قال الصادق المهدى رئيس حزب الأمة القومى السودانى إن زيارة وفد الرئاسة المصرية برئاسة اللواء "حاتم باشات" قد تأخركثيرا، علاوة على أنه لم يكن على المستوى المطلوب فى تشكيله، بحسب تعبير المهدى، مشيرًا إلى أن مصر لم تدخل بفاعلية فى المشكلة السودانية، وقال إن الموقف الأخير هو استمرار لغياب مصر فى مؤتمر الدوحة، والذى كان مجرد ثرثرة لم تؤد إلى شىء. وأشار المهدى أن حزبه سيشارك بأعداد محدودة، لها ظروفها الاستثنائية فى الانتخابات التشريعية السودانية، لكنه احتفظ بموقفه الرافض فى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية حتى آخر لحظة قبيل بدء الانتخابات. ورهن المهدى إمكانية التراجع عن موقفه بتغيير محتمل فى موقف المؤتمر الوطنى الحاكم وأعلن أن حزبه سوف يشارك فى الانتخابات التشريعية فى المناطق التى لها وضعية خاصة، ويمكن أن تؤثر على قرار تقرير المصير المقرر فى يناير المقبل وسمى المهدى منطقتى النيل الأزرق، وكردفان، مشيرا إلى أن مؤسسات حزبه قد تتخذ قرارات بمشاركات حسب ظروف معينة. وقال المهدى بشأن إمكانية أن تمثل هذه الاستثناءات بوابة خلفية لتراجع الحزب عن المقاطعة، أنه لن يصدر قرار عام بخوض الانتخابات لجميع الولايات، وسيترك ذلك لأجهزة الحزب لتحدد كل حالة على حدة " واستطرد أن هذه الحالات ستظل خاصة مهما اتسعت، ملمحا إلى إمكانية المشاركة الواسعة حتى فى حالة عدم استجابة المؤتمر الوطنى لكل شروط الأمة وزاد "مابين طرفة عين وانتباهتها قد يغير الله من حال إلى حال". وقال المهدى، حسب موقع أفريقيا اليوم، إن الكلام حول أن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد خذلت تحالف جوبا، واتخذت قرارا بالانسحاب من انتخابات الرئاسة منفردة غير صحيح، وأن قرار الانسحاب قد ناقشناه على مستوى الأحزاب قبل قرار الشعبية، وفسر "المهدى" موقف المؤتمر الشعبى بالمشاركة فى الانتخابات، قائلا: إن الشعبى يرى أن قاعدته الجماهيرية مع الوطنى واحدة، وإن الوطنى لم يعهد التداول الديمقراطى، الأمر الذى أدى إلى ظهور اضطراب لدى القواعد، مضيفا أن الشعبى رأى أنه فى ظل هذا المناخ من الممكن أن يحقق لنفسه انتصارا. ونفى المهدى ما تردد حول أن حزبه سوف يشارك فى جميع الدوائر الانتخابية، وأضاف أنه فى حال تغير موقف الحزب الحاكم وقبوله بعضا من شروطنا، وخاصة فيما يتعلق بالتأجيل المحدود للانتخابات، فإنه يمكن أن يعود بالكامل عن قرار المقاطعة. وأضاف المهدى أن مشاركتنا فى الانتخابات كانت فى مصلحة الجميع بما فيها الوطنى الحاكم، لأنها كانت ستضفى شرعية محلية وإقليمية ودولية على الانتخابات مضيفا أن حزب الأمة "أعقل" خصوم الوطنى الحاكم، وقيادته والمعارضة تصب فى مصلحة النظام والدولة، على العكس من المؤتمر الشعبى، المرشح الآن لاحتلال هذه الخانة والمعروف بعداوته الحادة للوطنى. وقال فيما يخص الموقف الأمريكى إن واشنطن تتعامل مع السودانيين بلسانين أولهما مؤيد لإجراء الانتخابات فى موعدها، والثانى لا يعطى أهمية لها، مشيرا إلى أن المبعوث الأمريكى بالسودان "سكوت غرايشن" يمثل التيار الأول والذى يحبذ إقامة علاقة "ملطفة "مع المؤتمر الوطنى، ووصف المهدى غرايشن بأنه "ساذج" وتم تضليله، بما أعطى الانطباع بأن البشير مرشح أمريكا. وتوقع المهدى وقوع أحداث مأساوية فى السودان تؤثر على الأوضاع فى الدول المجاورة خاصة فيما يتعلق بفصل الجنوب، الذى يمكن أن يشكل بادرة تطالب باحتذائها جميع الأقليات فى أفريقيا.