البصر من أهم النعم التي وهبها الله للإنسان ولكن لحكمة لا يعرفها إلا هو اختار بعض الأشخاص ليحرمهم من هذه النعمة، ليعوضهم عنها بنعمة الرضا بقضاء الله، فيما يواجه المكفوفون إهمالاً من جانب الدولة، فأبسط الحقوق الإنسانية مهدرة. على الصعيد الأزهري، وضعت المؤسسة الأزهرية شروطاً تعسفية للشخص الذى يقوم بالكتابة بدلاً منهم فى الامتحانات، ليثير ذلك امتعاض الكثير من فاقدي البصر. من جانبه قال هادي علي، طالب بالفرقة الرابعة كلية أصول الدين، إن مؤسسة الأزهر لا تهتم بالمكفوفين في جميع مراحل التعليم بصفة عامة، وليس في مرحلة التعليم الجامعي فقط، موضحًا أنه لا يتم عمل مدارس خاصة للمكفوفين لتعليمهم طريقة "برايل" ولا حتى تخصيص حصص معينة في المعاهد لتعليمهم هذه الطريقة التي تعد هي طريقتهم الوحيدة للتعلم. أضاف علي، أن أكثر المشاكل التي تواجههم في الجامعة هي مشكلة توفير المرافق، وهو الشخص الذي يرافق الكفيف أثناء مدة الامتحان للكتابة، موضحا أن الشروط التي تضعها الجامعة صعبة بالنسبة لهم، خصوصاً فيما تنص على أن يكون المرافق غير خريج جامعة الأزهر، وفي مرحلة التعليم الإعدادي أو التعليم الفني. وطالب علي، أن تراعي الجامعة ظروف المكفوفين وتوفر لهم المرافق ويكون فى مرحلة التعليم الجامعي لأنه سيؤدى الى تسهيل التواصل بين الطرفين مما يعطى راحة وسلاسة للمكفوف أثناء أداء الامتحان. وفي سياق متصل، أضاف إبراهيم حسن، طالب في كلية الدعوة الإسلامية، الفرقة الثانية، أنه يعاني أيضًا من مشكلة توفير المرافق بالشروط التي تضعها الجامعة، لافتا الى أن توفير المرافق وفقا لهذه الشروط قد يتسبب فى رسوب المكفوف أو حصوله على تقديرات ضعيفة، على الرغم من إجابته الجيدة عن الأسئلة، لأن طالب إعدادي أو دبلوم يكون في أغلب الأحيان خطه سيئاً للغاية مما يؤدى الى الرسوب، خصوصاً أن الورقة لم يتم تمييزها كونها منسوبة الى شخص كفيف. وطالب حسن، شيخ الأزهر بالتدخل وحل هذه الأزمة، وذلك إما عن طريق تسهيل شروط المرافق، أو قيام الجامعة بتوفيره لهم بما يتناسب مع ظروفهم. من جانبه، أكد محمد عبدالحميد، الطالب بالفرقة الثانية، كلية أصول الدين، أن حقوق المكفوفين مهدرة فى مصر، مشيرا إلى أنه أضطر لإعادة السنة الدراسية بسبب المرافق، لأن المسئولين عن الامتحانات قاموا بطرد المرافق الذي معه لعدم توافر الشروط به مما أدى إلى رسوبه. وبيّن عبدالحميد أنه لا يستطيع توفير المرافق بالشروط المطلوبة لأنه مغترب، مطالباً الجامعة وأعضاء هيئة التدريس الاهتمام بالمكفوفين والسماح لهم بتسجيل المحاضرات، وذلك لأن الدكاترة يمنعونهم من تصوير أو تسجيل المحاضرة مما يزيد الوضع صعوبة، فضلاً عن استلامهم الكتب مكتوبة بالكتابة العادية وليس بطريقة برايل. أضافت طالبة كفيفة من طالبات الأزهر، أن التعليم فى مصرلا يساعد المكفوف ولا يشجعه على التعلم، وإنما يزيد من معاناته، موضحة أنها تواجه مشاكل عدة في الأزهر بدءًا من عدم تعليمهم لغة الكمبيوتر، فضلا عن عدم وجود مكتبة سمعية حديثة تلبي احتياجات المكفوفين. وطالبت الدولة بصفة عامة والأزهر بصفة خاصة بالاهتمام بهم وتوفير احتياجاتهم اللازمة من كتب مكتوبة بطريقة برايل أو تسجيلات سمعية لهذه الكتب. وأعربت عن استيائها من موضوع المرافق، قائلةً "طالما الجامعة مش واثقة فينا وفي المرافقين اللي بنجبهم يا ريت تعين لينا مرافقين يدخلوا معانا".