يحتفل العالم بعيد العمال.. ونحن فى مصر أحوج مانكون إلى العمل الجاد المثمر، لرفعة شأن وطننا وتقوية اقتصادنا والإنفاق على أنفسنا وأهلينا. ولقد حث الإسلام على العمل وجعله فى مرتبة العبادة، وجعله الطريق إلى سعادة الدنيا ونعيم الآخرة. والإسلام هو دين العمل والإنتاج، دين يقدر العمل القدر اللائق به فيجعله قرين الإيمان، والعمل الصالح هو كل ما يعود نفعه على الإنسان وعلى مجتمعه، فالفلاح الذى يزرع الأرض لتنبت وتثمر فإن العائد من هذه الزراعة للمجتمع، وله أجره بقدر ما يكد ويتعب، والتاجر الصدوق الأمين يعود خير تجارته على نفسه ومجتمعه الذى يعيش فيه، وإجمالا.. فكل عمل يفيد الأمة ويسمو بها فى حاضرها ومستقبلها فهو عمل صالح يحث عليه الإسلام وكل واحد فى مهنته يكمله صاحب المهنة الأخرى، ولو أن أى انسان أهمل فى عمله سيلحق الضرر بالآخرين، فكل واحد يخدم الآخر، والإسلام حبب كل المهن والحرف والأعمال إلى الناس، فالعمل شرف مهما كان متواضعا بشرط أن أن يكتسب المال من طرق مشروعة حلال وينفق هذا المال فىما يرضى الله تعالى حتى يعيش كريما عزيزا. وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الحسنة لجميع العمال، فقد عمل راعيا للغنم واشترك فى بناء مسجده الشريف بالمدينة مع أصحابه وكان يحمل الحجارة على عاتقه الشريف وشارك معهم فى حفر الخندق. ولقد عمل الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه فى الماء والطين، ينقل التراب من البئر لقاء تمرات، أخذها بعد أن انتهى من عمله، والتقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه كان أجيرا لقاء هذه التمرات، فقال له صلى الله عليه وسلم: ناولنى تمرة من هذا الكسب الطيب. وإذا كانت الدول قد جعلت للعمل عيدا وسمته عيد العمال فهو بذلك محدد عندهم باليوم الأول من مايو، أما الاسلام فإنه جعل للعمل عيدا دائما فى الدنيا، فضلا عن الأجر والثواب العظيم فى الآخرة. ومصر الآن فى أشد الحاجة الى دوران عجلة الانتاج وخاصة بعد المؤتمر الاقتصادى الذى عقد بشرم الشيخ مؤخرا، ومشاركة الجميع كل فى مجاله بجد واتقان وبذل أقصى الجهد بهدف الوصول الى الارتقاء والجودة والانتاجية العالية والبحث المتواصل بالابداع والابتكار للوصول الى أفضل النتائج، وأن نعتمد على أنفسنا ونحارب الفقر والجوع ونحافظ على مواردنا التى منحنا الله إياها .