الجامعة العربية تدعو لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة "لمواجهة "الإرهاب".. ودولة خليجية تمنع وزيرة خارجية السويد من حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب.. ووزير خارجية قطر يتغيب

أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هناك حاجة ماسة إلى "إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة "لمواجهة" الإرهاب وأنشطة المنظمات الإرهابية" التى تواجهها الدول العربية.
ما قاله العربى أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب يأتى بعد أقل من أسبوع من إعلان نائبه أحمد بن حلى أن اقتراحا مصريا بتشكيل قوة عربية مشتركة للإسهام فى حماية الأمن القومى العربى سيكون على جدول أعمال القمة المقبلة نهاية الشهر الجارى.
وقال العربى إنه أن الأوان لبلورة موقف عربى موحد إزاء مختلف التحديات التى تواجه العالم العربى بما يعكس فعلاً لا قولاً الإرادة السياسية العربية الجماعية المطلوب استنهاضها لنتمكّن من أن نأخذ بأيدينا إدارة شئون الأزمات والقضايا المصيرية التى تواجه حاضر هذه الأمة ومستقبلها، مشيراً إلى أن العالم العربى يواجه مخاطر وما تفرضه المرحلة الحالية الحرجة من تحدياتٍ تتطلب الارتقاء إلى مستوى المسئولية والتفكير فى اتخاذ قراراتٍ مبتكرة (out of the box) وجدية لمواجهة النيران المشتعلة من حولنا شرقا وغرباً ، قراراتٍ تستجيب لمتطلبات هذه المرحلة، وتتجاوز فى مضمونها ما اعتدنا عليه من قوالب جامدة وأُطر تقليدية لم تعد مُجدية فى هذا الزمان للتعامل مع ما نواجهه من محن وأزمات خطيرة، والمطلوب أن تكون الجامعة العربية أكثر قدرة وفاعلية على الاستجابة السريعة لما يعصف بالمنطقة من تغيرات وما تواجهه من مخاطر جسيمة.
الأمن القومى العربى يواجه مخاطر تتصاعد حدتُها وتداعياتُها على جميع بلدان المنطقة
وقال العربى فى كلمته أمام اجتماع الدورة العادية 143 لوزراء الخارجية العرب اليوم - أن الأمن القومى العربى يواجه مخاطر تتصاعد حدتُها وتداعياتُها على جميع بلدان المنطقة، ولعل من أخطرها ما نشهده اليوم من تمدّد سرطانى لأنشطة جماعات الإرهاب والتطرف العابرة للحدود والتى تتخذ من الدين الإسلامى الحنيف، زوراً وبهتاناً عباءةً لجرائمها وانتهاكاتها البشعة عبر نشر ثقافة الموت والقتل والدمار لكل ما يُميّز هذه المنطقة العريقة من تنوع دينى وإثنى وحضارى وإرث ثقافى، وقد برز ذلك بأوضح صوره فى الجرائم التى ما زالت مشاهدها الشنيعة ماثلةً أمامنا فيما يشهده العراق الشقيق من عمليات تدمير شاملة وممنهجة لإرثه الإنسانى والحضارى وآثاره التاريخية، بالإضافة إلى المشاهد المرعبة لعمليات القتل التى نفذّها تنظيم "داعش" الإجرامى الإرهابى بحق الطيار الأردنى البطل معاذ الكساسبة والمواطنين المصريين الأبرياء، 21 مواطناً مصرياً بريئاً، وغيرهم الكثير، فى ليبيا والعراق وسورية، مضيفا: أتقدم بخالص التعزية إلى حكومات هذه الدول التى عانت من الإرهاب. كما أُشدّد على دعم الشرعية سواء فى ليبيا أو اليمن".
دولة خليجية تمنع وزيرة خارجية السويد من المشاركة فى الاجتماع
وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم اليوم، بعد ساعات من الشد والجذب حول مشاركة وزيرة خارجية السويد مارغوت ستروم فى الجلسة الافتتاحية مثلما كان مقرراً فى وقت سابق، إلا أن دولة خليجية نجحت فى منع الوزيرة السويدية من المشاركة فى الاجتماع لوجود خلاف سابق بين الدولة الخليجية والسويد وفقاً لما أكدته مصادر دبلوماسية عربية لليوم السابع.
وكان مقرراً أن يلتقى سامح شكرى وزير الخارجية بنظيرته السويدية صباح اليوم قبل بدء الاجتماع الوزارى العربى، إلا أن اللقاء لم يعقد دون توضيح الأسباب من جانب الخارجية المصرية.
وكان مقررا أن تلقى الوزيرة السويدية كلمة خلال أمام الوزراء العرب تؤكد خلالها التضامن مع حقوق الشعب الفلسطينى باعتبارها أول دولة أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية، وأوضحت المصادر أن الخلاف دفع الدكتور نبيل العربى لإجراء لقاء ثنائى مع وزيرة الخارجية خارج مقر الجامعة، وهو الأمر الذى أدى إلى استياء العديد من الدول العربية المشاركين فى الاجتماع.
وزير خارجية قطر وسفير الدوحة بالقاهرة يغيبان
وغاب عن الاجتماع أيضاً وزير الخارجية القطرى خالد العطية، حيث رأس الوفد القطرى فى الاجتماعات محمد الرميحى مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، وهو الاجتماع الأول منذ تصاعد الأزمة بين مصر وقطر وسحب الأخيرة سفيرها من القاهرة للتشاور على خلفية اتهام مندوب مصر بالجامعة العربية لقطر بدعم الإرهاب، كما لم يحضر السفير القطرى سيف مقدم بوالعينيين مندوب قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية وسفير الدوحة بالقاهرة اجتماعات المندوبين، التى عقدت على مدى يومين بالقاهرة، كما لم يحضر بصحبة الوفد القطرى، الذى يحضر اجتماعات الجامعة العربية.
مصر تدعو لدعم الحكومة الشرعية فى ليبيا دون إبطاء أو شرط
جاء ذلك فيما دعا وزير الخارجية سامح شكرى الدول العربية إلى تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحكومة الشرعية فى ليبيا دون إبطاء أو شرط، لتتمكن من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل الأراضى الليبية، وبما يفعل دورها فى مكافحة الإرهاب المستفحل هناك، مؤكدا على أن مصر تدعم بكل قوة الحلول السياسية المطروحة من قبل الأمم المتحدة بين القوى السياسية الرافضة للعنف والإرهاب، لافتا إلى أن مصر أوفدت سفيرها لدى ليبيا إلى الحوار القائم فى المغرب لدعم المبعوث الدولى "برناردينو ليون" فى مسعاه لمساعدة الليبيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية فى ليبيا.
وشدد شكرى على أن انعكاس ما يجرى فى ليبيا على مصر وأمنها لا يخفى على أحد، مذكرا بما لقاه عدد من المواطنين المصريين من مصير مأساوى على الأراضى الليبية مؤخراً، مؤكدا أن ما يحدث فى هذا البلد الجار لا يمكن السكوت عليه بأى حال من الأحوال، لافتا إلى أن مصر تحترم إرادة الشعب الليبى فى تقرير مصيره ومستقبله، وكان هذا مبعث تأييدنا لمجلس النواب المنتخب والحكومة المنبثقة عنه.
القضاء على الفقر والجهل أول الطريق لمكافحة الإرهاب
وطالب شكرى ببذل الكثير من الجهود للقضاء على الجهل، والفقر، وتفشى الأفكار الظلامية، فى ظل اكتظاظ الواقع العربى بالبؤر الملتهبة التى وفرت البيئة المضطربة فى عدد من الدول العربية أرضاً خصبة لنمو التطرف والإرهاب، فالعالم العربى يحتاج إلى العمل بشتى الطرق لترسيخ مفهوم الدولة المدنية وقيم المواطنة وإلى تفعيل دور مؤسساتنا الدينية لتوجيه الدفة نحو الفهم السليم لغايات الدين الحقيقية، كما أن هناك الحاجة إلى تطوير الخطاب الدينى تعزيزاً للوعى بصحيح الأديان السماوية ومقاصدها السامية من سماحة ورحمة وقبول للآخر.
الأردن: جماعات إرهابية أصبحت تسيطر على أراض فى دول عربية وتتمدد فيها بما يهدد كيانات هذه الدول
من جانبه أكد وزير الخارجية الأردنى ناصر جودة أن الأخطار المحدقة بالوطن العربى وشعوبه تتطلب العمل الفورى والجادة لمواجهتها ودرء مخاطرتها بهدف اجتثاثها وفى مقدمتها التنامى الخطير والمقلق لظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، وقال فى كلمته إن جماعات إرهابية أصبحت تسيطر على أراض فى دول عربية وتتمدد فيها بما يهدد كيانات هذه الدول والأمن والسلم الدوليين، مشيرا إلى أن هذه الجماعات ترتكب ممارسات تتجاوز فى وحشيتها كل تصور.
وأكد ناصر جودة ضرورة التضامن مع الدول العربية التى تعانى من الإرهاب بكافة صور التضامن بما فيها تحقيق التكامل الاقتصادى الذى يمكن أن يقضى على أسباب ظهور واستفحال هذه الجماعات الإرهابية.
وبشأن الأوضاع فى ليبيا قال جودة إنه لابد من مساعدة ليبيا على مواجهة الجماعات الإرهابية التى تهدد سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكدا دعم بلاده للبرلمان الليبى المنتخب والحكومة الشرعية المنبثقة عنه ومساندتها فى بناء المؤسسات الليبية ومنها إنشاء جيش وطنى قوى، مؤكدا أهمية تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف مع استبعاد من يلجأ منها للعنف والإرهاب.
وقدم جودة فى هذا الخصوص تعازى الأردن لمصر قيادة وحكومة وشعبا على استشهاد 21 من أبنائها داخل ليبيا على أيدى هذه العصابات المجرمة وتأييد ما تقوم به مصر من إجراءات للحفاظ على أمنها القومى.
موريتانيا: ظاهرة الإرهاب تتطلب إيجاد آليات لمواجهتها على كافة المستويات
من جانبها استعرضت فاطمة فال بنت اصوينع وزيرة خارجية موريتانيا نتائج رئاسة بلادها لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى للدورة 142 السابقة والظروف والتحديات التى تميز بها العمل العربى المشترك خلال هذه الفترة، وأكدت على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات والاخطار التى تمر بها المنطقة العربية والتى من شأنها أن تساهم فى زيادة عوامل التوتر فيها.
وتحدثت الوزيرة عن ظاهرة الإرهاب، معتبرة أنها تمثل تحديا حقيقيا يتطلب مقاربات تولى أهمية خاصة لضرورة إيجاد آليات لمواجهتها على كافة المستويات، مشيرة إلى أن بلادها انتهجت سياسة حازمة فى التصدى للإرهاب والتطرف عبر توطيد التعاون الثنائى والمتعدد وتعزيز القدرات فى مجال الأمن.
موضوعات متعلقة:
وزير خارجية قطر يغيب عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب