"مين اللى محنيلك عمار" صباح "بائعة الخضار" حدوتة مصرية.. أمية ربت 3 مكفوفين حتى حصولهم على البكالوريوس.. وتروى ل"اليوم السابع": علمت أولادى من "الفرشة" وأحلم بزيارة بيت الله

تبدأ يومها بالتأمل فى وجوه أبنائها الثلاثة، فقد حرمهم الله من نعمة البصر، وكرغبة أى أم، طلبت من الله أن يُعينها كى تستطيع أن تصل بهم إلى بر الأمان، وتتمكن من خلال فرشتها البالية لبيع الخضار، أن تُكمل لهم تعليمهم على الرغم من إعاقتهم التى تُؤرق عليها كل دقيقة تعيشها، فمن منزلها البسيط تمكنت الحاجة "صباح" من عمل المستحيل، وفعلت مالم يستطع الرجال فعله، ووقفت إلى جوار قرة أعينها لتُمكنهم من الحصول على فرصة جديدة فى الحياة.
وعلى الرغم من أميتها، استطاعت الحجة "صباح" أن تُكمل لأبنائها الثلاثة تعليمهم وألحقتهم بالجامعة، وتمكنوا من اجتياز التعليم الجامعى الأزهرى، ليصبح لكل منهم حياته وعمله ليشق طريقه من جديد.
رزقها الله ب 3 أبناء مكفوفين
وقالت السيدة "صباح حمزة حسنين"، خلال تكريمها اليوم بجامعة القاهرة ومؤسسة الشيخ محمد بن زايد آل مكتوم، ومنحها لقب الأم المثالية لمحافظة الدقهلية، إن الله رزقها بنجلها الأول "حسن"، والذى أتم ربيعه ال37، واستطاعت أن تُعينه على إنهاء تعليمه الجامعى بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ثم رزقها الله بنجلها الثانى، وقد حرمه الله أيضًا من نعمة البصر، ثم وهبها الله بفتاة أخرى ليكتمل اختبار الله لها فى الدنيا بابتلائها ب 3 أبناء مكفوفين.
الأمية "بائعة الخضار" تضرب مثالًا للتضحية والأمومة
وأكملت "صباح" قصة كفاحها فقالت، إن زوجها رجل بسيط يعمل عامل بناء، يحمل "الطوب" و"الرمل" طوال اليوم، فى الوقت التى كانت تُساعده فيه وتعمل "بائعة خضار"، وكانا يقتسمان وقتهما لاصطحاب أبنائهما إلى المدرسة، حيث اعتاد زوجها أن يذهب فى الصباح الباكر لتوصيل أبنائه، ثم تعود الأم بعد انتهاء اليوم الدراسى لإحضارهم من جديد، خوفًا عليهم من الطريق.
وتابعت صباح: "حتى الآن لا يمكننى أن أترك ابنتى تذهب إلى المدرسة وحيدة، حيث أذهب معها يوميًا إلى المدرسة ثم أعود بعد انتهاء اليوم الدراسى لإحضارها من جديد، هذه رسالتى نحوهم، ولابد أن أكملها على الوجه الأكمل، ويجب على كل أم أن تراعى الله فى النعمة التى وهبها إليها، وألا تتركهم عرضة للمخاطر".. وتمنت الحاجة "صباح" أن يكرمها بزيارة بيته الحرام قبل أن تموت.
موضوعات متعلقة ..
- فى يوم المرأة المصرية.. نساء مصر "كعب داير" فى طوابير الحياة.. فيروس سى ينهك جسد "إحترام" بائعة الشاى.. ابنة الصعيد تعمل 14 ساعة لتعول زوجها الكفيف وأبناءها الخمسة.. وتقول: "خايفة قطار العلاج يفوتنى"