العنوان اسم مسرحية للكاتب على سالم ، يرصد فيها التحولات الاجتماعية والأخلاقية التى تحدث فى بلد يدخله (الملوك) وهم الأثرياء الجدد، الذين تراكمت ثرواتهم بصورة فاحشة وبشكل غير مشروع . وفى المسرحية يتخيل الكاتب أن أحدهم استطاع اختراع كلب إلكترونى بحاسة شم عالية جدا تستطيع التقاط رائحة النفط فى أعماق الأرض، وتحديد الأماكن المناسبة للتنقيب عنه بصورة لا تخطئ أبدا، وما بين عشية وضحاها يصبح صاحب الكلب من المليارديرات ويدخل ( القرية ) بثروته التى تصبح قيمة وحيدة يلهث وراءها الجميع ، ومن أجلها تتهاوى كل القيم والفضائل، وتنفصم عرى علاقات الرحم ويتسيد قانون الغاب الذى يجعل الغلبة دائما للأقوى. ويبدو أن كلبا إلكترونيا آخر استطاع أن يرصد بدقة رائحة النفط فى أعماق الأرض الأفغانية، ويتحدث عن ذلك بيترمارسيدن الرئيس السابق لمنظمة الإغاثة الأفغانية بأفغانستان فى كتاب له بعنوان : طالبان الحرب والدين والتسوية السياسية، يقول فيه : شركة البترول الأمريكية العملاقة (أوتوكال ) واحدة من الشركات التى يسعد أى رئيس أمريكى بالتقاط صور تذكارية له مع مديريها، فقد بلغت أرباحها عام ألفين أكثر من تسعة مليارات دولار، وقد قامت هذه الشركة بمنافسة أخرى أرجنتينية أسمها ( بريداس ) للحصول على امتيازات للتنقيب عن النفط فى أفغانستان ، وعندما تمكنت حركة طالبان من احتلال كابول ، رحبت الإدارة الأمريكية وباركت ما حدث على أساس أنه ( تطور إيجابى سوف يؤدى إلى استقرار الأوضاع فى أفغانستان). ويواصل المؤلف قوله: وفى أغسطس من عام 98 ، أعلنت حكومة طالبان أنها تفضل العرض الذى تقدمت به الشركة الأرجنتينية وترفض عرض الشركة الأميركية وهنا انقلبت واشنطن على طالبان وما فشلت ( أوتوكال ) فى الحصول عليه عبر المفاوضات التجارية، تكفلت بتحقيقه قاذفات بى 52 العملاقة وصواريخ كروز وتوماهوك وقوات تحالف ملوك قرروا دخول القرية الأفغانية تجذبهم إلى ذلك رائحة النفط والغاز فى قلب آسيا، وتحت غطاء مفضوح اسمه ( مكافحة الإرهاب). وهناك ملوك من نوع آخر يدخلون القرية أو يحاولون ذلك، وهم اليهود فى مسرحية المرحوم الأستاذ سعد الدين وهبة ( المحروسة 2015 ) للميلاد، تحت شعار التعاون الاقتصادى والتكنولوجى .. لكن مهمتهم الأساسية – كما يقول المؤلف – هى إفساد كل شىء : الاقتصاد والقيم والأخلاق و.. تقدم المسرحية نماذج بشعة لهذا التخريب ، منها شركة زراعية مصرية – إسرائيلية لتنمية وزراعة محاصيل الفاكهة وزيادة إنتاجيتها باستخدام التقنيات الحديثة ، لكن الشركة – بدلا من ذلك – تزرع الأرض بنبات الحشيش وتروج تعاطيه حتى تتحول البلد كلها إلى .. مساطيل! وعندما دخل ملوك التحالف الغربى بقيادته الأمريكية القرية العراقية فعلوا ما هو أفظع مما يحتاج إلى مجلدات لرصده وتوثيقه، إضافة إلى أن القرية العراقية كانت مسرحا لما تسميه وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة كوندوليزا رايس (الفوضى الخلافة) وثمار هذه الفوضى تشمل سرقة نفط العراق ونهب كنوزه ومقتنياته الأثرية وقتل وتشريد علمائه وتهيئته للتقسيم إلى 3 دويلات و .. وما زالت أفعال (الملوك) الشائنة تتواصل فى قرية كانت يوما مهدا للحضارة الإنسانية.