماتويد هو التهاب مزمن يحدث في العديد من المفاصل بسبب عيوب في جهاز المناعة، ويتسبب في مهاجمة خلايا المناعة لبعض الانسجة الطبيعية في الجسم حيث يعتبرها جهاز المناعة عدو . وفي أنواع أخرى مشابهة للروماتويد يحدث زيادة في نسبة بعض البروتينات في الدم التي تهاجم الخلايا الطبيعية في جسم الانسان بما فيها خلايا الغضاريف والعضلات والأربطة، وينتج عن هذا الهجوم حدوث التهاب مزمن يزداد في بعض الاوقات ويقل في أوقات اخرى، وتكون النتيجة لو لم يتم علاجه أن يحدث تدمير للأنسجة وتآكل للمفاصل أو العضلات . وتوجد أمراض مشابهة للروماتويد تتسم بأنها أقل حدة وأبسط وتظل لفترات أقصر بكثير مثل شبيهات الروماتويد والحمى الروماتيزمية والانواع الخفيفة من الذئبة الحمراء، ومرض بهجت والتصلب الفقري. وتشخيص هذه الأمراض يكون ببعض التحاليل للدم لتقييم البروتينات والخلايا المرتبطة بهذه الالتهابات، كما يجب أن يتم عمل تحاليل لتقييم وظائف الكلى التي تتأثر بهذه الأمراض أو وظائف القلب مثل حالات الحمى الروماتيزمية فضلا عن الأشعات لتقييم حالة المفاصل ودرجة تأثرها . وعلاج هذه الأمراض يكون بالأدوية التي يصفها طبيب الأمراض الروماتيزمية (و ليس جراحة العظام)، وتخصص الأمراض الروماتيزمية هو أحد فروع الامراض الباطنة او التأهيل و الطب الطبيعي، وهذا الفرع من الطب يعالج هذه الامراض بالادوية التي تعدل من جهاز المناعة وتضبط الجرعات بطريقة مناسبة، بحيث تقلل من هجوم جهاز المناعة على الانسجة وفي نفس الوقت لا يؤثر على مناعة الجسم أو تعرضه لمضاعفات هذه الادوية . أما جراحة العظام فدورها يأتي في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، ويمكن ان يكون دور جراحة العظام في صورة منظار جراحي لإزالة الانسجة الملتهبة من المفاصل أو في صورة إصلاح للأوتار والأربطة الملتهبة أو في صورة إصلاح للتشوهات بالعظام التي يمكن أن تحدث في الاطفال المصابين بأمراض الروماتويد و شبيهاته . أما الحالات المتأخرة فيمكن لجراحة العظام أن تعالجها بجراحة المفاصل الصناعية لاستبدال المفاصل المتآكلة، ويجب ملاحظة أن هذه الانواع من الأمراض يجب اتخاذ احتياطات خاصة قبل وأثناء وبعد الجراحة لمنع حدوث مضاعفات نتيجة جهاز المناعة، وفي حالة اتخاذ هذه الاحتياطات تكون الفائدة من الجراحة كبيرة و نسبة النجاح عالية.