قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ومن هنا تحديدا أبدأ، فى زمن تبدلت فيه المقاييس، وفى زمن كثر فيه أهل الفتوى، وفى زمن كثرت فيه وسائل الاعلام المرئى والمسموع والمقروء، وفى زمن الانترنت وما أعقبه من اتاحة كل شئ وفى كل شئ من غزو ثقافى فكرى حضارى البقاء فيه للأقوى، الأقوى فى عقيدته ومبادئه وهويته وثقافته، يا ترى هل تأثرنا بالثقافة الغربية؟ نعم تأثرنا بها كثيرا وهل تأثرنا بالجانب الإيجابى فيها أم السلبى؟ تأثرنا بالجانب السلبى فقط . يجب أن نعلم أولا أنه ليس هناك فى الاسلام ما يمنع تبادل الثقافات طالما أنها لا تتعارض مع ثقافتنا الاسلامية ولا تسئ اليها، فليس هناك مانع أن آخذ العلم عن الغرب أيا كان هذا العلم فى المجال الطبى أو الهندسى أو الاقتصادى، أو فى الرياضة أو حتى فى فنون الطعام والملبس، ليس هناك مانعا مطلقا طالما ان هذه العلوم ستفيدنى أو أن هذه الأنشطة ليس بها ما يسئ الى تعاليم دينى. إذاً أين المشكلة؟ أرى أننا لم نأخذ من الغرب كثيراً فى علومهم ولم نعر تلك النقطة الأهمية الكبرى وحتى فى محاولاتنا فى السنوات القليلة الماضية فهى محاولات متأخرة عشرات السنين، وعلى الجانب الآخر تجد أننا جارينا الغرب بل وتفوقنا عليه فى أنشطة أخرى تقل أهمية عن العلوم، منها الموضة الخاصة بالملابس أو المأكل أو أنواع السيارات رغم أن هناك فئات أخرى كثيرة ليس لديها أساسيات تلك الأشياء. لا أريد أن آخذكم بعيدا عن مقصدى، وهو الأخلاق، هل أخذنا عن الغرب الذى نقلده النظام والنظافة والضمير فى العمل واحترام القانون واحترام المرور والاعتماد على الذات فى سن مبكرة، هل أخذنا عن الغرب احترام خصوصيات الغير وعدم تدخلنا فى مشاكل الناس والفضول الزائد عن الحد تجاه مالا نعرفه. وقد يسأل سائل أنت منبهر بالغرب وكل ما تنادى به من تعاليم الاسلام؟ أقول نعم كل ما أنادى به من تعاليم الإسلام ولكنى أنقل واقعا نلمسه جميعا وهو تأثرنا التام بالغرب فى نقاط بعينها لا تقدم ولا تؤخر ولكنها أشكال من الرفاهية والمتع ليست متاحة لكل الناس.. أين احترام الكبير، وأين اتقان العمل، وأين احترام رأى الآخر وعدم تسفيهه، وأين، وأين.. سلوكيات كثيرة نفتقدها وهى فى شريعتنا السماوية، وعن جهل معظمنا بأخلاق المسلم الحقيقية، وبسبب كثرة من يتحدث فى الدين بين التشدد فى الدين وبين الإسفاف والتنازل عن كثير من ثوابته من جانب بعض المتكلمين، تاه أكثر الشباب ولم يجد القدوة المناسبة المتزنة المدركة لمتغيرات العصر الذى نحياه.. هل هناك من حل لكى نغير من سلوكياتنا وتعاملاتنا مع بعضنا البعض، لا شك أن القراءة والتدبر ومعرفة المزيد عما نجهله يساعد كثيرا فى تغيير العقلية وتقبلها للأخلاق والسلوكيات المحترمة التى ينتج عنها مجتمع صحى فعال متجانس يساعد فى حل مشاكله والتغلب عليها.