منذ فترة ليست بالبعيدة اتجه بعض من يدعون الثقافة والمعرفة إلى التطاول على الدين وعلمائه وتبنوا أفكارا بعيدة كل البعد عن أخلاقنا وديننا وأصبح لدى هؤلاء الشهرة أهم بكثير من تشتت العقول والتشكك فى ثوابت الدين وفروعه حتى أصبح الدين الآن سلما للصعود إلى الشهرة والنجومية فى غياب تام للمؤسسات الدينية ومن يخرج علينا ليتحدث باسم هذه المؤسسات ليس مؤهلا علميا ولا فقهيا وكأن جموع العلماء أصبحوا لا علم لهم ولا معرفة بما يحدث حتى تجد برامج التوك شو هى المنبر الوحيد سواء للهجوم أو التأييد بما يقوله هؤلاء مدعى العلم والثقافة. أصبحنا الآن فى مشهد يحزن كثيرا لانتشار مثل تلك الأفكار فتجد من يخرج ويشكك فى أحاديث الرسول وتجد الآخر يدعو لمظاهرة لخلع الحجاب وتجد أيضا من ينشر فكر وترسيخ حرية الجنس وانتشاره والأكثر من ذلك هو التطاول على علماء المسلمين الذين سعوا واجتهدوا عبر الزمان لجمع الأحاديث وتفسيرها وتنقيحها من الإسرائيليات الموضوعة لتكون تلك الكتب مرجعا مهما لكثير من طالبى العلم. وهؤلاء العلماء هم بشر يصيبهم ما يصيب الآخرين من الأخطاء وعدم الكمال ولكن الأدب معهم مطلوب لمكانتهم العلمية ويوجد الكثير من الطرق التى يجب أن يسلكها كل شخص يريد أن يفهم لكى ينادى بالتصحيح حيث إنه لابد من المعرفة والبحث الدقيق من المصادر الموثوق فيها وهذا هو دور المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف "أين الدور الموكل له؟" "أين علمائه الذين يحوى علمهم الكثير؟" كل هذه الأسئلة يحتاج إلى أجوبة لأنها تدور بالفعل فى عقول المسلمين "لماذا يترك الأزهر الشريف دوره لغيره؟ يجب عليه السعى المستمر للتحاور بين علمائه وتحديث المواد العلمية أول بأول بما يتواكب مع العصر ويكون قوة تسعى لمحاورة مثل هؤلاء والتصدى لتلك الأفكار التى شتت عقول المسلمين فى الدين وأحكامه وخلق منابر جديرة بمكانته حول العالم . إن مثل هذه الادعاءات الهدامة لصحيح السنة وثوابت الدين جعلت من الشباب من يعتنق الفكر الآخر الذى يؤدى به إلى الهاوية وهذا ما تعانى منه الأمة حاليا من أفكار انتشرت بينها مثل الجماعات المتشددة وداعش وغيرها حتى أصبحت مثل تلك الجماعات هى من تدمر الأمة الآن . وانتشرت أيضا الأفكار العلمانية التى تدعو إلى خلع الحجاب وحرية الجنس وكأننا نعيش زمنا لا دين فيه وأيضا انجذب إلى هذا الفكر العديد من الشباب وسبب انجذابهم هو البعد عن الدين وانتشار من يشكك فى عقيدة الآخرين ومثال على ذلك البهائية وعبادة الشيطان وغيرها من تلك الأفكار وأصبحنا الآن بين شقى الرحى إما متشدد أو مشكك فى الدين والخاسر فى هذه المعادلة هى الأخلاق الحميدة مما يؤدى إلى زرع الفتن بين صفوف الوطن حتى نصبح كغثاء السيل كما قال رسول الله. ولذلك يجب على الأزهر الشريف تحديث صفوفه والبحث عن طرق جديده لبناء جسور للحوار والاستماع إلى الآخرين والمجادلة بالتى هى أحسن وإقناع وجذب هؤلاء لصفوفه ونشر الوسطية بين الناس وتجديد الخطاب الدينى كما دعى لذلك رئيس الجمهورية فى أكثر من لقاء حتى لا يتكرر مثل تلك الادعاءات التى هى غريبة عن ديننا ومجتمعنا، الأزهر كان له دور عظيم فى الماضى ويجب أن يكون أعظم فى الحاضر والمستقبل فى نشر الأخلاق والعلم والوسطية بين الشعوب ليكون منبرا يلجأ إليه كل مشتاق للمعرفة وللعلم دون الانجراف إلى الانحراف.